أنيروا القلوب

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

«أنيروا رمضان بتدبر القرآن واهتدوا به»، عبارة لامست القلوب، قالها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبُثّت عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، فهذا يبين الجانب الديني الفطري في شخصية سموه، ومدى تمسكه بثوابت الدين الصحيح، وحرصه على أن يذكّر الناس بأهمية قراءة القرآن في الشهر الكريم وبالتقوى.

إننا نعيش مع سموه لحظات الصفاء الإنساني من خلال هذه الدعوة النفيسة، فأي ضوء هذا الذي يرمينا سموه في ظلاله لكي ترتجف قلوبنا وهي تفتش عن كنز الوجود في آيات القرآن الكريم، مع ابتداء اليوم منذ أن تهل تباشير الصباح، وفي وقت الغروب قبل أن يلقى الصائم جائزته الربانية على أبواب المغيب؟! فهذا التوجيه هو أحد أوجه الجمال الساكنة في روح سموه، ومن يتأمل كلماته المقتصدة الوجيزة يعرف أنها هي المنقذة للروح من زلاتها في وادي الحياة، إذ كيف نواجه حطام الدنيا ونحن نعيش في هذه الأيام المباركة من دون أن نتدبر القرآن ونقرأه بصفاء ذهني لنتطهر من أدران الحياة.

هكذا أوجز سموه وهو يبدأ معنا هذه الرحلة القصيرة التي قوامها ثلاثون يوماً، ينتهي نهارها قبل أن يبدأ ليلها دلالة على أن الشهر يمر في لمح البصر؛ لذا يعز على حاكم جليل أن يمر هذا الشهر دون أن يعظ الناس ألاّ يكونوا من الجاهلين ويتناسوا بركة القرآن وفضله الذي لا ينكره إلا جاحد، هكذا تتعاظم المسؤولية الإنسانية في هذه اللحظات التي تكون فيها المسافة إلى الخير أقرب، والدعاء هو سيد الموقف، إذ يهل علينا رمضان للمرة الثانية ونحن نتعايش مرغمين مع وباء «كوفيد- 19» الذي يتحسس وجوه البشر ويترصدهم في كل مكان.

فعلينا أن نستثمر هذه الأيام المباركة في التسلح بالقرآن ودعواته الحقة؛ لكي تترطب نفوسنا، فنواجه الجائحة بالصبر وتقوى الله، فالعودة إلى آيات القرآن المباركة هي الشفاء من كل داء، هكذا أراد لنا صاحب السمو حاكم الشارقة أن ننظر إلى ما يفيدنا روحياً، ويعمق صلتنا بهذه الأيام الربانية، لتستضيء قلوبنا حقاً ونحن نعيد ترتيب دواخلنا، ونستعيد جمال الروح في هذا السباق الجميل الذي نتسارع فيه للخيرات، فكل الشكر لسموه؛ لأنه دائماً يأخذنا معه إلى الطريق الذي تشرق فيه القلوب بنور القرآن لعلنا نفوز بالنفحات الربانية والهبات السماوية، ونعبُـر بإذن الله تعالى هذه الجائحة ونحن بأمن وأمان وسلام.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"