عادي
تسببت في غياب نجوم من أجيال مختلفة

«الشللية».. قاتلة المواهب الفنية

00:31 صباحا
قراءة 3 دقائق

القاهرة: محمد فتحي

يشكو الكثير من الممثلين وصنّاع الدراما والسينما من فكرة وجود «شللية» سواء في السينما أو التليفزيون؛ بسبب أن كل نجم أصبح يختار مجموعة معينة من الفنانين ليشاركوه العمل، ما يؤدي إلى ابتعاد عدد كبير من الفنانين والفنيين عن الصورة تماماً، وهو ما اشتكى الكثيرون منه، لدرجة أن بعضهم أعلن اعتزاله، وهناك من يؤكد أن هذه «الشللية» أثرت بشكل كبير في جودة العمل، وجعلت الجمهور يشاهد مجموعة معينة من الفنانين فقط، يتكرر ظهورهم في الكثير من الأعمال، وهو ما انعكس على جودة الأعمال وتنوعها.

عدد كبير من الفنانين والمخرجين والكتّاب، أعلنوا معاناتهم من فكرة «الشللية»، واستبعادهم من المشاركة في الأعمال الفنية، وربما هو ما أثار مشكلة مؤخراً بين الفنانة مها أحمد والنجمين أحمد السقا وأمير كرارة، كذلك الفنانة إنجي خطاب التي أعلنت اعتزالها الفن، وأكدت أن الموهبة وحدها لا تكفي، وهذا ما أعلنت عنه أيضاً الممثلة لقاء سويدان؛ حيث اعتزلت التمثيل؛ بسبب عدم وجود معايير عادلة في الاختيار على حد تعبيرها، وأكدت الممثلة حورية فرغلي أن المشاركة في الأعمال الفنية؛ أصبحت تعتمد بدرجة كبيرة على «الشللية» أكثر من الموهبة.

وصرح النجم حسن يوسف بأن الشللية والمحسوبية يسيطران على الوسط الفني حالياً، مؤكداً أن من ينتمي ل«شلة» من المنتجين أو المخرجين أو حتى أبطال العمل هم من يعملون فقط، كذلك النجمة الكبيرة نادية الجندي التي أكدت أنها ابتعدت فترة كبيرة قبل أن تعود العام الماضي للأسباب نفسها، وأعلن الفنان مجدي صبحي، اعتزاله؛ لأنه لا ينتمي لأي «شلة» من المخرجين أو المنتجين.

وحول القضية نفسها تقول الفنانة ميرنا وليد: الشللية سلوك إنساني متعارف عليه في كل المجالات، وله الكثير من المساوئ إن زاد على حده.

وتضيف: تعودت في حياتي ألا أعمل كثيراً؛ لكن الأعمال التي قدمتها الحمد لله علّمت مع الناس؛ لأنها مختارة بعناية، فرصيدي الفني يعد على الأصابع؛ لكنها كلها من أهم الأعمال الفنية، وبالطبع تأخرت في خطواتي الفنية؛ بسبب غيابي على فترات؛ لكن في الوقت نفسه لا تعرض عليّ أعمال فنية تستحق العودة.

ويقول الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف: ابتعدت عن التمثيل لمدة 10 سنوات وعدت مؤخراً في مسلسل «الاختيار 2»، لكن غيابي لم يكن برغبتي، لكني ابتعدت لأني لم تعرض عليّ أعمال تليق بي وبتاريخي الفني؛ لكن الوسط الفني حالياً معظمه يسير بمبدأ «الشللية»، وهذا يظلم عدداً كبيراً من الفنانين وكبار النجوم، وأنا من الفنانين الذين تعرضوا للظلم خلال السنوات الماضية.

ويقول المخرج أحمد خالد موسى: بالتأكيد أنا ضد فكرة «الشللية»؛ لأنها تسبب حالة من الجمود والروتين الفني، فعندما يتابع المشاهد نفس فريق العمل في أكثر من عمل فني، يشعر بأنه يشاهد أعمالاً مكررة، ما يسبب الملل، فضلاً عن تعاون بعض الفنانين مع نفس المخرج ونفس الجهة المنتجة.

السيناريو الأساس

المنتج جمال العدل يؤكد أن السيناريو هو الأساس، والبطل الرئيسي لأي عمل فني من وجهة نظره، وطالما يوجد سيناريو جيد وبه كل العناصر المؤهلة للنجاح فتكرار التعاون مع فنان أو مخرج لا يعد شللية، خاصة أن شركة العدل تعاونت مع أكثر من فنانة لأكثر من مرة وحققن نجاحات كبيرة، ويؤكد أنه يتعامل مع الفن على اعتبار أنه عملة نادرة يريد المحافظة عليها، مشيراً إلى أنه دفع من خلال أعماله بالعديد من الدماء الجديدة التي تعاونت مع الشركة، سواء في التأليف أو التمثيل أو الإخراج، وحققوا النجاح وكانت الأعمال التي أنتجتها الانطلاقة لهم.

ويقول المؤلف والمخرج مجدي أحمد علي: بالتأكيد هناك شللية واضحة منتشرة وتحكم علاقات الوسط الفني، وسببها أن النجم هو الذي أصبح مسيطراً على العمل الفني، ويختار من يشاء من الممثلين، وربما المؤلف والمخرج، وبالتالي يختار من يشعر معهم براحته، وأصبح هناك آلية غير صحيحة في اختيار الممثلين، وهذا يضر بالفن بشكل كبير، فهناك موهوبون ابتعدوا عن الساحة؛ بسبب ذلك، فيجب أن يكون هناك تجديد للدماء دائماً على الساحة الفنية.

وفي رأي الناقدة خيرية البشلاوي، الشللية مشكلة موجودة على الساحة الفنية في مصر منذ فترة كبيرة، ولم تعد قاصرة على اختيار الممثلين فقط؛ لكنها امتدت لتطال اختيار المخرجين والمؤلفين، وهذا يؤثر سلباً في فنانين ومخرجين آخرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"