عادي

مرتفعات شمال إسكتلندا.. ذوق ريفي خاص

00:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
قلعة ليود في ستراثبيفير
أفق دورنك الساحر وملاعب الجولف
جسر كيليسكو الشهير
كوخ ريفي تقليدي في دنكيلد
إطلالة الملكة فيكتوريا في بيتلوكري
أحد شوارع كرومارتي والمنازل التقليدية
مغامرة القفز بالحبال في بيتلوكري
الكنيسة الشرقية في كرومارتي

إعداد: هشام مدخنة

حين تسافر شمالاً في إسكتلندا، ستلاحظ الكثير من التغييرات الدرامية في المشهد الطبيعي، فالأرض أقل كثافة سكانية وأكثر وعورة وأوسع، والطبيعة في كل مكان. وكما تسيطر مدينتا إدنبرة وجلاسكو على المشهد الحضري جنوباً، تتميز الكثير من المناطق الشمالية المرتفعة بجمالها الريفي الفريد والهادئ؛ حيث الشواطئ فارغة تكتنفها الرياح، والتلال جاذبة بشكل خاص، والمدن الصغيرة تقليدية ويغلب عليها الطابع المحلي. يمنح كل ذلك وغيره زائري مرتفعات الشمال الإسكتلندي شعوراً مختلفاً تماماً عن باقي مناطق الجذب السياحي، وكأنهم انتقلوا إلى بلد آخر.

على طول الساحل المتعرج للمرتفعات الإسكتلندية، وضفاف البحيرات، وإلى جوار الغابات الكثيفة، تتناثر أكثر البلدات الصغيرة سحراً، مع تفاصيل دقيقة تميز كل واحدة منها عن الأخرى.

دنكيلد

على ضفاف نهر تاي، توجد البلدة الإسكتلندية الساحرة «دنكيلد». لن ترى الكثير من المباني الجديدة هنا، فهي بقعة تقليدية تحتفظ بقسم كبير من الأصالة التاريخية و«المنازل الصغيرة»، كما تُعرف محلياً، وهي عبارة عن تجمع من البيوت ذات ألوان زاهية بُنيت في أوائل القرن الثامن عشر. وعلى الرغم من كونها مساكن خاصة، فقد تم ترميم هذه المنازل من الحكومة لأهميتها التاريخية الكبيرة.

دنكيلد بلدة قديمة وجميلة بامتياز، وهي من أكثر المناطق الريفية جذباً للتجول داخلها، وستُدهش من نمط الحياة الذي كان ولا يزال موجوداً بين جدرانها.

حافظ على النمط التراثي هناك، وخذ قسطاً من الراحة في ملاذ سلس وهادئ «فيزنت كوتاج»، وهو كوخ ريفي تقليدي في قلب ريف بيرثشاير الساحر، مع إطلالات رائعة على التلال المحيطة، وتصميمات داخلية وخارجية أنيقة تحتفظ بالكثير من المميزات الباقية لعصور قد خلت.

ستراثبيفير

وفقاً للمعايير الإسكتلندية والتاريخ العريق، تعد بلدة ستراثبيفير حديثة نوعاً ما. فهي تنتمي للقرن التاسع عشر حين كانت هذه المنطقة عبارة عن أراضٍ زراعية ولم تكن هناك بلدة أصلاً. وبعد اكتشاف الينابيع الكبريتية، تغير مصير هذه الجغرافيا الجميلة، وتحولت ستراثبيفير إلى مركز علاجي وصحي واسع يجذب السياح والسكان المحليين من المناطق المجاورة، وكل من يرغب في الاستشفاء بالطبيعة ومياهها المعدنية.

وعلى مسافة قصيرة من البلدة توجد قلعة ليود، ويُنصح بزيارتها في هذه الأوقات من فصل الصيف والاستمتاع بالألعاب الأولمبية المصغرة التي تقام في المرتفعات الإسكتلندية وفي محيط القلعة؛ حيث يرفع المتسابقون أوزاناً ثقيلة، ويشاركون في لعبة شد الحبل، وسباق التل، وعروض رقص المرتفعات، وعروض مزمار القربة. قلعة ليود في ستراثبيفير هي مقر عشيرة ماكنزي، ويعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر، وهي مبنى مدرج من الفئة أ.

