عادي

«بلوتوث».. ثورة تكنولوجية قادها ملك «فايكنج» في القرن العاشر

16:59 مساء
قراءة دقيقتين
سبب
موظفة تعرض سماعات «بلوتوث» (أ.ف.ب)

تدين واحدة من أشهر التقنيات الحديثة باسمها ورمزها، إلى ملك من عصر الفايكنج كان لديه سن زرقاء.  قبل ربع قرن، ولدت فكرة اسم «بلوتوث» لدى مهندسَين بعد اجتماع مخيب للآمال، وجلسة مريحة في حانة. في نهاية التسعينات، كان السويدي سفين ماتيسون المهندس في شركة «إريكسون» والأمريكي جيم كارداك الموظف في شركة «إنتل» من بين الأشخاص الذين يعملون جاهدين، من أجل ابتكار التكنولوجيا الثورية التي ستسمح للأجهزة الإلكترونية بالتواصل لاسلكياً.
في عام 1998، في فجر عصر «اللاسلكي»، كان الشابان جزءاً من اتحاد دولي أنشأ معياراً عالمياً لهذه التقنية، التي طورتها شركة «إريكسون» في عام 1994. لكن قبل ذلك، كانا يكافحان لعرض منتجاتهما اللاسلكية.
وقال ماتيسون (65 عاماً)، الذي اختتم مسيرته المهنية في «إريكسون»:«خلال ندوة في تورنتو الكندية خريف عام 1997، قلت وجيم إن الناس لم يقدروا ما قدمناه».
وقرر هذا المهندس الذي أتى من السويد خصيصاً لحضور هذا الاجتماع الممتد على ساعة، تمضية المساء مع صديقه قبل العودة إلى الديار. وأوضح كارداك في منشور طويل على موقعه الإلكتروني: «تلقينا استقبالاً فاتراً لاقتراحنا العلمي في ذاك اليوم، وفي هذا الوقت أدركت أننا نحتاج إلى اسم رمزي للمشروع يمكن للجميع استخدامه».
وروى ماتيسون «جيم مهتمّ بالتاريخ لذا سألني عن الفايكنج وتحدثنا بإسهاب عنهم». وقال كارداك إن كل ما يعرفه عن الفايكنج هو أنهم كانوا يركضون «بخوذات ذات قرون ويداهمون أماكن مختلفة وينهبونها، وأنهم كانوا زعماء مجانين».

رواية تاريخية
من أجل زيادة معرفته، أوصى ماتيسون كارداك بقراءة رواية تاريخية شهيرة جداً في السويد عن الفايكنج بعنوان «ذي لونج شيبس». تدور أحداث الرواية في القرن العاشر، وهي «قصة شوفينية» وفق ماتيسون، عن صبي اختطفه الفايكنج كرهينة. ولفت اسم أحد شخصيات القصة انتباه كارداك. اسم ملك الدنمارك هارالد «بلوتوث» جورمسون.
ويقال إن الملك هيرالد، وهو شخصية تاريخية مهمة في الدول الاسكندنافية في القرن العاشر، لقّب كذلك بسبب سن تالفة، أو، كما تقول الحكايات الأخرى، بسبب حبه للتوت أو حتى خطأ بسيط في الترجمة. وخلال فترة حكمه، تخلّت الدنمارك عن معتقداتها الوثنية وتحولت تدريجاً إلى المسيحية. لكنه اشتهر خصوصاً بتوحيد النرويج والدنمارك في اتحاد استمر حتى عام 1814.
الملك الذي وحد الخصوم الاسكندنافيين كان إلهاماً للساعين إلى توحيد صناعات أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخلوية بواسطة رابط لاسلكي قصير.
والإشارة إلى الملك تتجاوز الاسم: شعار «البلوتوث» الذي يشبه في النظرة الأولى تمايلاً هندسياً، هو في الواقع تراكب الأحرف الرونية للحرفين «إتش» و«بي» وهما الحرفان الأولان من اسم الملك. وفي مايو/أيار 1998، أطلقت أخيراً تقنية «البلوتوث» الرخيصة والتي لا تستهلك الكثير من الطاقة. ووصل أول جهاز مزود بهذه التقنية إلى الأسواق في عام 1999، وأصبح اسمه الذي كان من المفترض في البداية أن يكون مؤقتاً حتى يتم ابتكار شيء أفضل، دائماً.(وكالات)

الصورة
ئؤيؤي
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"