عادي
2000 طن تحمل قيم الخير والتعاون والتضامن

مساعدات الإمارات الطبية إلى 130 دولة خلال الجائحة

22:19 مساء
قراءة 7 دقائق
مساعدات الإمارات إلى موريتانيا
مساعدات الإمارات إلى موريتانيا (وام)
حامد بن زايد متحدثاً لضور المجلس
نصار المبارك
د.مها تيسير بركات
د.طارق القرق
ريم الهاشمي

أبوظبي: سلام أبوشهاب

شهد سموّ الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لامارة أبوظبي، المحاضرة الرمضانية الثانية لمجلس محمد بن زايد لهذا العام، التي عقدت عن بُعد، بعنوان «تعزيز الصحة والسلامة عالمياً.. صحتنا وسلامتنا في تآزرنا»، التي تضيء على أهمية ترسيخ قيم التضامن والتآزر والتراحم الإنساني، لتحقيق الصحة العالمية بجانب التحديات التي تواجهها الصحة في العالم والمبادرات والحلول المبتكرة التي تسهم في الوصول إلى الميل الأخير من كل مرحلة من مراحل المبادرات الهادفة إلى إنقاذ حياة الإنسان من الأمراض وسرعة تحقيق الأهداف المنشودة.

ورحب سموّ الشيخ حامد بن زايد، بالمشاركين ونقل إليهم تحيات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنياته لهم الصحة والسلامة بالشهر المبارك.

كما هنأ المشاركين بالشهر الفضيل، داعياً الله عز وجل أن يجعله شهر خير وبركة على الجميع، وأعرب عن شكره للجهود التي يبذلها المشاركون في دعم مجالات الصحة المختلفة، خاصة في ظل جائحة «كورونا».

وقال سموّه «جميعنا متفقون بأن الصحة أغلى ما يملكه الإنسان، والحمد الله وبفضل من الله، ثم بقيادتنا الرشيدة، أصبح المجال الصحي في المرافق أوالتشريعات، جزءاً أساسياً من التنمية والتطور في الدولة».

وأضاف أن الجائحة أثبتت أنه لا يمكن مواجهة الأمراض والأوبئة، إلّا بالتعاون والعمل المشترك، لذلك الأمل كبير بمواصلة الجهود لإيجاد أرضية قوية للتحرك والتعاون، وتبادل الخبرات بين الدول لمواجهة أي تحديات صحية مستقبلية.

شارك في الجلسة، ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، والدكتور لاري بريليانت، عالم الأوبئة، والناشط الإنساني والخيري.

وأكد المحاضرون والمشاركون في الجلسة، أن مواجهة الأوبئة للحفاظ على الأرواح تتطلب استجابة عالمية فاعلة وعملاً مشتركاً.

التعاون الدولي

وفي مداخلة لسموّه مع ريم الهاشمي، قال إن الاهتمام بالتعاون الدولي في الصحة كان نسبياً في ظل انتشار «كورونا»، فكيف يمكن تعزيز هذا التعاون وجعله أقوى ومستمراً؟

وقالت ريم الهاشمي: إن التعاون الدولي في ظل «كوفيد ــ 19» لا بدّ أن يكون مبنياً على أسس ومبادئ سامية. ونحن ولله الحمد في دولة الإمارات، كانت كل مبادرة تطلق مبنية على قيم التسامح التعايش والتآخي، هذه القيم التي تحدد الشخصية الإماراتية. وفي ظل أزمة عالمية نرى دولة الإمارات، ‏بتوجيهات بقيادتها الرشيدة ترسل 2000 طن من المساعدات الطبية إلى 130 دولة، في إطار سعيها لنشر قيم الخير والتعاون والتضامن بين البشر.

وأضافت: لن نصل الى الميل الأخير إلا باتحادنا وتوحيد جهودنا الشاملة وتكاملها.

وأشارت في هذا الصدد إلى مبادرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي أطلقها أخيراً وهي مبادرة «100 مليون وجبة» وتجسد حب شعب الإمارات وقيادته للخير، وسعيهم إلى الارتقاء بالإنسان وصون كرامته.

وقالت: إن ما يعيشه العالم اليوم إطار مناسب للحوار في مجلس محمد بن زايد، مشيرة إلى 130 مليون مصاب، وثلاثة ملايين ضحية بسبب «كوفيد ـ 19». ومن الضحايا كذلك، الأنظمة الصحية في العالم، إذ كشفت الجائحة ضعفها، ليس تقنياً فحسب، بل بينت عمق الفارق وعدم المساواة في تقديم خدمات الرعاية الصحية.

