تحقيق: محمد إبراهيم
«قمْ للمعلم وفّه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا»، هكذا لخص أمير الشعراء أحمد شوقي، مكانة رسل العلم في ميادين المعرفة، إذ يعد المعلم منارة العلم التي تضيء طريق الأجيال، وهو مصدر للقيم وغرس الأخلاق والصفات الحميدة والمبادئ في نفوس الأبناء.
يعرف في المجتمعات بحجر الأساس لنهضة الأوطان وصانع الأجيال، فبعلمه تزهو العقول وتتفتح الأذهان، وبيده يُصنَع الرجال، «الوزير، والطبيب، والمهندس، والقاضي، والمحامي، والفنان»، وأجمعت آراء قيادات وتربويين، على أهمية دور المعلم ومكانته في المجتمع، إذ يعد محوراً رئيسياً لصياغة ملامح الغد، لذا استحق عن جدارة أن تقف له المجتمعات «احتراماً وتقديراً».
نحتفي باليوم العالمي للمعلم الذي يصادف الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول في كل عام، والتقت «الخليج» عدداً من بناة الأجيال، لتطلع على رؤاهم المستقبلية، وتتعرف إلى آرائهم واحتياجاتهم خلال هذه المناسبة التي تجمع كل مجتمعات العالم، احتفاء بعظمة دورهم.
تعددت رؤى المعلمين للمستقبل، وركزت طموحاتهم على إيجاد استراتيجيات حقيقية تدعم مسيرتهم، لمواكبة المستجدات، في ظل الأزمات التي تفرض عليهم العديد من الأدوار الجديدة، مؤكدين إيمانهم بالرسالة السامية، ودورهم في صون الأمانة، والاستمرار في مهامهم مهما كانت التحديات.
والطلبة في الإمارات جسّدوا أرق مشاهد الحب والمودة والتقدير والاحترام لمعلميهم، إذ استقبلوا معلميهم أمس الثلاثاء، بالورد والهدايا التذكارية تعبيراً عن فضل المعلم ومكانته، في وقت تحتفي «الخليج» مع ميادين العلم، باليوم العالمي للمعلم، وترصد الاحتفالات بهم هذا العام، وأبرز المستجدات والتحديات التي تواجه رسل العلم في المرحلة الراهنة، وأبرز تطلعاتهم للمستقبل.
أساس النهضة
البداية كانت مع وزير التربية والتعليم حسين الحمادي، الذي أكد أن المعلم أساس النهضة التعليمية في المجتمعات، إذ يمتلك المهارات والإبداع والقدرة على التطوير والتأثير الإيجابي في الطلبة، لاسيما وأن النجاحات التعليمية التي تحققت أساسها المعلم، لأنه الأقرب إلى الميدان ومعرفة التحديات والممكنات والأدوات الكفيلة بالعبور بالطلبة إلى الريادة العلمية.
وأشار إلى أهمية دعم وتطوير مهارات المعلمين، وربطهم بواقع التعليم المعاصر والقدرة على الممارسة الفعلية للأساليب والممارسات التعليمية الحديثة، والتعريف بحلول التعليم والتعلم الرقمي من خلال التدريب التخصصي المستمر.
وهنأ الحمادي جموع المعلمين، بيومهم، قائلاً: نبارك للمعلمين بمناسبة يوم المعلم العالمي، هذه المناسبة التي تأتي تقديراً وتكريماً لقامات تربوية ومورد تعليمي لا ينضب.
صانع الأجيال
من جانبها، أكدت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، أن المعلم يعد صانع الأجيال وملهمها، ومحطة من خلالها تواصل الأمم تقدمها، وقدمت بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، إلى المعلمين والمعلمات التهنئة، مخاطبة إياهم بأنهم ركيزة التعليم في الدولة، وبهم تتحقق الآمال والتطلعات بغد أجمل لأجيالنا.
