عادي
دفاتر المبدع

ماجد بوشليبي: كتبت القصة في سن العاشرة

23:18 مساء
قراءة 3 دقائق
1703

الشارقة: علاء الدين محمود

يستعيد ماجد بو شليبي أزمنة مبكرة من عمره كانت حافلة بالعطاء، ويقلب أوراقاً عزيزة على قلبه، ويتوقف عند منعطفات شكلت وجدانه ليضع أمامنا حصاد تلك السنوات في مجالي الكتابة القصصية والمسرحية، وفي معرض حديثه عن كتاباته الأولى، يلفت بو شليبي إلى أن أول قصة قصيرة له كتبها في سن العاشرة بعنوان «الأرملة العذراء»، وكان ذلك في الكويت، التي درس فيها بعض الوقت بعد أن التحقت الأسرة بالوالد، والذي كان يعمل في شركة نفط الكويت، ونشرت تلك القصة في مجلة النهضة الكويتية واختير، بفضلها، ضمن أفضل 50 كاتباً على مستوى الشباب.

يشير بوشليبي إلى أن تلك القصة كانت قد أعلنت عن بدايته ككاتب، وكانت بمثابة الجذوة والشرارة الأولى، لذلك يحمل لها وداً وتقديرا كبيراً ومشاعر خاصة، وأوضح أن كتابة القصة هي الأساس عنده، رغم ما أنتجه في المجالات الأخرى مثل المسرح.

بدأ بوشليبي القراءة في وقت مبكر لكبار كتاب القصة في الوطن العربي، والعديد من الكتاب العالميين، وتأثر بصورة خاصة بكتابات تولستوي، وكذلك محمود تيمور وجمال الغيطاني، وإسماعيل فهد إسماعيل، والكاتب التونسي محمود المسعدي، وأشار إلى الإمكانيات الهائلة التي تزخر بها القصة خاصة القدرة على التكثيف والاختصار، والحبكة المتقنة في حيز صغير، حيث قام بنقل تلك الأدوات إلى عالم الكتابة المسرحية، ولفت بوشليبي إلى أنه كتب العديد من الأعمال القصصية منها: «الأرملة والمهر» و«حبة البندق» و«فاطمة»، وذلك قبل أن تبدأ حكايته مع «أبوالفنون».

وحول العوامل التي أسهمت في تلك الموهبة المبكرة، لفت بوشليبي إلى أنه قد ولد في بيت يهتم بالعلم والشعر في منطقة «المريجة» بالشارقة، حيث كان جده شاعراً وراوية للشعر، والتحق ب«الكتاب»، في الشارقة قبل السفر إلى الكويت، يقول «كانت البيئة نفسها مشجعة على الإبداع في منطقة المريجة حيث البحر، وكذلك الأسرة التي كانت تزخر بالمهتمين بالأدب والشعر»، ويلفت بوشليبي إلى أنه كان من رواد المكتبات العامة آنذاك، وكان في المدرسة عضواً في جماعة المكتبة والموسيقى.

ويذكر بوشليبي أن الأسرة قد عادت إلى الوطن في بداية السبعينات من القرن الماضي، حيث درس المرحلة الإعدادية، ليستمر الدفق الكتابي في المرحلة الثانوية عندما أصبح رئيس تحرير مجلة «العروبة»التي كانت تصدرها المدرسة، عام 1976، تحت توجيه مدرس اللغة العربية فتحي عبد المقصود، حيث كان المعلمون في ذلك الوقت على قدر كبير من الثقافة والمعرفة.

محطة بارزة

ويوضح بوشليبي أن التحاقه بمسرح الشارقة الوطني من أبرز محطات حياته، وكان ذلك في عام 1981، حيث أنتج العديد من النصوص المسرحية، وكانت أولى كتاباته عبارة عن عمل مقتبس من مسرحية«مركب بلا صياد»، للكاتب العالمي اليخاندرو كاسونا، عام 1983، لينتج بعدها واحداً من أهم النصوص المسرحية الإماراتية والذي حمل عنوان«حمدوس»، عام 1986، والذي وجد قبولاً وإشادة كبيرة من قبل المسرحيين الإماراتيين والعرب، وأخرجه التونسي المنجي بن إبراهيم، يقول بوشليبي: اتجهت إلى الكتابة المسرحية باعتبارها جزءاً من عالم الأدب الذي شغفت به، ووجدت أنها يمكن أن تحتضن في داخلها أدوات القصة، وجماليات اللغة، وأوضح أنه قد تأثر بالكثير من المسرحيين مثل: جواد الأسدي، وسعد الله ونوس، وقاسم محمد وغيرهم.

ووصف بوشليبي لحظة تعيينه مديراً عاماً لدائرة الثقافة والإعلام عام 1986، بالتجربة المهمة والتي أتاحت له فرصة الدخول في تواصل مباشر مع المشروع الثقافي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والعمل بإشراف وتوجيهات سموه، وأشار إلى ثراء تلك التجربة لأن أفكار سموه في هذا المجال لا تنضب، فكانت تلك الفترة بمثابة مدرسة جديدة له في مجال العمل الثقافي والإداري، كما أن تلك المهمة أتاحت له فرصة التواصل مع مبدعين كبار في العالم العربي.

مدن

ويلفت بوشليبي إلى أن زيارة المدن هي واحدة من الأشياء التي شكلت وجدانه الثقافي والإبداعي، فقد زار العديد من المدن العربية، بغداد في أوج مجدها، وتجول في شوارع الرشيد والمتنبي، والمكتبات القديمة، وكذلك قام بزيارة دمشق والقاهرة وبيروت والكويت والرباط ومراكش، مشيراً إلى أهمية الأمكنة في تشكيل الوجدان.

وحول الكتب والمؤلفات التي يطلع عليها في الوقت الراهن، ذكر بوشليبي أنه منهمك في قراءة الأعمال ذات العلاقة بالتحليل الثقافي والنقد الأدبي، إضافة إلى مجموعة من الكتب الأدبية والروايات، وكشف بوشليبي أنه يعمل الآن على كتابين سيصدران في معرض الشارقة الدولي للكتاب، يتحدث الأول عن التحليل الثقافي، فيما يتناول الثاني مسألة النقد الأدبي والإبداعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"