وأضافت أنها كشفت لنا أن الأمراض التي تهدد معيشة الأفراد والمجتمعات واقتصاداتهم، مؤشرات إلى تحدّ أكبر، وهو بلوغ الميل الأخير. وهناك نظريات كثيرة تقول إن «كوفيد ـ 19» ما هو إلا مقدمة لجائحات أخرى قادمة، وهو واحد فقط من أمراض عالمية، تشكل تحدياً لأنظمتنا الصحية، وتهدد سبل العيش وتضعف المجتمعات، وتؤثر في المستوى الاقتصادي للدول وفق البنك الدولي.

وذكرت أن الوصول إلى عالم أكثر صحة للإنسان ولكوكب الأرض هي مسؤولية جماعية تتطلب التضامن والعمل المشترك، مشيرة إلى أن دولة الإمارات من جانبها كانت سباقة عبر مبادراتها وعملها الميداني بتوجيه من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد الذي وضع «بلوغ الميل الأخير»، وخلق شراكات حقيقية في قمة أولويات خطط دولة الإمارات التنموية، والأهم توزيع عاجل للقاحات عبر «ائتلاف الأمل».

إكسبو 2020

وأكدت ريم الهاشمي، أن دولة الإمارات أدت دوراً رائداً ليس في تقديم الدعم المادي فقط بل المعرفي والمهارات والمساعدة في إطار منصات دولية، من بينها «إكسبو 2020 دبي» الذي سيكون أول حدث عالمي في مرحلة ما بعد الجائحة.

وقالت إنه لمدة ستة أشهر وبمشاركة العالم، سيعمل إكسبو على مواجهة التحديات العالمية، عبر مبادرات وبرامج مصممة لنشر الأفكار والحلول التي ستحدد مسار المجتمع الدولي.

وأضافت أن 65 دولة ومنظمة دولية وضعت الصحة موضوعاً رئيساً في أجندة مشاركتها في إكسبو 2020.

مكافحة الأمراض

وبشأن مكافحة مرض الجدري عامة وكيفية التعامل مع جائحة «كورونا» خاصة، سأل سموّه الدكتور لاري: ما الدروس التي نتعلمها من واقع خبرتك وتجاربك في هذا المجال؟

وأجاب الدكتور لاري: هناك نوعان من الدروس، أولهما التقنية التي تعلمتها من القضاء على الجدري. والثاني البشرية؛ فالتقنية أنه لا يمكن السيطرة على مرضٍ معدٍ، ما لم نتمكن من تحديد مكانه وتطويقه، وفي حالة الجدري كونه مرضاً يسهل تمييزه، لأنه يظهر في الوجه، يمكن الاستجابة بعزل الناس، وتوفير احتياجات المصابين من المال والطعام، حتى لا يضطروا إلى مغادرة العزل. ثم يمكن تطعيمهم، وهذا هو الدرس الوبائي أن التطعيم مهم، وكذلك الاستجابة والسرعة مهمتان، أما الدروس البشرية فهي تكاتف أشخاص من 100 دولة يمثلون كل الأديان والمعتقدات والأعراق، اجتمعوا معاً، إخوة وأخوات وعملوا ضمن برنامج عالمي لإنقاذ حياة الناس.

وقال إن مشكلة «كورونا»، أننا استجبنا محلياً، وليس عالمياً، ونتيجة لذلك كان هناك رابحون وخاسرون، فالوباء يتطلب تعاوناً عالمياً، وهذا ما تعلمناه في القضاء على الجدري وشلل الأطفال، وهو الأمر الذي كنتم جميعاً رائعين في دعمكم السخي له، لكن بالنسبة لـ «كورونا»، لم نتمكن من جعل الدول الكبيرة تعمل معاً، فإستراتيجية التعامل المحلي لا يمكن أن تنجح مع الجائحة وتقضى عليها، وإنما نحن بحاجة إلى تنسيق وتعاون عالميين، وأعتقد أن هذا هو أكبر درس تعلمته من التعامل مع الجدري وشلل الأطفال ودودة غينيا.

التعاون العالمي

وتابع سموّ الشيخ حامد بن زايد، حواره مع الدكتور لاري، وقال: لقد ذكرتَ موضوع التعاون العالمي، هل ترى ما قمنا به أو ما أداه العالم كان كافياً، أم أن هناك مجالاً لمزيد من التعاون للتصدي لهذه الجائحة؟

وأجاب الدكتور لاري «أرى أنه غير كافٍ، ويحزنني أن أقول إن بلدي لديه فائض من اللقاح، في حين أن معظم دول العالم لا يوجد لديها لقاح كافٍ، ولأن هذا الوباء سيستمر، أعني أن اليوم هو أسوأ يوم للوباء منذ بدايته، إنه ليس اليوم الأفضل، لقد تجاوزنا 3 ملايين وفاة، وبلغ عدد الحالات الجديدة في الأسبوع الماضي رقماً غير مسبوق. وأتطلع إلى أن تكون دولة الإمارات رائدة كما كانت دائماً، وتساعد في توحيد جهود جميع الدول للعمل معاً في مواجهة الجائحة».

