شاركت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ومؤسسة شركة «أناسي» للإعلام، بجائزتين في مجال النقوش الكتابية على الصخور، في الدورة ال 24 للمؤتمر الدولي للمجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، وسلم د.محمد الكحلاوى رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب الفائزين الجائزتين في حفل افتتاح المؤتمر الذي أقيم مؤخراً بمقر الاتحاد بمدينة الشيخ زايد بمصر.
وفاز بالجائزتين وقيمة كل منهما ألف وخمسمئة دولار، د.محمد جلال محمود، مدرس بقسم آثار شبه الجزيرة العربية كلية الآثار والإرشاد السياحي، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ود.محمود سالم غانم، مفتش أول بمنطقة آثار الشرقية بوزارة السياحة والآثار.
وتهدف الجائزتان المتخصصتان في النقوش والكتابات العربية علي الصخور والأحجار إلى التشجيع على رصد وجمع أهم الاكتشافات الخاصة بالنقوش والكتابات العربية على الصخور والأحجار، ورفد الموقع الإلكتروني «بوابة النقوش العربية» بمجموعة جديدة من النقوش العربية، والذي بدوره يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية هذا الإرث الثقافي الضخم، والحفاظ على الهوية والتاريخ العربي وإفادة الباحثين والدارسين بالمعلومات الموثقة المطروحة، والنشر والحفاظ على التاريخ العربي المشترك بين الدول العربية من المشرق إلى المغرب.
وأوضح د.محمد الكحلاوى أن جائزة سفيرة الثقافة العربية لدى (الألكسو) تدل على مكانة الاتحاد العام للآثاريين العرب في الوطن العربي عبر 25 عاماً من العطاء الدائم من مؤتمرات علمية وجوائز عينية ومادية ومنح للمتميزين في الماجستير والدكتواره ودورات تدريبية وورش عمل عبر المراكز الإقليمية في تخصصات عديدة بالاتحاد.
وأوضح أن جائزتي النقوش العربية تعد هي المبادرة الأولى في هذا المجال وأن موقع «بوابة النقوش العربية» الذي أسسته الشيخة اليازية ستنشر فيه هذه البحوث يعتبر من أهم مشاريع حماية التراث على مستوى الوطن العربي، وخصص للجائزة مجلس أمناء ولجنة تحكيم من أساتذة الجامعات المتخصصين من المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية وجمهورية مصر العربية.
وأعرب الكحلاوي عن تقديره للقائمين عليها متطلعاً للمزيد من التعاون في الدورات المقبلة وإطلاق مشاريع وفعاليات مشتركة جديدة
وذكر د.عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامي للمجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب أن الباحث د.محمود سالم غانم، مفتش آثار أول بمنطقة آثار الشرقية بوزارة السياحة فاز ببحث بعنوان «نقوش نبطية غير منشورة من موقع عين حُضْرة بجنوب شبه جزيرة سيناء»، تناول 26 نقشاً نبطياً تنشر لأول مرة، وتقع «عين حُضرة» بالقرب من مدينة نويبع بجنوب سيناء على طريق سانت كاترين. وتعد من المواقع الأثرية المهمة والتي كانت مقصداً لقوافل التجارة القادمة من بلاد العرب إلى مصر وشمال إفريقيا لوجود عين مياه وواحة خضراء بالمكان.
وقال ريحان: دراسة هذه النقوش كشفت عن نواحي ودلالات حضارية أهمها وجود الأنباط (قبائل عربية) في منطقة عين حُضرة لتوافر المياه بها وكان هذا الوجود بدافع العمل في التجارة والتعدين إذ إن هذه النقوش التذكارية هي نتاج القوافل التجارية المارة بالمكان في اتجاهها إلى مصر وإفريقيا، مع استقرار فريق من الأنباط في شتى سيناء بغرض العمل في التعدين خلال العصر الروماني.
وفاز د.محمد جلال محمود بالجائزة عن بحثه «نقوش نبطية جديدة من وادي الزرانيق بجنوب سيناء». وتناول البحث عدداً من النقوش النبطية غير المنشورة، لفت الانتباه إليها سامر صمويل أحد رواد السفاري بجنوب شبه جزيرة سيناء أثناء مروره بمنطقة وادي الزرانيق متجهًا نحو وادي الزلجة أحد أودية جنوب شبه جزيرة سيناء التي تصب في خليج العقبة، ويعد وادي الزرانيق ضمن خمسة مواقع للرسوم والنقوش الصخرية في جنوب سيناء تم نشرها حديثاً، تبعد 30 كيلومتراً عن سانت كاترين، احتوت على العديد من النقوش والرسوم الصخرية التي تؤرخ لفترات زمنية مختلفة ونُفذت بعدة طرق، وتبين أنها نقوش تذكارية قصيرة كُتبت بالقلم النبطي، المعروف بكثرة في سيناء والسواحل الشرقية للبحر الأحمر، وتبين للباحث أن هذه النقوش النبطية بهذا الموقع لم يتطرق إليها أحد من المتخصصين وأنها غير منشورة.
