عادي
نبض المواقع

«ليطمئن قلبي».. السرد مساحة لهدوء الروح

22:34 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: علاء الدين محمود
في رواية «ليطمئن قلبي»، الصادرة عن دار كلمات للنشر والتوزيع 2019، يأخذ الكاتب أدهم شرقاوي جمهور القرّاء إلى فضاءات إيمانية محتشدة بالجمال والفيوضات الروحية والأنوار الربانية والحقائق الساطعة، ويتناول العمل عدداً من المواضيع المتعلقة بالإيمان والمعارف الدينية تحملها حوارات شديدة التوهج، لا تنقطع بين بطلي العمل عادل، وهشام، وتدور معظم النقاشات حول الحب في الإسلام، ومسألة الرأسمالية والتوحش الناتج عنها، والكثير من قضايا العصر التي تتحدث عن الإنسان وعلاقته بالوجود والمجتمع، ويعرض العمل كذلك جانباً من الإشراقات الروحانية والجمالية الواردة في قصص بعض الأنبياء مثل يوسف وموسى عليهما السلام، وجانباً من سيرة الرسول الكريم.

العمل وجد صدىً كبيراً في المواقع القرائية المتخصصة؛ حيث أشاد معظمهم بأسلوب وطريقة الكاتب.

«نور وجمال»، هكذا تحدث أحد القرّاء في معرض تناوله للجوانب الروحية في العمل، ويقول: «لقد حلق بنا الكاتب إلى سماوات من العشق والمحبة والمدد الروحي، فالرواية أشبه بحكايات المتصوفة، كتبت بصدق وفيض تجربة فجاءت عامرة بالألق الروحي»، ولفت أحد القرّاء إلى الجماليات التي حملتها مقدمة المؤلف وكذلك الإهداء، ويقول: «مهد الكاتب للأحداث في الرواية بتوطئة بديعة، اختار لها الكلمات والجمل بعناية شكلت لوحة جمالية شديدة الروعة، وحرص على أن تكون مفتاحاً لفهم موضوع العمل وفكرته العميقة».

«دعوة للتدبر»، ذلك ما ذكره قارئ، في سياق حديثه عن الجوانب الفكرية في العمل، ويقول: «الرواية تدعو للإيمان العميق، وتحرض على التفكير في الكون ومخلوقات الله تعالى؛ وذلك بأسلوبية رشيقة وبسيطة؛ بحيث تؤدي إلى غرضها المأمول»، وتناول قارئ آخر الأساليب والتقنيات الفنية في العمل، ويقول: «استخدم الكاتب العديد من الطرق السردية ووظف تقنيات تتفق مع طبيعة السرد؛ حيث أراد أن يتجول القارئ في رحاب رحلة حافلة بالإيمان والمحبة الروحية، ومحتشدة بالحقائق والمعاني».

إلهام

«حكم وعبر»، هكذا وصفت إحدى القارئات الخلاصة المستفادة من الرواية، وتقول: «رواية كتبت لتطمئن قلوب قارئيها، تضمنت العديد من المواقف والمشاهد، وجاءت غنية بالحكم والمواعظ بطريقة مشوقة مع بساطة في التعبير جعلت أعقد الأمور يسهل وصوله إلى قلب القارئ، وقد تطرق العمل لمواضيع تشغل بالنا جميعاً وتؤرق حياتنا، من مرض وفقد وإعاقة ويأس وخوف وجهل وشك، ولكن الكاتب لم يمر عبر هذه المواضيع مرور الكرام؛ بل حاول أن يلهمنا بحلول من تجارب الآخرين وأمثلة من الحقائق تثبت صحة القول»، وقريب من ذلك تحدث قارئ آخر عن الكثير من الحكايات التي شكلت مصدر إلهام له وللقرّاء، ويقول: «حفل العمل بالعديد من قصص ومواقف الصالحين والأنبياء، وهي حكايات تؤنس النفس وتذهب وحشتها، كما أنها تحمل المعنى والهداية، فكانت الرواية واحة وحديقة جميلة في زمن صعب يمر بالصراعات والمشاكل».

«لغة بديعة»، بتلك الكلمات، تناول قارئ الكثير من المقاطع والصيغ المجازية التي حفل بها العمل، ويقول: «لغة الرواية جاءت شاهقة، وبسيطة في ذات الوقت، شيد من خلالها الكاتب مشاهد بلاغية، ومقاطع حملت كلمات الحكمة والمحبة والإيمان، مثل قوله: (عليك أن تدرك أن البدايات الجميلة ليست من جوهر الحب في شيء، فالحقيقة تبدأ في ما بعد برفقة المعاناة)، وغيرها من اللوحات الجمالية البديعة، التي تجعل العمل أكثر من مجرد رواية»، في ما تحدثت قارئة عن العنوان كعتبة نصية مهمة في تفسير موضوع وفضاءات العمل، وتقول: «حالف الكاتب التوفيق في اختيار عنوان الرواية، فهو يحيلنا إلى قصص الأنبياء في القرآن الكريم، ويحمل دعوة صريحة للإيمان والتأمل».

«مواجهة مع الذات»، هكذا تحدثت إحدى القارئات وهي تستعرض التجليات الروحية الكامنة في الرواية، وتقول: «هذا الكتاب مهم لطمأنينة القلوب وراحة النفس، فهو هادئ هدوء البحر في يوم بلا رياح، يلامس الروح وأوجاعها، بسرد متفرد ورقي في الأسلوب، بحيث يومض في داخل القارئ طاقة نورانية تريحه من عنت الحياة وضغوطها، والعمل في خلاصته دعوة لكي يغوص الإنسان في ذاته من أجل أن يكتشفها، لأن ذلك يساعده كثيراً في معرفة الآخرين والأشياء من حوله، ويقوده في ذات الوقت إلى دروب الإيمان الصحيح، وقد استعرض العمل، ليؤكد تلك الفكرة، الكثير من النماذج التاريخية والمعاصرة».

صيغة حوارية

يتناول قارئ الحبكة الدرامية للعمل، ويقول: «هذه الرواية جاءت مختلفة عن الأعمال السابقة للكاتب، خاصة من حيث البناء الدرامي من بداية وتصاعد ونهاية، فالعمل يقوم في أساسه على حوارية مطولة بين شخصيتين رئيسيتين، وتتطرق إلى آخرين بصورة عابرة، لكن من خلال الحوار تنسال الحكايات المتعددة التي هي برهان وتعضيد لفكرة العمل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"