عادي

أيام الشارقة التراثية تناقش أهمية توثيق المرويات الشفوية

17:44 مساء
قراءة 3 دقائق
أكد عدد من الأكاديميين والمتخصصين في التراث، ضرورة توثيق المرويات الشفوية التراثية، والاستفادة من كل فئات المجتمع في جمعها وأرشفتها. وأشاروا إلى أنها تمثل ذاكرة الأمكنة وسكانها، وفقدانها يعد خسارة لهوية المجتمعات وضياعاً لروح ثقافتها.

جاء ذلك خلال جلسة نظمها معهد الشارقة للتراث، ضمن فعاليات الدورة الـ 18 من أيام الشارقة التراثية، التي تقام في ساحة التراث بمنطقة قلب الشارقة، وتستمر حتى 10 إبريل/ نيسان المقبل، تحت عنوان: «أهمية التوثيق في تدوين التراث ودراسته»، ووجّه المشاركون دعوة لتوظيف كل الوسائل الحديثة لتوثيق الرواية الشفوية في الإمارات.

وخلال الجلسة التي أدارها د. منّي بونعامة، قال د. نجيب بن خيرة، أستاذ مشارك في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الشارقة: الاهتمام بالتاريخ الشفهي هو من صميم تراثنا وحضارتنا العربية والإسلامية التي يمكن اعتبارها حضارة الرواية. وأضاف: قديماً كان يعاب على من يخطئ في الكلام، وليس الذي يخطئ في الكتابة والتدوين. تم تدوين تاريخنا عن طريق الإخباريين والرواة، بعد أن وضعت معايير لكتابة هذه الروايات.
وأكد ابن خيرة أن مجتمع الإمارات يملك الكثير من الروايات التي لم تُوثق بعد، وقال: التاريخ الشفهي هو ملاذ لكتابة تاريخ أمة لها إنجازات حضارية عديدة ينبغي أن تتعرف إليها الأجيال المقبلة. داعياً إلى ضرورة مشاركة الجميع في توثيق التاريخ الشفهي، واستغلال كافة الوسائل الحديثة لإنجاز هذا الأمر.
وتابع: لإنجاز هذه المهمة يجب البدء بكبار السن، الذين تُعد ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً، والاهتمام أيضاً بالأرياف والقرى والمناطق البعيدة عن قلب المدن، والتي عادة ما تمتلك ذخيرة عالية من الروايات التي يجب أن يتم توثيقها.

تحول معرفي
سلط د. صالح اللهيبي، أستاذ مساعد في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الشارقة، الضوء على المخطوطات وأهميتها في عملية التوثيق، مبيناً أن المخطوطات تعد المرحلة التالية للرواية الشفوية، وقال: المخطوط هو كل كتاب خُط باليد، ومضى عليه زمن، وهو يمثل حالة التحول المعرفي من الرواية الشفوية إلى التدوين.

وأشار إلى وجود ما بين 3 إلى 5 ملايين مخطوط حول العالم، مؤكداً أنه أثر مهم، تتجسد في داخله أرواح الذين عملوا عليه، وتطرق في حديثه إلى كيفية تحديد قيمته من الناحية المادية، مبيناً أن كل لمسة تاريخية من شأنها رفع قيمة المخطوط.
وقال: إن لكل مخطوط مفاتيحه الخاصة والتي تحدد قيمته العلمية والمادية وتاريخه أيضاً، مشيراً إلى أن المخطوطات الأندلسية، تعد من أجمل المخطوطات التي ظهرت في التاريخ؛ بسبب اللّمسة النسائية التي حملتها.

أما الباحث عبد الله عبد الرحمن، فأكد أهمية الرواية الشفوية، قائلاً: أصبحت الرواية الشفوية الوثيقة الأساسية في عملية تدوين التراث الشعبي في الإمارات. وأضاف: الإمارات اهتمت بهذا الجانب منذ سنوات طويلة، تعود إلى ما قبل الاتحاد، وذلك بسبب اهتمام المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بهذا التراث، وحرصه على تسهيل مهمة توثيق التراث الشعبي من خلال تأسيس مركز الوثائق والبحوث في قصر الحصن، والذي كان يتولى الإشراف عليه مجموعة من الباحثين، ومع مرور الوقت توسع عمل المركز واستطاع أن يجمع الكثير من الوثائق التي تتعلق بالإمارات.

وتابع: في فترة تأسيس المركز تم تشكيل لجنة التراث والتاريخ التي توسعت لتشمل كافة أرجاء الإمارات، وكانت مهمتها البحث وتوثيق التراث الشعبي. وأكد أن النشر الصحفي كان بالنسبة له المنفذ لتقديم وتقييم الروايات التي دأب على جمعها وتوثيقها، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام تعد مصدراً مهماً في عملية توثيق التراث والرواية الشفوية، مستعرضاً تجارب العديد من الشخصيات الإماراتية ومساهماتها في الصحافة المحلية والعربية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"