عادي

المدرب «المجنون» عبقري

11:30 صباحا
قراءة 6 دقائق
مورينيو كلوب

إعداد: معن خليل
عندما يذكر اسم البرتغالي جوزيه مورينيو والألماني يورغن كلوب والهولندي لويس فان غال والأرجنتيني بيلسا، فإنهم بالتأكيد ضمن أفضل المدربين في العالم، لكن تجمعهم صفة واحدة هي «الجنون».
يأتي في مقدمة هؤلاء الأرجنتيني مارسيلو بيلسا المعروف بلقب «ال لوتشو»، وهي كلمة لاتينية تعني المجنون، واكتسب بيلسا لقب المجنون في الأرجنتين بسبب تصرفاته الغريبة، مثل إجبار لاعبيه على جمع القمامة لـ3 ساعات في الشوارع ليعرفهم طريقة عيش بعض المشجعين.
ولكن «المجنون» حقق نجاحات عدة، ومنها إعادة فريقه الحالي ليدز يونايتد الإنجليزي إلى «البريميرليغ» عام 2020 بعد غياب 16 عاماً، وفي نفس الوقت لم يتخل عن عاداته القديمة وإثارة الجدل بأفكاره وأساليبه التدريبية التي دائماً ما تخرج عن المألوف، فهو عندما بدأ بتدريب ليدز كان أول شيء فعله تحويل موعد تدريبات الفريق إلى توقيت دائم من التاسعة صباحاً، فضلاً عن حرصه على حضور اللاعبين لمحاضرات مكثفة لدراسة خصومهم.
وتسبب «المجنون» بأزمة عندما كان مدرباً لليدز في الدرجة الثانية بعدما أرسل شخصاً للتجسس على تدريبات فريق ديربي كاونتي قبل مواجهة الفريقين في 2019، في قضية عرفت بـ «سباي جيت»، وقد سلط الكاتب تيم ريتش الضوء على أسلوب الأرجنتيني في كتابه «ضرب من الجنون... حياة مارسيلو بيلسا».
ولم يكن ما فعله الهولندي لويس فان غال عندما كان مدرباً لمانشستر يونايتد الإنجليزي في 2016 خلال مباراة لفريقه في مواجهة منافسه أرسنال إلا خروجاً عن المألوف، إذ رمى بنفسه أمام الحكم الرابع معترضاً على قرار الحكم الرئيس كاريك باوسون بعد احتساب خطأ على فريقه.

الصورة
فان غال

كان فان غال يريد القول إن الخطأ غير صحيح وإن التشيلي أليكس سانشيز مهاجم أرسنال يمثل في اللقطة التي احتسبها الحكم ركلة حرة، ومن أجل ذلك رمى نفسه أرضاً ليعيد تمثيل الواقعة.
ولم يتوقف رواد التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام عن إعادة اللقطة، وكانت الدهشة والسؤال أنه كيف لفان غال العجوز والبالغ 64 عاماً من عمره أن يقوم بهذا التصرف الذي يتطلب لياقة عالية، والأهم أن هؤلاء توجوا فان غال في المركز الأول على صعيد تصرفات المدربين الأكثر لفتاً للأنظار، متفوقاً حتى على الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول والبرتغالي جوزيه مورينيه والإنجليزي نايجل بيرسون الذين يعدون ضمن أبرز المدربين أصحاب الاحتجاجات والتصرفات الجنونية والتي تكون فريدة من نوعها دائماً.
الأكثر جنوناً
ويتصدر يورغن كلوب قائمة الأكثر جنوناً على الإطلاق، فشهرته لم تأت فقط من خلال عمله الفني الرائع مع فريقي ماينز وبوروسيا ودورتموند وقيادة الأخير خصوصاً للكثير من الألقاب في ألمانيا والوصول به إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ولا بإشرافه على النادي العريق في إنجلترا ليفربول، بل بسبب انفعالاته الكثيرة والمحببة من قبل الجمهور والتي جعلته يمتلك شخصية خاصة أحبها الجميع ومنهم لاعبو الفرق التي دربها.
صفات فريدة

