المعلم في يومه العالمي

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

أيام قليلة تفصلنا عن اليوم العالمي للمعلم، الذي يحتفي به العالم أجمع في الخامس من أكتوبر من كل عام، ودولة الإمارات واحدة من الدول التي تحتفي به ولكن على طريقتها الخاصة، إذ إنها أدركت مبكراً مدى أهمية مربي الأجيال، وصانع القادة، فبادرت إلى تعزيز مكانته التي يمكن التأكيد على أنها مكانة لا يختلف عليها اثنان.
ولكن هل يمكن الاكتفاء بالخامس من أكتوبر في كل عام لنحتفي بهذه الشخصية العظيمة؟
بالتأكيد لا، وهذا ما يدفع دولة الإمارات عموماً وإمارة الشارقة خصوصاً إلى تكريم جهوده في كل وقت ولحظة، وذلك من خلال استمرارية المبادرات والبرامج التي تسلط الضوء على جهوده وتضحياته ورسالته الخالدة، التي تحمل مشاعل الأمل، وتنير الطريق لمسيرته نحو المستقبل.
وبالحديث عن دولة الإمارات، فإن المؤكد الذي تبرزه الحقائق، يكشف عن مدى شغف الدولة بدور المعلم ومكانته، إذ توليه أهميةً كبيرة، حرصاً منها على تعزيز دوره المحوري والفاصل في إنشاء جيل واعٍ ومتعلم، قادر على الابتكار والمساهمة في مسيرة نهضة المجتمع، ولهذا فإنها لا تألو جهداً في غرس مفاهيم مكانة المعلم في أذهان الطلبة، ودوره في تشييد الجسور التي تتيح لهم المرور نحو المستقبل، والمشاركة في صناعته ووضع بصمتهم في تطوره وازدهاره.
وبالعودة إلى استمرارية المبادرات والبرامج الداعمة للمعلم، فإن إمارة الشارقة كجزء حيوي من الدولة، تبرز كمنارة تضيء على جهوده، ومنصة تتيح له فرصة الانطلاق نحو الإبداع والابتكار والتميز.
ولهذا نجد أن إمارة الشارقة حرصت على إطلاق المبادرات والبرامج، التي تعنى بالجوانب التعليمية والتي يعتبر المعلم فيها القاسم المشترك الرئيسي، فأطلقت جائزة الشارقة للتميز التربوي ضمن فئاتها جائزة للمعلم المتميز تقديراً لدوره في المنظومة التعليمية، لتبادر هيئة الشارقة للتعليم الخاص بإطلاق مشروعها الريادي الذي تفردت به، حين أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن مشروع سلطان القاسمي للتوطين.
وتتكشف أهمية هذا المشروع في عدة مواطن، أبرزها برنامج «معلم وافتخر» الذي انبثق عنه، ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة، وذلك تأكيداً على أهمية المعلم وضرورة دعمه وتشجيعه وتمكينه من خلال توفير الأدوات والإمكانات التي من شأنها تعزيز قدراته وخبراته وصولاً به إلى مرحلة التميز والتفرد.
وبرأيي أن إطلاق هذا البرنامج يعد أكبر تعبير عن احترام المعلم وتقدير مكانته، لأنه يأخذ بيد الراغبين والشغوفين بهذا الميدان، ويمنحهم فرصة التحول إلى صانعي أجيال، بعد عدة دورات تدريبية، تقودها جامعة تحمل اسم الشارقة.
وفي الخلاصة فإن دور المعلم من الأهمية بمكان، فهو القدوة المفترضة الذي بكلمة تحفيزية منه قد يحول طالباً إلى عالم، وهنا لا بد لي من تذكير المعلمين الذين نجلهم ونحترمهم بأهمية انتقاء الأسلوب التعليمي، والوسيلة التدريسية التي تجد طريقها إلى قلب الطالب قبل عقله، لأن هذا القلب سيحتفظ بذكريات مفعمة بمشاعر نبيلة واحترام وتقدير للمعلم ولو بعد مائة عام.

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"