يعود الطلبة إلى مدارسهم، إيذاناً ببدء الفصل الدراسي الثالث والأخير من العام الجاري.
ومع عودة الطلبة بعد عطلة الربيع، التي انتهت متزامنة مع بدء شهر رمضان الفضيل، الذي تفصلنا عنه أيام معدودات، تبرز الحاجة إلى التذكير بضرورة استكمال ما بدأناه خلال الفترة الحرجة، التي أفرزتها تداعيات جائحة انتشار فيروس كورونا، من حيث التعاون والعمل الجاد والدؤوب لإنجاح العملية التعليمية، والوصول بالعام الدراسي الحالي إلى بر الأمان.
أما كيفية العمل فهي أسهل من ذي قبل، خصوصاً بعد خوضنا للتجربة التعليمية، في ظل الظروف الراهنة، ما يعني أننا اليوم أصحاب تجربة تعليمية، أجزم أنها متفوقة في العديد من جوانبها، وبما أننا خضنا هذه التجربة معاً، فإن النجاح الذي تحقق هو صنيع تكاتف جهود جميع أطراف العملية التعليمية.
وبما أن عودة الطلبة وانتظامهم في دراستهم جاء مع شهر رمضان الفضيل، فإن الخطوات التي اتخذتها الهيئات والمؤسسات الرسمية المعنية، وإيعازها بتقليص عدد ساعات اليوم الدراسي، يسهّل على الكوادر التعليمية وعلى أولياء الأمور، ويتيح للطلبة مواصلة تلقي تعليمهم دونما إرهاق أو تعب.
وبعد تقليل أوقات اليوم الدراسي، ومواظبة الهيئات الوزارية والرسمية على أداء دورها المنوط بها لإنجاح العام الدراسي، يأتي دور المؤسسات التعليمية، بمختلف كوادرها التعليمية والإدارية؛ إذ ينبغي أن تكون لديها خطة تدريسية مرنة، قادرة على سد الفجوة التي قد يخلفها قصر الدوام المدرسي، وانحسار الواجبات والاختبارات.
وهذه الخطة تتطلب عدم تكثيف اليوم الدراسي بعد انتهاء شهر رمضان، خشية إرباك الطلبة، وإرهاقهم؛ حيث يمكنني القول من واقع تجربتي الخاصة، أن اليوم الدراسي الذي يتكون من 3 إلى 5 ساعات، كفيل بإعطاء الطلبة منهاجهم دونما عناء أو إرهاق، لكنني أؤكد ضرورة الخطط المسبقة التي تنظم العملية وفقاً للمناسبات، والظروف، وأعتقد بأن تجربة «كورونا» خلال الأشهر الماضية خير دليل على ذلك.
والآن يتبقى دور الطرف الأخير الذي تمثله الأسرة والطالب؛ إذ يناط بهذا الطرف أيضاً مسؤولية كبيرة، فعودة الطلبة إلى المدارس بالتزامن مع الشهر الفضيل، لا تعني الجنوح إلى الاسترخاء والتكاسل، فالمطلوب من أولياء الأمور والطلبة على حد السواء، تنظيم أوقاتهم وتقسيمها طوال شهر رمضان، وفقاً للاحتياجات الدراسية، والدينية، والنفسية.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم
