أبناؤنا وريادة الأعمال

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

كيف نبني جيلاً قادراً على البدء بمشاريع تجارية؟ كيف نحقق الريادة في الأعمال؟ كيف نشجع أبناءنا على العمل في مشاريعهم الخاصة وهم في مراحل حياتهم الأولى؟
 تدريب الطلاب وتقديم الاستشارات لهم، وهم على مقاعد المدرسة، ضروريان لاستكشاف فرص ريادة الأعمال، التي ستدعم الهدف الرئيسي للدولة، لتكون مركزاً عالمياً لريادة الأعمال والابتكار.
الواقع أن المناهج المدرسية تفتقر إلى ركن أساسي في تثقيف الطلاب في أساسيات التجارة والأعمال، فهي لا تدرّس في الجامعات رغم أهميتها، ورغم توجه الدولة إلى تشجيع الشباب على الإقبال على مشاريعهم الخاصة، ولكن لا يوجد تأسيس صحيح للطلبة؛ فتلك المواد العلمية المتعلقة بالتجارة والأعمال مهمة، مثل الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية. 
يتخرج الطالب في المدرسة ثم الجامعة، ولا يعرف أبجديات التجارة، ومن يبدأ فعلياً في رحلة العمل الحرّ، يكون بمجهوده الذاتي، واطلاعه المستمر على تقنيات العمل التجاري، والتعلم الذاتي عبر منصّات التواصل، والحرص على الاستفسار ممن سبقوه بالتجربة، والتعلم من أخطائهم، والاستفادة من تجاربهم، وقد لا تصله الكثير من المعلومات نتيجة عدم إلمامه الكبير بالأمر، فقد تكون أسئلته واستفساراته غير صحيحة. 
وبعضهم قد يجازف وليس لديه إلمام كامل، ولا يوجد من حوله من يرشده إلى الطريق الصحيح، في تأسيس المشاريع، ما قد يرتب تعثره، وتراكم الديون عليه، وتركه هذا المجال، رغم شغفه في العمل الحر. وسوف نخسر مشروع مستثمر جديد، لم يجد البنية التأسيسية الصحيحة، ولم يجد من يرشده إلى الخطوات الأساسية. 
إدراج أساسيات المشاريع التجارية في المناهج المدرسية ضروري لتأهيل الشباب لمرحلة جديدة في عالم التجارة، وخلق مستثمرين جدد في عالم ريادة الأعمال، فتلك مهارات مهمة في الحياة، تتمثل في أساسيات الأعمال التجارية، من كيفية اختيار المشروع، إلى دراسة السوق، إلى كيفية عمل دراسة جدوى، ووضع الميزانية الصحيحة، وكيفية اختيار موقع المشروع وآلية التطوير والتوسعة، وغيرها.. لأن من الجيد أن يتشربها الطالب عاماً بعد عام، ليكون مدركاً لكل التفاصيل عند تخرجه، ويبدأ خطواته العملية الصحيحة بعد التخرج. 
شباب الإمارات لديهم الشغف والطموح، وفعلياً نجد الكثير منهم لهم محاولات في بدء مشروعهم في مقتبل العمر، وتأهيلهم بالطريقة الصحيحة مكسب لهم وللدولة، بخلق جيل واعٍ قادر على صنع مشاريع تصل إلى العالمية، وتحقق تقدماً ملموساً محلياً ودولياً، وهذا سيتحقق بالعمل على نشر تلك الثقافة منذ الصغر، وتدريبهم بمواد نظرية وعملية، من أجل التحليق في عالم التجارة بثقه وتميز وتفوق.
 الكثير من المهارات الضرورية حان الوقت لإدراجها في المناهج المدرسية، وتأهيل الطلاب لرحلة الحياة العملية، ومعرفة شغفهم وميولهم منذ المراحل الأولى. 
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"