عادي

الأسنان.. وجع الأمريكيين المحرومين من التأمين

00:58 صباحا
قراءة دقيقتين

تجوب طبيبة الأسنان روزلين كيلوم، أنحاء الولايات المتحدة لمعالجة آلاف الأشخاص غير القادرين على تكبّد نفقات العناية بأسنانهم، إذ لم تعد هذه الحاجة الصحية والجمالية أولوية لكثيرين يعانون مشكلات مالية في أقوى اقتصاد عالمي.

وتقول كيلوم مديرة مؤسسة «ميشن أوف ميرسي» الخيرية التي تقدم خدمات طبية مجانية ورعاية بالأسنان للأمريكيين المحرومين في ولايات عدة «هم يختارون بين العناية بأسنانهم ودفع فواتير السكن أو الطعام أو التنقلات».

وكانت خطة الإنفاق الاجتماعي الشاملة التي وضعها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وأُطلق عليها اسم «بيلد باك بِتر»، تتضمن في الأصل سداد تكاليف رعاية الأسنان للمستفيدين من برنامج الرعاية الصحية العام الذي يستهدف كبار السن والمعوقين. لكن في ظل المقاومة من المعارضة الجمهورية، وبعض أعضاء الكونجرس من حزبه الديمقراطي، سُحب الاقتراح من بنود الخطة، وخُفض المبلغ إلى 1750 مليار دولار.

وعارضت رابطة أطباء الأسنان الأمريكيين (إيه دي إيه) النافذة في البلاد، أيضاً تمديد السداد، معتبرة أن الإجراء يجب أن يطال الأشخاص الأكثر فقراً فقط.

وقال العضو التقدمي في مجلس الشيوخ، بيرني ساندرز، إن «إبقاء الأسنان في فمك مع تقدمك في السن لا ينبغي أن يكون رفاهية في هذا البلد».

ولا تملك ماريا هيرنانديز، وهي مساعدة صحية منزلية تبلغ 53 عاماً، في واشنطن، أي بوليصة تأمين على الأسنان، ولا يمكنها دفع تكاليف الرعاية بنفسها. وقد سعت للحصول على العلاج في عيادة تديرها منظمة «بريد فور ذي سيتي» التي توفر الغذاء والرعاية الصحية للمجتمعات المحرومة في العاصمة الأمريكية.

وتشير ماريا هيرنانديز إلى أن صديقة لها لم يكن لديها أيضاً أي تغطية للأسنان، ولم تكن تعرف الجمعية، كانت تعاني ألماً شديداً في إحدى أسنانها لدرجة أنها حاولت خلعها بنفسها.

وتقول «الوضع سيئ حقاً، كثير من المقيمين في جنوب واشنطن لا يستطيعون تكبد نفقات العناية الطبية الباهظة للغاية». وتكرر قائلة «رواتبنا متدنية ولا يمكننا الدفع».

وأظهرت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة «كايزر فاميلي فاونديشن» أن 24 مليون أمريكي، أو ما يقرب من نصف المستفيدين من برنامج «ميديكير»، ليست لديهم أي تغطية للأسنان.

ويكلّف شراء بوالص تأمين من الشركات الخاصة مبالغ طائلة، كما أن تكاليف طب الأسنان باهظة للغاية، إذا ما اضطر المرضى ليسددوها بأنفسهم، وتراوح بين عدة مئات من الدولارات لإجراء فحص روتيني، إلى آلاف الدولارات مقابل حشو الأسنان. وتقول مؤسسة كايزر إن ما يقرب من نصف مرضى «ميديكير» لم يذهبوا إلى طبيب الأسنان في عام 2020. وإضافة إلى الألم الجسدي وخطر حدوث مضاعفات على الصحة العامة، فإن نقص الرعاية الطبية بالأسنان له آثار نفسية أيضاً. وعلى سبيل المثال، لا يجرؤ الأطفال على الابتسام أو التعبير عن أنفسهم خلال الحصص الدراسية، كما يُحرم البالغون من فرصة العثور على وظائف، خصوصاً في قطاع الخدمات. وتقول راندي أبرامسون، المسؤولة الطبية في «بريد فور ذي سيتي» إن «رؤية مدى افتخار الأشخاص عندما يضعون طقم أسنان أمر يفطر القلب». وتشير إلى أن ذلك يجعل هؤلاء الأشخاص «مندهشين وتصبح لديهم ثقة أكبر بأنفسهم، ويمكنهم أن يبتسموا مجدداً. وهذا يحدث فرقاً كبيراً في حياة شخص ما».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"