سجلت دولة الإمارات بقيادتها التي لا تعرف المستحيل إنجازاً تاريخياً في وقت تجتاح فيه التحديات العالم بأسره، لتثبت أنها بلد اللامستحيل، وأن مسيرة الإنجازات التي أطلقتها قيادتنا الرشيدة، تخطو بثبات نحو تحقيق ما نصبو إليه جميعاً من رخاء ورفاهية تقودها العلوم والمعارف والابتكارات.
وبنجاح «مسبار الأمل» الذي يحمل على متنه فريق من أبناء الإمارات، ذوي الكفاءة والخبرة، وتجاوزه كل التحديات، تكون دولة الإمارات خامس دولة على مستوى العالم تصل إلى الكوكب الأحمر لتمهد طريقاً من النجاحات والإنجازات التي سيرى العالم نتائجها عما قريب.
ولعل من الإنجازات التي سيحققها «مسبار الأمل» فتحه نافذة للطلبة ليطلوا من خلالها على عوالم الفضاء الشاسعة، وتشجيعه لهم على دراسة التخصصات العلمية والهندسية والرياضيات، ودفعهم باتجاه سبر أسرار علوم الفضاء والاستكشافات.
وبما أن أبناء الإمارات تمكنوا مستندين إلى قيادتهم الرشيدة، ودعمها اللامحدود، من تجاوز التحديات، ومواجهة المخاطر، وتحقيق النجاح بالوصول إلى الكوكب الأحمر، وتسجيل إنجاز تاريخي في أول مشروع فضاء إماراتي عربي، فإن الطريق بات مفتوحاً أمام طلبتنا لسبر عوالم الفضاء الشاسع والنهل من علومه، والكشف عن أسراره.
أما كيف يمكن للطلبة اكتشاف هذا الفضاء الذي لم يعد غامضاً كما كان، فيعتمد على ما سوف نقدمه لهم، مستندين إلى نجاحنا في الوصول إلى كوكب المريخ، وتأكيد قدرات وكفاءة أبناء الإمارات «عيال زايد»، الذين يقف خلفهم شيوخنا ومسؤولونا حاملين مشعلاً ينير طريقهم ويسهل مهامهم.
ومن واقع التجربة الحياتية، والخبرة في مجال التعليم، أستطيع التأكيد على أن تحقيق النجاح ممكن، ولكن الحفاظ عليه وعلى مكتسباته قد يكون الشق الأصعب في معادلات الحياة، ولأننا في دولة عقدت العزم على خوض المستحيلات، والحفاظ على المكتسبات، فإنني أجزم بأننا لن نحافظ على هذا الإنجاز فحسب، بل سنشيد عليه صرحاً من الإنجازات المتعاقبة.
ولتحقيق ذلك أرى أن نباشر على الفور بتدعيم مناهجنا المدرسية، بمواد متخصصة حول علوم الفضاء، بما يتناسب وينسجم مع كل مرحلة عمرية، حتى نتمكن من تأسيس الأفراد تأسيساً سليماً، ونسلحهم بعلوم ومعارف تضع الفضاء أمامهم على صفحات الكتب.
إن هذا الإنجاز الذي يدعو إلى الفخر يحتم علينا جميعاً بذل مزيد من الجهود، ويفتح الطريق أمام طلبتنا لمعانقة المجد، وتسجيل اسم الإمارات بحروف تنيرها العلوم والمعارف.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم
