عادي
صيفنا قراءة

خالد الجلاف: الكتب تثير مشاعر لا تحصى

15:10 مساء
قراءة 3 دقائق
خالد الجلاف

الشارقة: جاكاتي الشيخ

يقول الخطاط خالد الجلاف، إن عاداته في القراءة خلال كل فصول السنة؛ وخاصة في فصل الصيف، تتمثّل في اختيار الوقت المناسب من اليوم، والذي غالباً ما يكون من بعد الفجر إلى الحادية عشرة صباحاً، ويضيف: «لقد تعودت كذلك على أن يكون الكتاب رفيقي في السفر، حيث أخصص له الوقت المستغرق للرحلة كاملاً، وإذا كانت الوجهة ساحلية، فإن متعتي تكون في الاسترخاء أمام البحر مع شروق الشمس وحتى الحادية عشرة صباحاً؛ والكتاب بين يدي، فتكون المتعة مزدوجة بين الاستمتاع بالجو الجميل وصوت البحر المؤنس ومتعة القراءة».

وتتنوع الكتب التي يفضل الجلاف قراءتها بين عدة مجالات؛ منها: كتب التاريخ والسِّيَر، لمعرفة أسراره وخباياه، وذلك بالاعتماد على المراجع الموثوقة، وكتب تاريخ الفنون الإسلامية وأعلامها، بمختلف فروعها، وكتب الكتابة والرسم التي تمكن من معرفة أحدث التقنيات فيهما، إضافة إلى الكتب الأدبية والمعرفية ذات الصلة، كما يقرأ الكتب التي تتصل بتخصصه الوظيفي في إدارة البحوث والدراسات وتحليل البيانات في هيئة الصحة بدبي، من أجل تنمية خبراته في مجال عمله، والتعرف إلى الذكاء الاصطناعي وما يتعلق به.

  • سرد

وعن الكتب التي ينصح بقراءتها في الإجازة الصيفية؛ يقترح الجلاف كتابين، أولهما بعنوان «أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ»، من تأليف الدكتور إبراهيم علي شعوط؛ حيث يرى أنه يحتوي على معلومات وسرد تاريخي حول الكثير من القضايا المكذوبة، التي كادت تظل حقائق تاريخية ثابتة يُسلّم الإيمان بها، نظراً لكثرة انتشارها وتداولها بين العامة، وحتى لدى بعض متصدري المنابر المعرفية، دون التأكد من صحة مصادرها، وقد أظهر صاحبه فيه الغيرة على التاريخ الإسلامي، وأثار العديد من المسائل التي تحتاج إلى البحث والتمحيص، وسلم من الكثير من المزالق التي تورط فيها الكثيرون.

أما الكتاب الثاني فهو بعنوان «يا زمان الخليج»، للكاتب البحريني خالد البسام، والذي تتناثر صفحاته على روزنامة منطقة الخليج العربي، لتروي حكايات مشوقة غير مألوفة تكشف فيها براءة الناس وهموم البشر، ومشاهدات الرحالة وبواكير التقدم في المنطقة، وفيه يواصل مؤلفه، الذي سبق أن نشر مجموعة من الكتب حول تاريخ المنطقة بأسلوب وطريقة كتابة جديدين، إمتاع القارئ بحكايات حول نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تروي دخول سفن الروس الأولى إلى الخليج، ورحلات حكام زنجبار إلى أوروبا، ودندنات العود، وبدايات السينما في المنطقة، وتهريب الذهب إلى الهند، وقراء الصحف الأوائل، وغيرها، بجانب صور فوتوغرافية قديمة جميلة، فهو بحق كتاب حول حكايات من الأيام الخوالي، تثير لدينا الكثير من الحنين، فالكتب تثير أشواق ومشاعر لا تحصى.

  • رافد إبداعي

وتعد القراءة من أهم الروافد الإبداعية للجلاف؛ حيث يقول: «تقوم عملية الخط العربي في الأساس على اختيار النص كأول خطوة نحو التنفيذ، والذي عادة ما يكون نصاً قرآنياً، أو حديثاً نبوياً، أو حكمة مفيدة قالها العرب قديماً، أو أبياتاً من شعر الحكمة والتراث، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التصميم الأولية، التي تليها مرحلة التصميم النهائية، ثم اختيار الألوان المناسبة وفق النص المكتوب، ومن ثم التنفيذ، وعادة ما أختلي بنفسي في مرسمي بالمنزل؛ لأن التنفيذ يقتضي الدقة والتأني وعدم الانشغال بأي أمر آخر».

ويشير الجلاف إلى أنه يمارس، إضافة إلى الخط، الكتابةَ، وذلك على شقين، يسعى في أحدهما إلى التعريف بمبدعي فن الخط العربي، من خلال حوارات إبداعية؛ حيث يُحضّر أسئلة مطولة، تتجاوز أحياناً ثلاثين سؤالاً، فإذا تجاوب معه المبدع بأريحية؛ قد تزيد تلك الأسئلة حتى تصل ضعف عددها، وإن لم يُبدِ أريحية في تجاوبه؛ قد تقتصر على عشرة أسئلة أو عشرين، أما الشق الثاني فهو الكتابة الأدبية، التي يقول عنها: «عادة ما أحب الكتابة في ما يسمى بأدب الرحلات؛ حيث أحاول مشاركة القارئ ما علمتني أسفاري ورحلاتي، منذ أن كنت في سن المراهقة وحتى الآن، فأبدأ بتحديد النقاط التي سأكتب عنها، ثم أعتمد على الذاكرة المعرفية لديّ لاستكمال تلك النقاط مسترسلاً في الكتابة».

ولا يريد الفنان خالد الجلاف أن يفوت هذه الفرصة للحديث عن القراءة، قبل أن يوصي الناشئة وأولياء الأمور بالاهتمام باستغلال أوقاتهم للقراءة؛ لأن ضمان المستقبل لا يعتمد على تعليم المدارس والجامعات فحسب، بل على حصيلة المعارف التي يكتسبونها خلال مسيرة حياتهم، وينهي بالقول: «إن الله سيسألنا عن شبابنا، فيمَ أفنيناه؟ وعن أوقاتنا، فيمَ قضيناها؟ فكلما كانت القراءة المفيدة دَيْدنًا كانت الذاكرة الثقافية والعلمية ثرية ومعينا على الإبداع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycsuvu33

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"