عادي

«الشارقة القرائي للطفل»..فضاء آمن لطموحات الصغار

19:53 مساء
قراءة دقيقتين

بقفزاتها السريعة بين لوحات معرض الشارقة لرسوم الأطفال، وجديلتها التي ترقص على أكتافها، وشغفها للوصول إلى ورشة الرسم لتشارك أقرانها إبداع الرسومات، كان العالم كلّه أمام ليان ذات ال 5 أعوام، التي جاءت إلى المعرض رفقة جدّها، لتبحث عن موطئ لأحلامها الكثيرة، وخربشاتها الصغيرة، التي تؤمن بأنها ستصير غداً لوحات استثنائية تروي من خلالها سيرة الوطن والحياة.

بمجرد أن تدخل بوابة مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته ال 12 الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، يجد الزائر أنه أمام مشهد متكامل أبطاله الأطفال، الذين يخطّون كلّ يوم فيه سطراً جديداً في حكاية حاضرهم، وقصة مستقبلهم، فهذا المكان الذي بات اليوم وبعد كلّ تلك السنوات أرضاً خصبة لشغف الصغار، وملاذاً حقيقياً لطموحاتهم وهواياتهم، صار فضاءً آمناً لطموحاتهم، فتراهم يتسابقون لحجز مقعد في ورشة رسم، ويترقبوا بشغف نهاية القصة يرويها على مسامهم الكتابة والرواة، بينما ينهمك آخرون في صناعة المجسمات والاختبارات العلمية.

المهرجان ليس حدثاً ثقافياً وحسب، بل هو أرض خصبة لأحلام الأطفال وتطلعاتهم، وفضاء رحب وآمن يمكن من خلاله أن يختبروا قدراتهم ومواهبهم، هذا ما أكدته روان الجندلي، التي جاءت إلى المهرجان رفقة أبنائها مريم ومايا وريان، لتروي لهم حكاية جديدة من الشارقة، وتغرس في داخلهم حبّ الكتاب والثقافة والمعرفة.

تقول الجندلي: بات المهرجان بالنسبة لي مناسبة سعيدة تحصل كلّ عام، لهذا أحرص على وضعه ضمن قائمة الزيارات السنوية أنا وأطفالي الذين أسعى لأن تتعزّز لديهم القراءة باللغة العربية، ومقدرات الفنون، فالصغيرات يعشقن الرسم، وأحلامهنّ كبيرة ولا حدّ لها، فأنا أتعلّم منهنّ كلّ يوم شيئاً جديداً، وعندما آتي إلى هنا أيضاً أتعلّم شيئاً جديداً، وريان ما زال أمامه الكثير من الوقت ليكتشف ذاته، ودعني أقول بأننا كأمهات عندما نزور هذا الحدث يركض الطفل الذي كنّاه في أرجاء هذا المكان، ولا نعود كما كنّا لفترة من الوقت».

من كازاخستان إلى الشارقة، رفقة أولادها جولزار، وعيسى، وموسى، وبلغتها العربية البسيطة، قالت ماخري بايراموفا: تختلف الشارقة عن أي مدينة في العالم، فعندما نأتي أنا وأطفالي نجد بيئة آمنة لأحلامهم، فأراهم مستمتعين بالقصص، ومتابعة العروض المسرحية، واللعب مع أقرانهم الأطفال.

وأضافت: أبنائي يحبون المجيء إلى هذا الحدث، يحبون اللعب وتمضية الوقت مع الأطفال الآخرين، أنا أجلس وأراقبهم، واستمتع بكلّ ما يقدّم وكثير من الأحيان أشارك في الورش والفعاليات التي بالفعل تدار بدقة وعناية وتخصص، وأحترم هذا المكان الذي سيترسّخ في ذاكرة هذا الجيل، ويبقى علامة فارقة في أذهانهم، لأنه كوّن لديهم علاقة مع الكتاب، وقادهم لأن يتعرّفوا على ذاتهم من خلال أبسط الأشياء، لأن للأطفال أحلاماً وطموحات كبيرة ولابد أن يكون لها أرض».

أما مروة وحيد، التي جاءت بصحبة أبنائها عمر وريتال وليان، فقالت:«أطفالي كبِروا مع هذا الحدث، وباتت لديهم ذاكرة جديدة عن الشارقة، هذه المدينة التي تحتضن أحلامهم ورؤاهم، أنا سعيدة في تواجدي لأنني أكتشف كلّ يوم شيئاً جديداً بأبنائي الذين تغمرهم السعادة عندما يكونون جزءاً من الفعاليات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"