كثر في هذا العصر لبس الأقنعة، حيث بتنا نغطي وجهنا الحقيقي بقناع يخفي ما يدور في عقولنا من أفكار ويجيش في قلوبنا من مشاعر. نستيقظ كل يوم، نرتدي أقنعتنا الخاصة بحرفية عالية، ثم نتوجه إلى أعمالنا لتبدأ مسرحية لعب الأدوار. فما الدور الذي تلعبه؟.
هل تمثل دور الموظف المطيع الذي ينفذ الأوامر دون اعتراض، لكنه في صميمه ناقم على صانعي القرار في شركته؟ أم تجيد دور الموظف الماكر الذي يبتكر مخرجاً من كل أزمة، بينما تكره في قرارة نفسك الخداع والمراوغة؟ أم تلعب دور الأخ الكبير لجميع من حولك، في الوقت الذي تتنصل فيه من مساعدة الزملاء الجدد خوفاً على كرسيك الوثير؟!.
عادة ما يولي أصحاب العمل والمدراء اهتماماً شديداً بأصحاب الكفاءات العالية والخبرة الطويلة، متجاهلين أهمية الشخصية في تحقيق النجاح. تراهم يضعون ألف شرط وشرط كي يوظفوا أحداً، ويسارعون دون تفكير وتمحيص إلى توظيف المتخصصين في المجال الذي يطلبونه من غير أن ينتبهوا إلى معايير لا تقل أهمية عن المهارات والإمكانيات، من بينها شفافية الموظف، وتطابق أقواله مع أفعاله، وجاهزيته لمساعدة الآخرين.
لا شك أن الخبرة ضرورية، لكن المزايا الشخصية أكثر أهمية. فخير لك ألف مرة أن تعين موظفاً حديثاً مبتدئاً في مجاله لكنه يمتاز بالصدق والتواصل الجيد والرغبة في التعلم وتعليم الغير، من أن تعين شخصاً محترفاً لكنه يفتقد أدنى معايير التواصل الجيد، بل ويجيد الخداع وتمثيل الأدوار ليصل إلى غاياته على حساب زملائه في العمل!.
في مقابلاتي الشخصية مع المتقدمين للوظائف وبعد النظر في المؤهلات والخبرات، كنت دائماً أنظر إلى الجانب الإنساني للأشخاص من هواياتهم وكلامهم وطريقة تعاملهم مع الناس، اليوم نحن لسنا بحاجة إلى ذوي الخبرة فحسب، ولا إلى من يرتدي قناعاً يخفي وراءه شخصية مختلفة، بل إلى أصحاب القلوب الصافية النقية، ممن تطابق أفعالهم أقوالهم؛ ليفيض جو العمل بالإبداع الخلاق والانسجام التام بين أعضاء الفريق، ويتحقق النجاح بأسمى صوره.
كفانا ركضاً خلف الخبرات فحسب، فقد آن أوان البحث عن الإنسان الكامن خلف الأقنعة التي يرتديها البعض مكرهين حتى يجدوا موطئ قدم لهم في سوق العمل.
ما فائدة أموال الدنيا بأسرها، إذا كان مقر العمل مكاناً للبغضاء والتنافس غير الشريف. ما قيمة المهارات في غياب الأخلاق؟ وما نفع الاحترافية مع انعدام الشفافية؟!.
فلنبحث عن أصحاب الوجه الواحد، ولنعزز أهمية الصفات الشخصية الحميدة في مسألة اختيار الموظف المناسب، ونمهد الطريق لبيئة عمل تسودها المحبة والاحترام وروح التعاون الإنساني.
https://tinyurl.com/2p8t6nm3
مقالات أخرى للكاتب
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
قد يعجبك ايضا
![الصين تطلق دليلاً وطنياً شاملاً لمعايير صناعة الذكاء الاصطناعي الصين تطلق دليلاً وطنياً شاملاً لمعايير صناعة الذكاء الاصطناعي](/sites/default/files/2024-07/6139530.jpeg)
![مصر.. التشكيل الكامل لحركة المحافظين مصر.. التشكيل الكامل لحركة المحافظين](/sites/default/files/2024-07/6139528.jpeg)
![اجتماع متوقع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن أواخر يوليو اجتماع متوقع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن أواخر يوليو](/sites/default/files/2024-07/6139524.jpeg)
![مصطفى مدبولي مصطفى مدبولي](/sites/default/files/2024-07/6139510.jpeg)
![تعرّف إلى تشكيل الحكومة المصرية الجديدة تعرّف إلى تشكيل الحكومة المصرية الجديدة](/sites/default/files/2024-07/6139491.jpeg)
![بايدن يعزو سوء أدائه بـ«المناظرة» لإرهاق السفر.. وهاريس: سنهزم ترامب بايدن يعزو سوء أدائه بـ«المناظرة» لإرهاق السفر.. وهاريس: سنهزم ترامب](/sites/default/files/2024-07/6139488.jpeg)
![مقتل 6 أشخاص في جنوب شرق الكاريبي جراء الإعصار «بيريل» مقتل 6 أشخاص في جنوب شرق الكاريبي جراء الإعصار «بيريل»](/sites/default/files/2024-07/6139485.jpeg)
![موسكو تسجل أعلى درجة حرارة منذ 134 عاماً موسكو تسجل أعلى درجة حرارة منذ 134 عاماً](/sites/default/files/2024-07/6139483.jpeg)