جميلة المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام رئيسة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، باركت للمعلم يومه، مشيدة بتفانيه وإخلاصه وعطائه الكبير في مواصلة مسيرة التعليم رغم ما يحيط بنا من ظروف صحية راهنة عصفت بقطاع التعليم في بلدان العالم، وهذا شيء يحسب له ويزيد من ثقتنا بأن مسيرة التعليم وطلبة العلم في يد أمينة.
عطاءات المعلم
أكدت فوزية غريب الوكيل المساعد لقطاع العمليات المدرسية، أن صناعة المجتمعات تبدأ بالمعلم، موضحة أن تمكينه في المجتمع ضرورة ملحّة، إذ تتركز مسيرته على بناء رواد الحاضر والمستقبل، ورسالته تهيئة الأبناء لإدارة مجتمع اقتصاد المعرفة، وهنا تكمن أهمية الدور الريادي للمعلم.
أساليب مبتكرة
في وقفة معها أكدت محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن جميع أطراف الميدان التربوي معنيون بهذا اليوم الذي يعتبر تكريماً لمسيرة المعلم وإنجازاته، موضحة أن المعلم هو صانع القادة والرواد، ورفعت أسمى آيات التهنئة إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بمناسبة احتفال الدولة باليوم العالمي للمعلم.
رسالة سامية
وأكد علي الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن المعلم يحمل رسالة سامية، تضع على عاتقه العديد من المسؤوليات الجسام، لذا نعمل للارتقاء بالمعلم ودعمه، وأن تكريمه يعتبر واجباً وطنياً، يستدعي تقديره وتكريمه من خلال مواصلة طرح المبادرات، وابتكار البرامج والفعاليات التي تسهم في تعزيز مكانته.
وراء كل نجاح
صلاح الحوسني رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين، أكد أن المعلم وراء كل نجاح وإنجاز، لاسيما وأنه العنصر الأساسي في بناء الأجيال ورفعة المجتمعات، مشيراً إلى أهمية الاحتفال بالمعلمين في يومهم الذي يجمع العالم بكل فئاته، مشيداً بدور وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي في دعم المعلم وتعزيز مكانته.
مصدر المعارف
قال التربوي علي بن محيل البدواوي، إن المعلم مصدر المعارف ونور العلم، بقدراته ومهاراته تمحى ظلمات الجهل، ويهل على العقول نور المعرفة والفكر التنويري، لتنجلي الأذهان وتكتمل الصورة فيها، فالمعلم يبث القوة الكافية في نفوس وعقول الأبناء لتمكينهم من مجابهة الصعوبات.
احتياجات وتحديات
وفي لقاء مع عدد من المعلمين، صناع الأجيال، ترى خلود محمد وزياد محمد، ونجلاء وائل، وزهرة عاطف وخالد محمد، وأسيل الخطيب، ووفاء الباشا، وهاني حمزة، وإبراهيم القباني، وريبال غسان العطا، من مختلف مدارس الدولة، أن المعلم يحتاج إلى استمرارية في تطوير إمكاناته وطاقاته ليواكب المستجدات الحديثة، التي تتطلب منه استخدام التكنولوجيا والوسائل التعليمية الالكترونية، لدعم الطالب.
مشاهد التبجيل
في مشاهد تجسد الحب والاحترام والتبجيل من الطلبة لمعلميهم في مختلف مدارس الدولة، استُقبل المتعلمون مربو الأجيال بالورود والهدايا التذكارية، تعبيراً منهم عن سعادتهم، ومشاركة فاعلة منهم للمعلمين في اليوم الذي يحتفل العالم بالمعلم.
واحتفل طلاب المدرسة الأمريكية الخليجية بمعلميهم، بمناسبة يوم المعلم العالمي. ونثر الطلاب محبتهم وامتنانهم لمعلميهم ومعلماتهم بأعذب عبارات العرفان والشكر.
أصحاب البذل والعطاء
هنأت جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، جموع المعلمين بمناسبة يوم المعلم العالمي، واصفة هذه المناسبة بأنها عميقة، وتجسيد رمزية ومكانة أصحاب البذل والعطاء، رواد المعرفة.
