أعلنت أستراليا، أمس الأحد، عن كارثة طبيعية في مساحات شاسعة من ولاية نيو ساوث ويلز، حيث يتواصل هطول أمطار غزيرة على الولاية هي الأعنف منذ نصف قرن، مسببة دماراً واسعاً عُلّقت إثره المدارس، وأجبر الآلاف على إخلاء منازلهم، إلا أنها لم تسفر عن أي وفيات.
ومنذ الخميس الماضي، تتعرض أستراليا لأمطار غزيرة، لكن أجزاء من الساحل الشرقي دخلت في أزمة أمس الأول، بعدما تسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار في فيضانات مفاجئة، لم تشهدها البلاد منذ ستينات القرن الماضي.
وقال وزير خدمات الطوارئ في نيو ساوث ويلز، ديفيد إليوت، إن الولاية والحكومة الفيدرالية وقعتا 16 إعلاناً عن الكوارث الطبيعية في مناطق تمتد على الساحل الأوسط والوسط الشمالي، من هانتر فالي قرب سيدني إلى كوفس هاربور.
ولم يبلغ حتى أمس، عن أي وفيات، لكن حذر إليوت: «نحن نقترب أكثر فأكثر من الوفاة المحتومة».
وتابع: «لا يمكننا أن نقول ما يكفي: لا تعرضوا أنفسكم للخطر، ولا تعرضوا الوكالات الموجودة لمساعدتكم في حالة الإنقاذ من الفيضانات، للخطر». وقالت رئيسة وزراء نيو ساوث ويلز، جلاديس بريجيكليان، إن هطول الأمطار في الولاية كان أسوأ مما كان متوقعاً في بادئ الأمر خاصة في المناطق المنخفضة في شمال غربي سيدني. وأعربت بريجيكليان عن قلقها بشأن «أمر لا يحدث إلا مرة واحدة في القرن».
وأعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون في منشور على «فيسبوك» عن مساعدة مالية فيدرالية للمتضررين. وأمرت السلطات السكان في مناطق شمال غربي مدينة سيدني بإخلاء منازلهم في منتصف الليل مع استمرار هطول الأمطار على الساحل الشرقي، أمس الأحد، حيث تسببت المياه التي تتحرك بسرعة في دمار واسع النطاق في المنطقة. وأغلقت طرق عدة رئيسية في الولاية، في حين ألغت مدارس كثيرة الدراسة اليوم.
ووجهت تحذيرات من مخاطر الفيضانات وأوامر بإخلاء كثير من المناطق في الولاية مع ارتفاع منسوب مياه الأنهار، وتراكم الأمطار ما يشكل خطراً على الحياة.
وقال خبير الأرصاد جوناثان هاو، لمحطة حكومية: «ليس المطر وحده ما يسبب الدمار. هناك رياح قوية أيضاً». وأضاف: «يُتوقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة في سيدني وفي أنحاء الولاية، ويتوقع أن تشهد بعض المناطق هطول أمطار يصل منسوبها إلى 200 مليمتر».
ويتوقع أن يزداد الطقس سوءاً اليوم شمالي سيدني، قبل أن يتحسن في وقت لاحق من الأسبوع حسب إدارة الأرصاد الجوية. وقالت خبيرة المناخ أجاتا إيميلسكا، إن الأوضاع «ستبقى خطرة»، متوقعة هطول مزيد من الأمطار بكميات قياسية في الأيام المقبلة. وتلقت إدارة الطوارئ أكثر من سبعة آلاف طلب للمساعدة، ونفذت 650 عملية إنقاذ منذ الخميس الماضي. واضطرت لطلب تعزيزات من ولايات أخرى.
(وكالات)