كيليسكو

تقع بلدة «كيليسكو» الصغيرة والنائية في قلب مرتفعات الشمال الإسكتلندي المميز، وتفصل مياه البحر بين أرجائها التي تتبع إدارياً مقاطعة ساذرلاند التاريخية. ومن على امتداد الجسر الذي يحمل نفس الاسم وصولاً إلى الجانب الآخر من البر الرئيسي، ستلاحظ أنك تقف داخل شبه جزيرة فريدة. فإذا كنت تحب الهدوء فبلدة كيليسكو هي المكان الأنسب.

يعد الجسر المقوس من أكثر المعالم شهرة في المنطقة، ويحظى جماله الهندسي بأجمل لقطات عدسات الزوار، كما أن البلدة نفسها تُعد من أروع المناطق المخصصة للأنشطة الخارجية. فهي قاعدة الانطلاق المثالية لمحبي المشي لمسافات طويلة، وهناك جولات بالقارب تطوف بك حول الساحل والمناطق المحيطة. باختصار فإن عنوان طبيعة كيليسكو العريض يدور حول الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية في محيط هادئ وسلمي.

دورنك

تعد بلدة «دورنك»، في كثير من النواحي، مدينة نموذجية في المرتفعات الإسكتلندية، فهي تزخر بالمناظر البرية الساحرة والإطلالات البحرية اللافتة، فضلاً عن الوعورة الجبلية والبحيرات المتلألئة، تستطيع في دورنك الحصول على النسخة الفاخرة من مدينة المرتفعات التقليدية؛ حيث ملاعب الجولف، ومسارات المشي لمسافات طويلة، ورحلات الصيد البحري والبري الممتعة وكل شيء آخر يمكن ربطه بالطبيعة الأم.

في الأوقات الدافئة من كل عام، تقدم فرق متخصصة عروضها الفنية المميزة والبسيطة في ساحة البلدة المضاءة وسط جو ساحر ولطيف، وفي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول يشهد المكان مهرجانات حافلة بالأحداث المرحة. يمكن القول: إن الجمال الإسكتلندي متجسد في كل مكان تنظر إليه في دورنك.

كرومارتي

على قطعة أرض شرقي المرتفعات، تطل مدينة «كرومارتي» الساحلية في شبه جزيرة تُعرف باسم «الجزيرة السوداء». ومن السهل أن تنسى أن المدينة جزء من البر الرئيسي، فالبحر موجود أينما تجولت ويمكن رؤيته من معظم زوايا البلدة وإطلالاتها الجذابة الهادئة. تنتشر الشوارع الضيقة داخل المدينة وتصطف على جانبيها منازل ريفية تتجمع معاً لتشكل سداً في وجه نسيم البحر الدائم.

كرومارتي هي مسقط رأس الجيولوجي والكاتب هيو ميلر، أشهر أبنائها في بداية القرن التاسع عشر، ويمكنك بالتأكيد زيارة منزله السابق، وهو الكوخ الوحيد المتبقي من القش في البلدة وقد تحول إلى متحف تخصصي.

استمتع كذلك بالهندسة المعمارية من القرن الثامن عشر داخل الكنيسة الشرقية، واستكشف قاعاتها لتغمس نفسك في تاريخ المبنى الذي تميز بتصاميم عصر الإصلاح. وتُعد الكنيسة الشرقية واحدة من أبرز المعالم السياحية التي تستحق الزيارة في كرومارتي.

بيتلوكري

«بيتلوكري» هي بلدة صغيرة مذهلة في الشمال الإسكتلندي، تحيط بها الغابات والتلال من كل مكان وهي مملوءة بالبحيرات والمروج. يزورها العديد من عشاق المغامرات ورياضات التحدي؛ حيث تجعل التشكيلات الطبيعية من بيتلوكري مكاناً مثالياً لتسلق الصخور، والقفز بالحبال، والتجديف. ولكن إذا كنت ترغب في تبسيط الأمور قليلاً، يمكنك أن تكون متفرجاً مستمتعاً بالمنظر الساحر الذي يخطف الأنفاس بقدر المشاركة. وإذا رغبت في استكشاف المنطقة أكثر، ومن المؤكد بأنك سترغب بذلك، تستطيع التنزه سيراً على الأقدام إلى الشلالات المتدلية، ورؤية المرتفعات الشامخة، والدخول وسط الغابات الكثيفة، والوقوف عند «إطلالة الملكة»، وهو المكان الذي الذي زارته الملكة فيكتوريا عام 1866 وأحبت أفقه الساحر وسُّمي باسمها. يمكنك أيضاً ممارسة رياضة الجولف أو صيد الأسماك والكثير من الأنشطة الترفيهية المختلفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"