الصورة
كلوب

حسب صحيفة «الدايلي ميل» البريطانية فإن المدرب يورغن كلوب يتمتع بصفات فريدة ظهرت عليه في تجاربه كلاعب ثم كمدرب، حيث يمتاز بالأناقة في طريقة لباسه وحديثه وكل سلوكياته، كما أنه شخص عاطفي جداً وأيضاً مجنون.
ونقلت الصحيفة تصريحاً لصديقه المقرب جيدو شافير يقول عنه: إنه شخص سعيد غير أنه يفقد أعصابه بسرعة لمجرد تمريرة خاطئة، وسرعان ما يستعيد سروره، فحاله تتبدل بسرعة البرق، وهو ما جعل عشاق ماينز الفريق الأول الكبير الذي دربه في ألمانيا يعتقدون بأنه شخص مجنون بسبب التصرفات غير العادية التي كان يقوم بها من على مقاعد الاحتياط خلال المباريات.
والتصقت صفة «مجنون» بيورغن كلوب دائماً، فهو قد يركض على مدى خط التماس احتفالاً بهدف للاعب من فريقه، أو تكسر نظرته التي اشتهر بها كما حدث بعد تسجيل هدف متأخر عن طريق نجم ليفربول آدم لالانا في لقاء نوريتش سيتي في الدوري الإنجليزي لينطلق تجاه اللاعبين ويبدأ في الاحتفال معهم بشكل جنوني ليتعرض لضربة على أنفه وتسقط نظارته على الأرض.
وكان كلوب اختبر المشهد نفسه عندما كسرت النظارة القديمة له أثناء الاحتفال بفوز سابق لفريقه دورتموند على منافسه التقليدي بايرن ميونيخ في الدوري الألماني ليتم وضعها في متحف دورتموند تخليداً لتلك الذكرى.
أما ما فعله كلوب خلال لقاء لدورتموند في مواجهة نابولي الإيطالي ضمن دوري أبطال أوروبا، فكان الأكثر جنوناً عندما اتجه صوب الحكم الرابع احتجاجاً على إحدى الكرات وبدأ الصراخ في وجهه ويمنعه من الكلام، واقترب منه وكأنه يريد مهاجمته أو ضربه، لكن هذا لم يحدث بالطبع لكن بقيت صرخته هي العالقة في الأذهان وتم تداولها لفترة طويلة.
المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو مدرب روما الإيطالي الحالي، وصاحب الإنجازات الواسعة مع أندية بورتو البرتغالي وتشيلسي الإنجليزي وريال مدريد وإنترميلان الإيطالي والذي جعلته يطلق عليه «السبيشال وان» يقترب من كلوب من ناحية الجنون والاحتفالات والتصرفات الغريبة والاحتجاجات التي تزيد أحياناً على حدها، لذلك لم يكن غريباً أن يعبر عن ذلك بمشهد تمثيلي عندما اقتحم عام 2014 وبشكل مفاجئ أرض الملعب على طريقة «المجانين»، وقطع الكرة من أمام أحد لاعبي الفريق الخصم خلال مباراة خيرية ذهب ريعها لمنظمة اليونيسيف.