الخطوط الأمامية

وفي مداخلة مع الدكتورة مها بركات، المديرة العامة لمكتب فخر الوطن، وجه سموّ الشيخ حامد بن زايد، سؤالاً، بشأن أهمية مساندة العاملين في الخطوط الأمامية، كيف يمكن للدول دعمهم وتعزيز جهودهم؟

وأجابت الدكتورة بركات: العاملون في الخطوط الأمامية، دورهم حاسم في نجاح أي مبادرة صحية عالمية، ويمكن للبلدان أن تفعل أشياء عدة لمساعدتهم منها: توفير الحماية، وتوفير السلامة الشخصية. وعلى البلدان دعمهم بكل احتياجاتهم الصحية، ولا سيما الدعم النفسي. والأهم تقديم تعويض عادل لهم.

وقال الشيخ حامد: نحن نعلم مدى ضخامة تضحيات الخطوط الأمامية، ونحن في دولة الإمارات نثمّنها كثيراً، ونلمس مستوى الرعاية التي يقدمونها للمرضى، لأنهم أحياناً يصابون بالخوف من العزل. أرى أن الخطوط الأمامية تستحق الكثير من بلدنا ومن العالم أجمع.

التعليم

وسأل الشيخ حامد، الدكتور طارق القرق، الرئيس التنفيذي لـ«دبي العطاء»، إن العلم ومواصلة الابتكارات العلمية الصحية، هما المحرك الرئيس في سرعة القضاء على الأمراض، فكيف يمكننا في دولة الإمارات تعزيز استفادتنا في هذا المجال؟

فأجاب الدكتور القرق: دولة الإمارات وضعت التعليم على قمة أولوياتها، بفضل رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه الذي رسخ أهمية التعليم. وكان دائما يرى أن نهضة الأمم تتعزز بالتعليم؛ والصحة والتعليم متكاملان.

وأشار إلى أهمية نشر الوعي بالأمراض الموجودة وأفضل وسيلة هي التعليم عبر المناهج الدراسية. لافتاً إلى منهج «دبي العطاء» الذي يبدأ منذ الطفولة، بوضع برامج متنوعة في مراحل التعليم المختلفة، فضلاً عن عملية الاستثمار في البحوث العلمية، والاستفادة من آراء المجتمع والمعنيين والأطباء، وممثلي الجامعات والمؤسسات ومن ثم نستطيع ابتكار شيء جديد ممكن يطبق.

برامج تنموية

وفي مداخلة مع نصار المبارك، مدير مكتب الشؤون الإستراتيجية في ديوان ولي عهد أبوظبي، المشرف على حملة «بلوغ الميل الأخير»، قال سموّ الشيخ حامد: إن التحديات موجودة في كل عمل، كما أن العمل في بيئات مختلفة ومناطق صعبة ليس أمراً سهلاً، كيف تجاوز فريق بلوغ الميل الأخيرهذه الصعاب واستطاع الوصول إلى أهدافه ؟.

فأوضح المبارك أن التحديات موجودة، وازدادت خلال الجائحة، ولكن بفضل الله عز وجل ثم دعم قيادتنا الحكيمة، استطعنا تخطيها، بوضع برامج تنموية، كان فيها الإنسان أولاً، فيما يقوم العمل وفق آليات مرنة تتكيف مع المتغيرات الكثيرة على أرض الواقع، بجانب تبني آخر الابتكارات لإنجاح الحملات التي تنفذها فرق العمل، كاستخدام الطائرات المسيرة لتوصيل الأدوية واللقاحات إلى المناطق البعيدة، والأقمار الصناعية لتحديد المناطق الموبوءة، ووضع خطط ميدانية دقيقية. مشيراً إلى أن السبب الرئيس لنجاح المبادرة، رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، السديدة الطويلة الأمد.

عبدالله الغفلي: تقديم نصف مليار جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال

قال عبد الله الغفلي، مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، إن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال وتنفذ في إطار مبادرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، استطاعت منذ 2014 وحتى نهاية 2020، تقديم أكثر من نصف مليار جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال إلى 86 مليون طفل في جمهورية باكستان الإسلامية.

وأضاف أنه في ظل تفشي «كورونا» وتحدياته الميدانية، وما ترتب عليه من توقف خطط وحملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، وتحذير مسؤولي منظمة الصحة العالمية من أزمة شلل أطفال جديدة محتملة، وكانت حملة الإمارات أول حملة في العالم تستأنف التطعيم ضد شلل الأطفال، وتمكنت خلال عام 2020 والأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 من إعطاء 83 مليون جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"