عادي

«كوفيد 19» يسهم في إعادة إحياء المنتجعات الساحلية في بريطانيا

23:04 مساء
قراءة 3 دقائق
أفعوانية في بلاكبول شمال غرب إنجلترا حيث يتوج مهرجان الإضاءة في بلاكبول موسماً سياحياً ممتداً حيث تستفيد المنتجعات الساحلية التقليدية في بريطانيا من ازدهار السياحة المحلية أثناء الجائحة. (أ.ف.ب)

يقف أطفال يحملون العصي المضيئة وعلامات الذهول بادية عليهم أمام عرض رائع للألعاب النارية فوق برج بلاكبول، وبهذا الحفل ينتهي فصل الصيف المملوء بالأمل لهذا المنتجع الساحلي البريطاني الذي ولد من جديد بفضل الجائحة.

استفادت المدينة الساحلية الواقعة في شمال غرب إنجلترا هذا الصيف من تدفق البريطانيين شأنها شأن منتجعات أخرى كانت منسية في العقود الماضية، وأهملت لمصلحة شواطئ المتوسط المشمسة؛ حيث الكُلفة أقل.

في خضم الجائحة، اختار كثيرون تمضية عطلة في بلدانهم بدلاً من الخارج لتجنب قيود السفر من فحوص كشف الإصابة المكلفة إلى الالتزام المحتمل بالحجر الصحي عند العودة إضافة إلى التغيير المستمر في توجيهات الحكومة.

على الكورنيش، جاء العديد من الزوار للاستمتاع بالعرض الذي يتزامن مع إطلاق مهرجان «بلاك بول الومينيشنز» الذي سيزين المدينة بأضواء متعددة الألوان حتى كانون الثاني/ يناير.

بدلاً من الحياة الليلية في مايوركا، اختار أوين ويلز (23 عاماً) وهو عامل لحام يرتدي ملابس ملونة، بلاكبول لحفل توديع العزوبية. وقال لفرانس برس «مع كوفيد19 الأمر صعب بعض الشيء. الكثير من أصدقائي لم يتلقوا اللقاح. إنه مكان يمكنك الذهاب إليه دون الحاجة إلى عزل نفسك لمدة أسبوعين بعد ذلك».

لم ترغب ميشيل بوتر البالغة من العمر 55 عاماً، في السفر مع ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات، تفادياً للمتاعب المرتبطة بالقيود، وهي معتادة على قضاء إجازة في إسبانيا وتركيا وقبرص. وتقول: «العطلة في المملكة المتحدة جيدة أيضاً».

أفول وولادة من جديد

بين وجبة «السمك والبطاطا» والمثلّجات أو الحلويات المحلية «بلاكبول روك»، لا تنقص في المنتجع وسائل التسلية مثل البرج الفيكتوري الذي يبلغ ارتفاعه 158 متراً ويشبه ببرج إيفل والأرصفة الثلاثة والشاطئ أو المجمعات الترفيهية.

يجسد منتجع بلاكبول المطل على البحر الأيرلندي وشمال ليفربول، ازدهار وأفول المنتجعات الساحلية الإنجليزية.

بعد وصول السكك الحديدية، أصبحت المدينة أول وجهة سياحية جماعية في المملكة المتحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين. لكن التراجع بدأ في الستينات مع ميل لتمضية إجازات في وجهات مشمسة وأكثر دفئاً. في عام 2008، كانت نسبة الأسرة في المدينة أقل ب40% مما كانت عليه في عام 1987.

وبات اسم مدينة بلاكبول الذي كان في الماضي مرادفاً لوجهة ترفيهية، يرتبط بالفقر بعد أن خسرت إيراداتها السياحية؛ حيث كانت تشمل 8 من المناطق ال10 الأكثر حرماناً في البلاد، وفقاً لدراسة أجرتها الحكومة البريطانية عام 2019.

ووجه الوباء ضربة إضافية لاقتصاد المدينة بعد أن أرغمت الفنادق والحانات والمطاعم على الإغلاق لأشهر طويلة خلال ثلاث عمليات إغلاق. لكن من المفارقات أن الفيروس جلب أيضاً تجديداً مع ازدهار العطلات المحلية هذا العام بتشجيع من الحكومة.

ويقول أليكس لونورجان (37 عاماً) وهو صاحب مطعم في المنتجع «إنه لأمر مدهش أن العديد من العائلات اختبرت شيئاً مختلفاً أثناء إجازتها في المملكة المتحدة. سيتم إدراج بلاكبول مجدداً على الخريطة».

آمال كبيرة

تعتقد لين ويليامز رئيسة المجلس البلدي في بلاكبول أن هذه النهضة ستدوم، حتى لو أن حملة التلقيح الواسعة في أوروبا التي تساهم في إبقاء الفيروس تحت السيطرة، ستسهل عودة السفر إلى الخارج.

تهدف أعمال التحسين الحديثة إلى جذب استثمارات خاصة والسياح البريطانيين. وقالت: إن بلاكبول «تغيرت منذ أن قدم الأشخاص إليها وهم أطفال». وأضافت: «لكن ما لم يتغير هو أننا منتجع ساحلي يرحب بالجميع».

وأوضحت: إن «البرج والأرصفة الثلاثة غير موجودة في أي مدينة أخرى. رؤية البرج مضاء بكل مجده مشهد ساحر».

ويعج مطعم أليكس لونورجان بالزبائن. ويقول: «الجانب الإيجابي لهذه الشهور ال18 التي كانت صعبة جداً لبلاكبول هو أن الناس اكتشفوا سحر المكان. فلنأمل أن تستمر الأمور على هذا المنوال». (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"