عادي

الصقر.. رمز يجمع زوار أيام الشارقة التراثية

17:30 مساء
قراءة دقيقتين
في ساحة التراث بقلب الشارقة، يصطف زوّار الدورة الـ 18 من أيام الشارقة التراثية، ليحملوا على أذرعهم طائر الصقر ويلتقطوا صورة تذكارية تعيدهم إلى ذاكرة الأجداد والآباء الإماراتيين الأوائل الذين ارتبطوا مع هذا الطائر بعلاقة عميقة، وصار رمزاً لقيم الأنفة والعزة والإباء التي يحملها، وبات رفيق رحلة عيشهم في البر وصائدهم الماهر الذي يقنص لهم الطيور ويعينهم على الحياة الصحراوية.

يعيد الركن المخصص للصقر، زوّار الحدث الذي يتواصل حتى 10 أبريل المقبل، إلى تاريخ طويل ومتجدد، تحولت فيه الصقارة إلى واحدة من الرياضات والهوايات التراثية للمجتمع الإماراتي، فالصيد بالصقر يعود تاريخه إلى 4000 سنة مضت، ومارسها البدو لاسيما في صحراء الإمارات وشبة الجزيرة العربية، واليوم تقام له البطولات ويتنافس هواة تربيته على اقتناء أجود سلالاته وأكثرها أصالة، ولا تزال حتى اليوم هواية الصيد بالصقر واحدة من الألعاب الأكثر حضوراً وانتشاراً في الإمارات.

وسط تراث 29 بلداً عربياً وأجنبياً يتلقط الكبار والصغار صورة مع الصقر محمولاً على الأذرع. ولا تتوقف حكاية الصقر عند هذا الحد، فهو اليوم رمز وطني يظهر على العملة الإماراتية ويتجسد في شعار الكثير من مؤسسات الدولة، فتتواصل لدى المتسائلين عن سر «الصقارة» وتربية الصقور، بالوقوف عند الأدوات التي تستخدم خصيصاً لتربية الصقر، إذ تصنع جميعها يدوياً، وتشمل البرقع الجلدي الذي يغطي رأس الطائر وعينيه، والوكر (المأوى)، الذي يتكون من قطعة خشبية مثبته يمكن غرسها في الرمال، بالإضافة إلى المنقلة التي يرتديها الصيادون والمربون بأذرعهم لحمل الصقر.

وتقام رياضة الصيد بالصقور في جميع أنحاء الدولة، وتلعب عروض الصقَّارة دوراً بارزاً في احتفالات اليوم الوطني وغيره من المناسبات والفعّاليات التراثية. كما تظهر أهمية الصقَّارة في الأدب والموسيقى والشعر والغناء، إضافةً إلى ذلك، تمكنت الإمارات من تنسيق جهود 18 دولة ساهمت في إدراج هذه الرياضة في القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونيسكو.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"