عادي

مروان السركال: الموظف كلاعب كرة القدم يجب أن يمتلك القدرة على تأدية واجباته

19:51 مساء
قراءة 4 دقائق
al-majaz-waterfront-morning

الشارقة: «الخليج»

أكد مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أن القائد الجيّد والناجح هو الذي يرافق فريق عمله في الميدان ويواكب سير الأعمال لحظة بلحظة، لافتاً إلى أهمية أن يتمتّع القائد بحسّ كبير من المسؤولية وألا ينتظر التقارير في مكتبه وحسب، لما لها من آثار مهمّة على صعيد الأعمال والعلاقة مع الموظفين على حدّ سواء.

جاء ذلك خلال استضافته في حلقة من برنامج «ملهمون» على تلفزيون الشارقة، حيث تناول السركال العديد من المحطات في حياته الشخصية والعملية، واستعرض المشوار الذي قطعته هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» في تدعيم بيئة الشارقة بالكثير من المشاريع السياحية والترفيهية والجاذبة للمشاريع الاستثمارية.

رحلة ومنجزات

واستهلّ السركال حديثه في البرنامج بالإشارة إلى حياته الشخصية في اليابان، وعلاقته بوالده وجدّته، حيث أشار إلى أنه قضى سنوات طفولته في اليابان نظراً لوظيفة والده كممثل لدولة الإمارات في العاصمة طوكيو، لافتاً إلى أن تلك الفترة كان لها تأثير كبير على شخصيته، وقال: الحياة في اليابان مختلفة، والأشياء البسيطة كان لها وقعٌ كبيرٌ عليّ، ولا أنسى كيف كان يستقبلنا مدير المدرسة بتحية صباحيّة ما خلق لديّ أثراً كبيراً وجعلني ألمس قوة العلاقة بين الطالب والمدرّس.

وتابع: «والدتي لها كلّ الفضل في تعليمي اللغة العربية، فقد حرصت على غرسها في داخلي من خلال تدريسي المنهج الوزاري الإماراتي وأنا في اليابان، كما أنها علّمتني أصول الدين وثقافة وعادات مجتمعنا الإماراتي، في الوقت ذاته كانت جدتي ترسل لي مجلة ماجد التي شكّلت بالنسبة لي جسراً يربطني مع مجتمعي المحلي وأقراني آنذاك، وقدّ تعلّمت من اليابان شغف العمل والإخلاص فيه».

ولفت السركال إلى أن رحلة العودة إلى الشارقة أكسبته الكثير من المعارف التي أوصلته لما هو عليه حالياً، حيث قال: «نحن في الشارقة محظوظون بوجود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الحريص على تأسيس بيئة مثالية للتعليم والفكر والثقافة، ما جعلني أؤمن دوماً بنفسي وأسعى لأن استثمر في وقتي، حيث إن سمّوه كرّس لدى جميع أفراد الشعب أهمية التعليم واكتشاف المعارف بمختلف المجالات في الحياة».

رحلة «شروق»

وعن تجربته في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» قال السركال: «تخرّجت كمحاسب مالي، لا أملك شهادة هندسة، رغم أن الكثير ممن يرون مشاريع شروق يعتقدون أن من يقف وراءها مهندساً لكني من خلفية أخرى، ويمكن القول إن تواجدي في الميدان والتأكد من كلّ كبيرة وصغيرة ومتابعة فريق العمل للوصول إلى الجودة المطلوبة، أحدثت فرقاً كبيراً أوصل الهيئة لتنال العديد من الجوائز المرموقة وتمتلك في محفظتها تنوّعاً كبيراً، فلطالما آمنت بأن الإنسان هو العنصر الأساس في نجاح المؤسسة وخلق بيئة عمل داعمة للموظفين أحد أهم أسباب النجاح الرئيسية».

وتابع: بدأت رحلة شروق في العام 2009 كجهة تهتم في قطاعات عديدة كالاستثمارات والفنون والسياحة والبيئة إلى جانب المواصلات وغيرها، وأبرز ما أوصل شروق لما هي عليه اليوم هو دعم صاحب السمو حاكم الشارقة الذي تعلّمنا منه الكثير وكرّس في داخلنا إيماناً بأننا نستطيع أن نقوم بكلّ ما هو مختلف ومميّز، فكان الداعم الأول لنا إلى جانب الدور الذي لعبته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، التي ساندت بشكل لا محدود مختلف الخطط والاستراتيجيات وساهمت بتأسيس شراكات مع قطاعات واعدة وآمنت بأن فريق العمل هو العنصر الرئيسي في نجاح الهيئة.

التنوع في المحفظة

وحول ما يختص بمحفظة الهيئة قال السركال: دخول شروق في مشاريع الضيافة كان مهماً ونوعياً للغاية، كنّا نريد إيصال رسالة مفادها أن القطاع السياحي في الشارقة غني، لهذا حرصنا على تقديم شيء مختلف، مع فندق البيت الذي استقطبنا من خلاله شركة عالمية مثل شيدي ودخلنا من خلاله هذا المجال الذي ركّزنا فيه على التعريف بإرث الماضي للعمارة الإماراتية مع لمسة معاصرة، إلى جانب نزل الرفراف في واحة البداير ونزل الفاية.. المشروعان اللذان كان لهما أثر كبير على القطاع السياحي في الشارقة.

وتابع: «دخلنا إلى أماكن مختلفة عبر واجهة المجاز المائية التي غيّرت من شكل بحيرة خالد، وجزيرة النور ذات الطراز المعماري اللافت والحاصلة على العديد من الجوائز العالمية، وجزيرة العلم التي جاء تأسيسها بفترة قياسية ترجمة لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة لتكون معلماً سياحياً فريداً يحتضن راية الدولة».

لا يوجد مستحيل لنتعلّمه

وعن مهمة الترويج للإمارة استثمارياً قال السركال: عملنا على الترويج للشارقة كموقع مهم لاستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، وقد لاحظنا خلال الفترات الماضية أن العديد من وفود الإمارة ذهبت إلى دول من مختلف بلدان العالم، وشاركت في معارض عالمية وتم استقطاب العديد من رجال الأعمال الذين روّجوا للشارقة ما ساهم في توحيد الرسالة بين المؤسسات الحكومية بهدف توسعة نطاق حضور الإمارة وتعزيز جاذبيتها في هذا القطاع».

وتابع: «دولتنا اليوم من أهم الدول استقطاباً للاستثمارات الأجنبية التي تتطلب أن نكون دوماً على أهبة الاستعداد، فالمستثمر سيتواصل معنا بأوقات غير محددة نظراً لفارق التوقيت بين الدول، وقد حرصنا على أن نقدّم أفضل ما لدينا ما جعل من مكتب استثمر في الشارقة من أهم المؤسسات التي تشجّع على استقطاب المشاريع الاستثمارية الأجنبية إلى الشارقة».

ووجّه السركال نصيحة في ختام الحلقة قال فيها: يجب على كلّ من يحب عمله أن يستمتع فيه، وأن يقدّم كلّ ما يجعله فخوراً، فالموظف كلاعب كرة القدم لا يستطيع أن يقدّم أفضل ما لديه وهو بداخله مؤثرات كالحزن والتعب والإرهاق، بل يجب أن يكون حبّ العمل لديه لا حد له، فهو أشبه بالعبادة، فأنا لا وقت محدداً للعمل بالنسبة لي، ومن المهم أن تكون موظفاً سعيداً لتخلق بيئة سعيدة واستثنائية، كما أن الإتقان هو أساس نجاح أي شخص في كلّ مكان يعمل لديه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"