عادي
ألغت مقولة «لا يصلح العطار ما أفسده الدهر»

التجميل.. ظاهرة تتوسع وتنضم إلى قائمة الاستعداد للمناسبات

00:38 صباحا
قراءة 3 دقائق

العين: منى البدوي
لم يعد الاستعداد لحضور المناسبات الاجتماعية (وإن كانت مقتصرة على الأهل) يتضمن التوجه للأسواق لشراء الملابس والأحذية، وزيارة صالونات التجميل؛ بل امتد ليشمل زيارة أطباء التجميل، لإضافة «رتوش» أطلق عليها بعضهم «صيانة أنوثة»، مثل نفخ الشفاة أو تغيير شكلها، بحسب الجديد، وشدّ الوجه، وتغيير شكل العينين والحاجبين وغيرها.

«لا يصلح العطار ما أفسده الدهر»، عبارة باتت لا محل لها في ظل ظاهرة التوجه من جميع الفئات العمرية ومن الجنسين، بدءاً من 18 سنة، ليس للترميم وإزالة الخطوط والتجاعيد فقط؛ بل لمواكبة المستجدات في أشكال الشفاة والعيون والوجنات والحواجب وغيرها، وهو ما بات يستحوذ على مساحة واسعة من اهتمام بعض المنساقين خلف ما يُروّج له بعض مشاهير مواقع التواصل، وأحياناً من داخل بعض المراكز التي بات بعض الأفراد زبائن دائمين لها في المناسبات أو كلما استدعى الأمر ذلك.

وروت هنادي مصطفى (موظفة) تجربتها ل«الخليج» قائلة، إنها تتردد سنوياً على عيادات التجميل بسبب عامل الوراثة في الأسرة، الذي يجعل من الخطوط التعبيرية على ملامح الوجه تظهر مبكراً، وهو ما أرّقها وجعلها تلجأ إلى مراكز التجميل للمحافظة على ملامح شابة تتناسب مع عمرها، موضحة أنها لا تغيّر ملامحها وتكتفي بمحو آثار تلك الخطوط الخفيفة، وهو ما يُشعرها بالراحة النفسية.

أما مريم (موظفة) فترى نفسها من الرواد الدائمين لمراكز التجميل، بحثاً عن الجمال في البشرة والملامح، خاصة قبيل المناسبات الاجتماعية التي تحرص خلالها على الظهور بصورة جميلة متوافقة مع الموضة، وإن تطلّب الأمر دفع مبالغ مرتفعة، مشيرة إلى أن لديها سيولة مادية تمكنها من تغيير شكل الشفاة والوجنات والحواجب، بحيث تظهر في كل مرة بصورة مختلفة وأكثر جمالاً.

واعترفت عائشة (موظفة) بأنها من المتابعات لكل ما هو جديد في عالم جمال المرأة ونضارتها، وكل ما يجعلها تحافظ على مظهر شبابي طاغي الأنوثة، بمتابعة ما يفعله المشاهير في عيادات التجميل، مشيرة إلى أنها لا تحضر أي مناسبة اجتماعية، وإن كانت مقتصرة على المقربين من الأهل، إلا إذا كانت تتزين بالرتوش التجميلية.

وأضافت أن المرأة في عصرنا الحالي تختلف عن النساء قديماً، حيث إن طبيعة الحياة تغيرت وباتت المرأة تتعرض لضغوط العمل، والخروج من المنزل لأوقات والتعرض لأشعة الشمس، وهو ما يجعل التجاعيد ترتسم سريعاً على الوجه، و«بناء عليه نضطر لملاحقتها بممحاة أخصائي التجميل»، مشيرة إلى أن تلك العلاجات التجميلية سرعان ما تندثر نتائجها.

وقالت الدكتورة عنود الكيخيا (أخصائية جلدية وتجميل)، إن حرص المرأة على الظهور بمنظر جميل تحافظ به على شبابها لمدة طويلة، من السلوكات الإيجابية، شرط عدم المبالغة والتقليد دون مبرر، لدرجة تشابه الأشكال أحياناً، مشيرة إلى أن بعض الناس تتغير ملامح وجوههم بفعل الخطوط والتجاعيد التي تظهر مع التقدم في العمر، وهو ما يجعل معالجتها بأي من الطرق المتاحة أمراً ضرورياً بالنسبة لهم.

وقالت إن البحث عن الجمال والنضارة لم يعد مقتصراً على النساء فقط، وأغلبية المترددين على أخصائيي التجميل أعمارهم بين 25 و55 سنة، وتختلف أسباب مراجعتهم من فئة إلى أخرى، حيث إن أصحاب الأعمار الصغيرة يتوجهون إلى المراكز التجميلية التي تعدّ علاجاتها بدائل للتجميل الجراحي، بسبب نزول الوزن بشكل كبير، خاصة بعد عمليات قص المعدة، ما يعرض جلد الوجه أحياناً للترهل.

وأكد الدكتور رامكومار سوسارلا، استشاري الجراحة التجميلية بمستشفى «برجيل رويال» في العين، أن الإقبال المتزايد على عيادات التجميل تزامن مع انتشار استخدام مواقع التواصل التي تحظى باستخدام واسع من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة، وهو ما لاحظناه عبر المترددين على العيادة الذين يحتفظون بصور أو فيديوهات لعرضها على الطبيب، سعياً لعمل طريقة التجميل نفسها.

وأضاف أن التطور الذي لحق بمضمار علم التجميل بشكل عام، والأجهزة والأدوات المستخدمة في العلاجات والجراحات التجميلية بشكل خاص، وما يتحقق بها من نتائج، وتدني الأضرار التي قد تنجم عنها، أسهمت في رفع معدلات الإقبال عليها بمختلف أنواعها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"