ظهرت الامتحانات على أشكالها المختلفة، مع انتشار المدارس في القرن التاسع عشر، فهي قديمة العهد وترتبط بالنظام التعليمي ارتباطاً وثيقاً، فمهما تباينت نظمها وأساليبها فهي ضرورة ملحة لا يستغني عنها أي نظام من نُظُم التعليم في العالم، ومع ظهور النهضة التعليمية وتطور التعليم ظهرت النظريات التربوية الحديثة التي تنادي بتخفيف آثار الامتحانات بشكلها التقليدي في نفوس الطلاب وصحتهم النفسية وتتجه نحو ابتكار أدوات أخرى بجانب الامتحانات لتقييم أداء الطلاب والحكم على تقدمهم العلمي وقياس ما اكتسبوه من معارف ومهارات.
كانت دولة الإمارات سباقة في هذا المجال فاستحدث التربويون فيها أدوات للقياس والتقييم تعين بجدية على الحكم على مستويات الطلاب وتمنح الطالب حيزاً أكبر للتعبير عن ذاته ومهاراته وطبقوها في مدارس الدولة ولاقت استحساناً وقبولاً في المجتمع التربوي فخففت من وطأة الاستعداد المستمر للامتحان بشكله التقليدي وما يتبع ذلك من كلفة مادية وآثار نفسية وضغوط على كل من ولي الأمر والطالب.
ورغم ذلك تبقى الامتحانات بشكلها التقليدي أمراً لا مفر منه لإصدار أحكام رقمية على مستويات الطلاب ولاسيما مع انتشار جائحة «كورونا» التي ظهرت معها الحاجة المتزايدة لإجراء اختبارات متتالية إلكترونية وورقية للوقوف على ما أحرزه الطلاب من تقدم خلال التعلم في ظل الأزمة الصحية العالمية الحالية.
لقد فرض تحدي فيروس «كورونا» على المدرسة والأسرة تكاملاً في أدوارهما المحورية، ولعل أهم هذه الأدوار لولي الأمر هو بث الروح الإيجابية في نفوس أبنائهم بعيداً عن لغة التشاؤم والسلبية.
إن دور أولياء الأمور في هذه الاختبارات يأخذ منحى مهماً ومؤثراً في أداء الطالب لهذه الامتحانات سواء كانت ورقية داخل المدرسة أو إلكترونية، فعليهم جميعاً أولاً وقبل أي خطوة أخرى أن يزرعوا في نفوس الأبناء أن الامتحان ما هو إلا تتويج لجهودهم المبذولة خلال فصل دراسي.
لقد لعب العديد من الآباء والأمهات دوراً عظيماً في المسار التعليمي الذي شهدته الدولة في ظل الأزمة الصحية.
إن تعايش المجتمع مع الأزمة الصحية العالمية يؤكد نجاحنا في التصدي لها وهذا يتطلب مزيداً من الجهد والمثابرة من الطالب في أداء امتحاناته ومتابعة ولي الأمر المستمرة ونستطيع أن نؤكد أن متابعة ولي الأمر للأبناء الطلاب خلال أداء الامتحانات وتشجيعهم وتوفير البيئة المادية والنفسية لهم أمر لابد منه حتى يستطيع الطالب أن يعبر عن تقدمه الدراسي.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم
