عادي
50 عاماً مخطوطة بحروف من نور في كتاب الوطن

المستقبل يبدأ الآن في الإمارات

22:29 مساء
قراءة 4 دقائق
زكي نسيبة وعلي بن تميم يتوسطان المتحدثين خلال الندوة
(تصوير: محمد السماني)

أبوظبي: نجاة الفارس

نظم معرض أبوظبي الدولي للكتاب مساء أمس الأول الخميس، ندوة «عام الخمسين والطريق إلى المستقبل»، بمشاركة الدكتور زكي نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو، رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، وعلي عبدالله الأحمد سفير الإمارات في فرنسا، والدكتورة فاطمة حمد المزروعي، ناقدة وكاتبة، وسعيد النظري مدير عام مؤسسة الشباب وذلك في المسرح الرئيسي، بحضور الدكتور علي بن تميم، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وعدد من كبار الشخصيات.

استهلت الندوة بعرض فيلم تاريخي قصير حول نهضة الإمارات، وقصة تطورها، بمشاركة نخبة من شباب الوطن المتميزين، وأدارها حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد.

وقال الدكتور نسيبة: «يسعدني التحدث عن رؤيتنا لمستقبل أمة بدأت بحلم خطّه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأصبحنا نقطف ثماره تطوراً وإنجازات وحضارة لا مثيل لها في جميع المجالات، لقد مثّل حرص الشيخ زايد على بناء الإنسان بصورة موازية لبناء الوطن، الإنجاز الأهم لدولة الإمارات، انطلاقاً من قناعته بأن الإنسان هو محور كل تقدم حقيقي، وأن الإنسان المتعلم هو الدعامة الأساسية التي تعتمد عليها دولة الاتحاد، كما يؤكد ذلك قوله: إن الثروة ليست ثروة المال؛ بل هي ثروة الرجال، فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها، وهم الزرع الذي نتفيأ ظلاله، والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكّنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان وتسخير الثروات التي من الله بها علينا لخدمة أبناء هذا الوطن».

خريطة طريق

وأضاف نسيبة: «تعمل حكومة دولة الإمارات وفقاً لرؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق محددة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل راسخ لأجيالها عبر الاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تواكب التغيرات المتسارعة، والعمل كي تكون الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في عام 2071، ونفتخر بأن جامعة الإمارات تلعب دوراً فعالاً وإيجابياً في تحقيق ومواكبة توجهات الدولة العلمية، استعداداً للخمسين عاماً المقبلة».

وتابع: «اسمحوا لي بتأكيد ثقتي بأن الإمارات ستقوم بقطف ثمار غرسها الطيب، لا سيما أننا في دولة تؤمن بأن المستقبل يصنعه أبناء هذا الوطن، ويتطلب منا المزيد من العمل للارتقاء بالتعليم العالي، وخلق مجتمع المعرفة، والتوسع في مجالات التصنيع والذكاء الاصطناعي، وربط جسور المعارف بين التخصصات المختلفة ببيئة تعليمية تحاكي طبيعة عمل القطاعات الصناعية، في ظل عصر الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات الذكاء الاصطناعي، استهدافاً لمتطلبات الأجندة الوطنية لدولة الإمارات والاستعداد للخمسين عاماً القادمة».

تحديات

وأشار علي عبدالله الأحمد، إلى أهمية سرد قصة الإمارات للجمهور في الخارج، بداية من فترة ما قبل الاتحاد ليعرف العالم من أين بدأت الإمارات وأهلها، والظروف الصعبة التي كانوا يعيشون فيها، حيث كان يتوفى طفل من كل طفلين حديثي الولادة، وتتوفى سيدة خلال الوضع من كل ثلاث سيدات، وهو ما يوضح مدى ضعف الخدمات والبنى التحتية وتدني مستوى التعليم في تلك الفترة، ومن ثم تنتقل القصة إلى المرحلة الثانية التي تتناول قيام الاتحاد لتوضيح أنه لم يأتِ بسهولة، ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود، فقد كانت هناك تحديات كبيرة سواء قبل قيام الدولة أو في البدايات.

وقال الأحمد: «من المهم أن نشرح أين وصلنا، والأرقام التي حققناها في مختلف المجالات، خاصة في مجال التعليم وتمكين المرأة ومشاركتها في المناصب القيادية في الدولة، بينما تركز المرحلة الأخيرة على شرح إلى أين نحن ذاهبون في السنوات الخمسين المقبلة، حيث لدينا طموحات مختلفة عن الخمسين الماضية، وتنتظرنا كذلك تحديات مختلفة عن تلك التي تجاوزناها».

وقالت الدكتورة فاطمة حمد المزروعي: «على هذه الأرض المباركة بدأ الإنسان يكتب تاريخه منذ ملايين السنين، هذا ما أثبتته الآثار والحفريات، ولكنني سأركز على الخمسين سنة الماضية والخمسين القادمة، كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ذلك الرجل الذي غير التاريخ وكتب بحروف من نور ليضيء الطريق لشعبه ولأمته العربية، ليبقى تاريخه نبراساً للجميع. لقد تساءل منذ 70 سنة: لماذا هناك تطور في دول أخرى، ونحن نعاني الجهل والمرض والفقر. كان هذا السؤال الذي فتح الأبواب، وبفضل عزيمته وإرادته الصلبة قام الاتحاد، وبتعاونه مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانه الحكام، لإقامة الاتحاد، وقد كان الشيخ زايد يؤمن بالمرأة وبأنها نصف المجتمع، من حيث المشاركة في المسؤولية، وتنشئة الأجيال الصاعدة والمشاركة في بناء الوطن».

إيمان

ولفتت المزروعي إلى أن الدولة آمنت بأهمية التعليم منذ البدايات، والجميع يعرف جهود الشيخ زايد في هذا الموضوع، كما أن نسبة الأمية في الإمارات لا تذكر، و95% من طالبات الثانوية العامة يلتحق بالجامعات، كما أظهرت الاستبيانات أن 79% من العائلات في الإمارات، وفي أبوظبي بالذات، راضية عن حياتها الاجتماعية والأسرية، كما أن 41% من طلبة الجامعات من النساء، وفي بعض الجامعات تصل النسبة إلى 34%.

وأكدت أن أول دخول للمرأة في المجال السياسي كان في 2007، وأفتخر بأني كنت عضوة في المجلس الوطني الاتحادي في الدورة الرابعة عشرة، أما في الدورة الخامسة عشرة، أصبحت المرأة نائبة لرئيس المجلس الوطني، وفي 2012 ترأست المرأة المجلس الوطني، ومن ضمن الآليات أيضاً، وجود مجلس التوازن بين الجنسين عام 2015، وكان له دور مهم جداً ولديه الإحصائيات، والقدرة على المطالبة للبيئة التشريعية بإصدار القرارات والتشريعات المتعلقة بالتوازن، موضحة أنه في المجال الدبلوماسي، هناك عدد كبير من النساء العاملات وتصل نسبتهن في السلك الدبلوماسي إلى 30%.

أدوار
تحدث سعيد النظري عن دور الشباب في الخمسين عاماً المقبلة، مؤكداً أن أهم ما يمكنه تقديمه للوطن، هو أن نوثق للأجيال القادمة كل ما تحقق في السنوات الخمسين الماضية، ففي كل بيت في الإمارات، حلم تحقق وقصة نجاح، وقيم تستحق أن تدوّن لكي نتعلم منها ونوثّقها وننقلها لأجيال المستقبل، لذلك عملنا مبادرة «الحالمون الأوائل» لنروي من خلالها قصة الآباء والأجداد، وما قدموه من تضحيات عظيمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"