الصورة
مورينيو


طفل ورجل مشاغب
كما أن أوناي أمري المدرب الإسباني المعروف وصف مورينيو عام 2010 بعدما مل من انتقاداته المتكررة للتحكيم في الدوري بالقول «هو طفل مجنون»، ولقد أكد البرتغالي ذلك في عدة مناسبات منها حين احتفل مع لاعبي تشيلسي بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي عام 2015 برمي نفسه على أرض الملعب.
وهناك الكثير من الاحتفالات الشهيرة لجوزيه مورينيو منها ركضه على طول خط التماس وهو يلوح بقبضة يده اليمنى خلال فوز فريقه السابق إنترميلان الإيطالي عام 2010 على برشلونة الإسباني في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
أما أشهر لقطات مورينيو الذي يوصف بالرجل المشاغب ولا يهدأ خلال وقوفه على خط التماس خلال المباريات، فهي عندما تقدم من بيب غوارديولا مدرب برشلونة السابق ليسترق السمع خلال حديث الأخير مع لاعب فريقه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
مورينيو أجاب خلال حديثه في أحد البرامج الوثائقية التي سجلت رحلته التدريبية عما أراد فعله خلال تلك المباراة من استراق السمع وماذا دار من كلام فقال «وقتها كان برشلونة متفوقاً على إنتر ميلان بلاعب، خرج تياغو موتا مطروداً بدون أدنى سبب، إنتر ميلان كان يلعب بـعشرة لاعبين، وقد ظهرت على غوارديولا راحة كبيرة بعد الطرد، لقد ظن أن فريقه سيقود المباراة بسهولة، لهذا ذهبت إلى غوارديولا وهو يتحدث مع إبراهيموفيتش، وقلت له: هل تظن أن الأمر انتهى، مازال الأمر بعيداً عن النهاية».
وكان لافتاً بعد تلك المباراة التي انتهت بتأهل إنتر ميلان إلى نهائي دوري الأبطال أن إدارة ملعب «الكامب نو» الخاص ببرشلونة أطلقت رشاشات المياه سريعاً في الملعب وذلك لمنع مورينيو من الاحتفال فوق العشب بطريقته المعتادة.
خطف بطاقات
وتتعدد حالات جنون المدربين وقد تصل إلى درجة أن بويكو فيليشكوف المدرب الناجح لفريق بوتيف فراستا البلغاري قام بخطف البطاقات التي في حوزة حكم لقاء فريقه في مواجهة سسكا صوفيا وتمزيقها ورميها على الأرض بعد أن قرر الحكم طرده من اللقاء بسبب احتجاجاته المتواصلة.
أما المدرب المجنون الأشهر في إنجلترا فكان نايجل بيرسون الذي اشتهر بحركاته الغريبة خلال فترة تدريبه لنادي ليستر سيتي من عام 2011 حتى 2015، حيث قام في إحدى المباريات بالدوري الممتاز «البريمييرليغ» بمحاولة خنق جيمس ماكارثر لاعب فريق كريستال بالاس.
وحلت الدقيقة 85 من عمر المباراة التي كان فيها ليستر سيتي خاسراً أمام كريستال بالاس بهدف نظيف وعندها سقط لاعب الأخير ماكارثر أمام المدرب المهزوم بيرسون الذي وجدها فرصة ممتازة للتعبير عن غضبه من إهداره للوقت عبر وضع يده على عنقه ومحاولة خنقه.
وظن اللاعب ماكارثر في البداية أن الأمر مجرد مزحة من المدرب، لكن ضحكته سرعان ما تحولت إلى صراخ قبل أن يتدخل الحكم لفك أسر اللاعب.
الطائر النعام
وقام نايجل بيرسون الذي أدخل ثورة على نتائج ليستر سيتي الذي كان في الدرجتين الأولى والممتازة بالكثير من التصرفات الغريبة ومنها وصفه لصحفي بأنه مثل «الطائر النعام» خلال مؤتمر صحفي صرح فيه مدرب ليستر سيتي بأن لاعبيه واجهو الكثير من الانتقادات في الأشهر الأخيرة، وعندما سأله الصحفي عن أي انتقادات تتحدث أجابه المدرب «أنت مثل طائر النعام الذي يدفن رأسه في الرمال».

الصورة
نايجل

وفي إحدى المباريات دخل نايجل بيرسون في جدال عنيف مع أحد مشجعي فريقه ليستر سيتي بعد الخسارة أمام ليفربول لتتم معاقبته من قبل الاتحاد الإنجليزي بغرامة مالية وإيقافه لمباراة واحدة بعد اعترافه باستخدام لغة مسيئة ومهينة للمشجع.
ولم يتوان المدرب المثير للجدل عن دعوة أحد الكهنة البوذيين إلى تمارين ليستر سيتي حتى يأخذ اللاعبون المباركة منه ويفوزوا في المباريات.
أما أليخاندرو سابيلا مدرب الأرجنتين في كأس العالم عام 2014 في البرازيل، والذي وصل مع «التانجو» إلى النهائي قبل الخسارة أمام ألمانيا صفر-1، فقد أقدم على تصرف غريب عندما التقطته كاميرات المصورين أثناء مباراة بلاده أمام المنتخب البلجيكي في ربع نهائي البطولة، وهو يرمي نفسه إلى الخلف مثل شخص يشبه اللوح الجامد وذلك بعدما أهدر المهاجم غونزالو هيفواين فرصة نادرة وبشكل غريب خلال مجريات الشوط الثاني من المباراة، والتي كانت كفيلة بحسم المباراة لصالح الأرجنتين وقتل طموح المنتخب البلجيكي في التعادل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"