عادي
مؤتمر وزراء الثقافة العرب يختتم أعماله

دعوات لتعزيز التعاون والانفتاح على العالم

00:13 صباحا
قراءة 4 دقائق
وزراء الثقافة العرب في ختام المؤتمر

إكسبو 2020 دبي: الخليج
اختتمت، مساء أمس الاثنين، أعمال الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، التي استضافتها الإمارات على مدار يومين في إكسبو 2020 دبي ونظمتها وزارة الثقافة والشباب، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، وبمشاركة 18 وزيراً مسؤولاً عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلم والثقافة «الإيسيسكو»، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، والمجلس العالمي للمعالم والمواقع «إيكوموس»، والهيئة العربية للمسرح.

قالت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، رئيس الدورة: يعد المؤتمر منصة رئيسية لتعزيز آفاق التعاون الثقافي العربي، وبلورة أبعاده الجديدة، لتعزيز حضور الثقافة العربية والارتقاء بها، لذا تحرص الإمارات على التعاون الاستراتيجي مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في الجوانب المتعلقة بمجالات عملها كافة، موضحة أن استضافة هذا المؤتمر، هو ترجمة لرؤية قيادتنا الرشيدة في دعم الثقافة العربية باعتبارها الجسر الذي يربط بين شعوب المنطقة.

وأضافت: استطاع الوزراء خلال أعمال المؤتمر تحقيق رؤية ثقافية عربية طموحة، بنقاشهم لعدد من المواضيع التي تُعنى بالشأن الثقافي العربي المشترك، وعلى رأسها مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية، ومقترح الإلكسو حول وضع نظام لسفير الثقافة العربية، واستعراض خارطة العمل الخمسية للملفات العربية المشتركة لتسجيل التراث غير المادي مع اليونيسكو، لافتةً إلى أن حوار الوزراء مع الشباب العربي، شكل نموذجاً ملهماً لما يجب أن يكون عليه التواصل بين صناع القرار في القطاع الثقافي والفئة المستهدفة لوزراء الثقافة. وشكرت الكعبي الوزراء والحضور كافة على مشاركتهم في أبرز الفعاليات التي عقدت بالتوازي مع المؤتمر، والتي شملت افتتاح قمة اللغة العربية وجائزة ومهرجان البردة، وأشارت إلى أن المؤتمر تم تتويجه بإعلان الإمارات للغة العربية والذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

مرحلة جديدة

من جانبه قال الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: افتتحنا مرحلةً جديدةً للعملِ الثقافي في بلداننا العربية بفضل الخطة المُحدَّثة للثقافة العربية، وبفضل المشاريع الثقافية العربية المشتركة التي ستعزز تعاونَنا العربيّ وستوفر الإحاطةَ والمساعدةَ لمستحقيها، وستؤمن التأهيل الضروري لكوادرنا ولمؤسساتنا الثقافية في عديد المجالات، كما ستمنح دولنا العربية الفرصة لأن تكون في مستوى المناسبات الإقليمية والدولية القادمة.

وأضاف: ستظل منظمة (ألكسو) على عهدها في احتضان المشاريع العربية المشتركة ودعمِها وتأطيرها، وستعمل على متابعة وتنفيذ مخرجاتِ هذا المؤتمر ولاسيما المشاريع التي تم اعتمادها من طرف الوزراء، وسنواصل مدَّ جسور التعاون والحوار مع كل الشركاء الذين نتقاسم معهم نفس المبادئ ونفس القيم، وسنكون خير سفير لثقافتنا العربية في مختلف المحافل الدولية وسنعمل على جعل تراثنا منبع هويتنا ومصدر افتخارنا وأحد ركائز اقتصادياتنا.

وركّزت الدورة الثانية والعشرين على جملة من الموضوعات، أبرزها تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها الذي تصدره الوزارة بالشراكة مع المجلس الاستشاري للغة العربية؛ وبحث سبل التعاون لإطلاق مشاريع جديدة في مجالات الثقافة والتراث واللغة العربية وتطويرها.

ورحب وزراء الثقافة العرب في نهاية أعمال المؤتمر، بطلب المملكة العربية السعودية استضافة المؤتمر في دورته الثالثة والعشرين المزمع تنظيمها سنة 2022.

مراجعة

وألقت نورة بنت محمد الكعبي بيان الدولة في ختام أعمال المؤتمر الذي حمل عنوان «مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها» ومما جاء فيه: انعقدت الدورة الثانية والعشرون لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن في ظرف تواجه فيه الثقافة العربية تحديات متعددة ومتزايدة تفرض عليها إعادة صياغة شاملة لأولوياتها وأهدافها وطرق عملها، وفي مقدمتها متغيرات العالم الجديد التي تمس الثقافة العربية في خصوصياتها ومرتكزاتها الفكرية والاجتماعية والتربوية، إضافة إلى تطور سياسات الحوكمة الثقافية وثورة المعلومات وسطوة المنصات الرقمية، وحالات الطوارئ والأزمات كأزمة كوفيد-19 التي خلخلت المفاهيم وقلبت أولويات العالم ورسخت القناعات بدور الثقافة ومكانتها في الظروف العادية والاستثنائية.

وتابعت الكعبي البيان قائلة: من هنا وعلى ضوء التحديات التي تواجه الثقافة العربية ناقش المؤتمر نتائج مشروع مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها باعتبارها موضوعاً رئيسياً، انطلق مشروع المراجعة من استعراض تحليلي لأهم التطورات التي ميزت المشهد الثقافي العربي خلال العشرين المنصرمة، وما اكتنف هذه التطورات من ملابسات وما حاق بها من مستجدات سياسية واقتصادية واجتماعية وما أفرزته من تحديات ورهانات جديدة. كما بحث المؤتمر سبل وآليات تعزيز الوحدة الثقافية العربية وضمان استدامتها من خلال بناء مجتمعات المعرفة المتعددة والشمولية، وضرورة انفتاح الثقافة العربية على ثقافات العالم، وتعزيزالعلاقات مع الثقافات الإنسانية والإسهام الفاعل في صياغة المشروع الحضاري الإنساني في إطار قيم الاختلاف والتنوع، مع مراعاة خصوصيات الثقافة العربية.

وأضافت: في ختام أعمال المؤتمر عبر الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي عن عظيم شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات العربية المتحدة على حسن التنظيم والاستقبال وكرم الضيافة.

وأوصى الوزراء في البيان بالعمل على الاستفادة من مخرجات مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية والاستئناس بها في تطوير الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الثقافية وبرامج التعاون المشترك، ودعوا إلى تنظيم ورش ولقاءات لتقديم الخطة الشاملة للثقافة العربية والتعريف بها لدى الفاعلين في المجال الثقافي، وعبروا عن اعتزازهم بمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدول العربية في المجال الثقافي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"