عام قرائي كامل

مع اقتراب إسدال الستار على شهر القراءة الإماراتي، لا بد لنا من وقفة، لمراجعة الهدف الأسمى من هذا الشهر، فإذا كانت القراءة ستنحصر في أيامه فقط، فإننا بذلك نلغي 11 شهراً من حياتنا عبثاً، باعتبار أن النهل من بطون الكتب والمؤلفات، حاجة ملحة وضرورة حتمية، تطلبها العقول كتغذية فكرية وثقافية طيلة أيام العام، وبما أن شهر القراءة يقترب من نهايته، فهل نتوقف عن المطالعة، والبحث، أم أنه مقدمة لما يليه من الأشهر؟ وهنا لا بد من طرح التساؤل التالي: ما الذي يعنيه شهر القراءة، ومن المعنيون بهذا الشهر؟
الإجابة على هذا التساؤل بسيطة جداً، إذ إن شهر القراءة الذي يأتي سنوياً في مارس، لا يعني قضاء طيلة أيامه في القراءة، بل هو فرصة متاحة لجميع أفراد المجتمع ومؤسساته، لوضع أجندتهم الخاصة حول المؤلفات والعناوين، التي سينهلون منها المعارف والعلوم على مدى عام كامل، يراجع فيه كل فرد، وكل جهة مدى الالتزام بخطته ونجاحه في قراءة الكتب المطلوبة، قبل أن ينتقل إلى الخطوة الأهم ألا وهي معرفة مخرجات هذه القراءة، وهل زادت من رصيده الفكري والثقافي أم لا؟
ومما لا شك فيه أن أطراف العملية التعليمية، والميدان التربوي، من الجهات المعنية بهذا الشهر، لضرورة الاطلاع على آخر المستجدات التربوية والتعليمية من جهة، ولتحفيز الطلبة وتشجيعهم على استغلال هذا الشهر، ليكون مقدمة لعام كامل من المعارف التي تثري العقول، وترتقي بالوعي، وترسخ الواقع القرائي كثقافة مجتمعية مستدامة.
وفي سياق الحديث عن المعنيين بالشهر، لا بد لنا من المرور على شعار هذا العام، حيث أرادت وزارة الثقافة والشباب من خلال شعار «أسرتي تقرأ» تفعيل الحراك الثقافي والتعليمي في كل منزل وبيت في الدولة، وهذا يقودنا إلى الحديث عن دور الأسرة المحوري في تشجيع أبنائها على القراءة واتخاذها سلوكاً يومياً، ومنهجاً حياتياً.
ومن المؤكد أن اختيار الشعار يترجم فهم ووعي الوزارة بدور الأسرة في تعزيز ثقافة القراءة لدى الأبناء، وتشجيعهم على اتخاذها منهجاً حياتياً.
 ومن واقع التجربة فإن القراءة زاد العقل، ويجب علينا جميعاً أن نستغل هذه المناسبة الوطنية، وتحويلها إلى مناسبة يومية لا يغيب فيها الكتاب، ولا تتراجع فيها الغرائز الطبيعية لحب الاطلاع، وإثراء الحصيلة المعرفية، والتزود بكل ما هو مفيد.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم