إلى متى؟

23:45 مساء
قراءة دقيقتين
3

عيسى هلال الحزامي

** الهم ليس واحداً، ولا يكون هو نفسه عندما تصبح مسؤولاً، خصوصاً إذا كانت المسؤولية بحجم رئاسة المجلس الرياضي في إمارة مهمة وكبيرة كالشارقة. ولأنني اعتدت على تحمل المسؤولية منذ وقت مبكر، أعرف جيدًا ما تعنيه المسؤولية وما تقتضيه من صاحبها، لاسيما أنني خبرتها على صعيدي العمل التطوعي والعمل الرسمي، والذي يمكنني التأكيد عليه الآن في هذه المقدمة أنها أمانة ودور قبل أن تكون تكليفاً أو وظيفة، كما أنها تزداد صعوبة وثقلاً مع اتساع دائرتها، ومعها وبها يشعر المرء دائماً بأنه مهما فعل ومهما عمل سيكون مقصراً، لأن أفق الطموح أكبر بكثير من مساحة الواقع الذي نتحرك فيه.

** لا أدري هل ذاك الشعور الذي أعانيه بتأنيب الضمير عما آل إليه حال الرياضة في الإمارات، يشعر به غيري من المسؤولين بنفس الدرجة أم لا؟ لكنني حقاً أشعر بمسؤولية كبيرة حيال التكليف الذي أولاني إياه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة برئاسة المجلس الرياضي، ولقد تضاعف الإحساس بها أضعافاً مضاعفة وقتما قال لي سموه إن الرياضة رسالة تربوية، وإنه لا يبغي سوى أن يرى علم الإمارات مرفوعاً في المحافل الدولية بإنجازات مشرفة من أبنائه وبناته، فالعبارة كانت قصيرة مباشرة، لكنها كانت مفعمة بكل المهام والواجبات التي من شأنها أن تصوغ التوجه ومنهاج العمل.. والأهم أنها كانت برؤية واسعة تستهدف علم الدولة، والإمارات كلها، لا الشارقة وحدها.

** مؤخراً، مع جملة الانتكاسات التي شهدتها الساحة في كرة القدم وسواها من الألعاب.. ومع القناعة بأن مردود الحركة الرياضية لا يتناسب أبداً مع الدعم الذي تجده من القيادة الرشيدة.. ومع توالي الانتقادات التي تطال المؤسسات لغياب الرؤية الإستراتيجية ومعاني الحوكمة والرقابة والمحاسبة.. أراني واقعاً تحت وطأة الإحساس بالمسؤولية والذنب أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يدفعني لإطلاق هذه الصيحة من هذا المنبر، لكل الغيورين على حاضر ومستقبل رياضة الإمارات، لكي نفيق جميعاً من سباتنا، ونصحح المسار قبل أن تستفحل مصيبتنا.

** ولكل الشركاء في المسؤولية أقول: دعونا نتغاضى عن حساباتنا الضيقة ونتطلع لمصلحة رياضة الإمارات بكل نزاهة وتجرد ونكران ذات، فالوقت يمضي، والعالم من حولنا يحقق قفزات متلاحقة بينما نحن نراوح في أماكننا، وحقاً لا أدري إلى متى سنقبل بهذا الهوان الرياضي.. وإلى متى ننتظر.. إلى متى؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"