عادي

مهرجان أبوظبي يحتفي باليوم العالمي للغة الأم

00:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
د.علي بن تميم وسلطان العميمي وتاج السر حسن

أبوظبي: «الخليج»

ضمن فعاليات دورته التاسعة عشرة تحت شعار «فكر الإمارات: ريادة إبداع- حرفية إنجاز- بناء حضارة»، استضاف مهرجان أبوظبي في معرض «إمارات الرؤى 2.. سردٌ ووعدٌ» بمسرح منارة السعديات، ندوة حوارية بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم؛ سلطت الضوء على أهمية اللغة في إبراز الهوية الثقافية وتوصيل الأفكار والتعبير عن المشاعر، وذلك بحضور هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمؤسس والمدير الفني للمهرجان.

شارك في الندوة الحوارية، التي أدارتها الدكتورة كورين ستوكس، محاضر أول مادة اللغة العربية في جامعة نيويورك أبوظبي، الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، وسلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، مدير أكاديمية الشعر، والفنان والخطاط تاج السر حسن.

علاقات جوهرية

وناقشت الندوة العلاقة الجوهرية بين اللغة والخط والفن، والثقافة والهوية الثقافية بشكل عام، وقدرتها الرمزية على تحقيق التواصل مع الآخرين، حيث رأت هدى إبراهيم الخميس، أنّ الندوة تأتي احتفاءً باليوم الدولي للغة الأم، وتقديراً للغتِنا العربية لغة الإعجاز التي خطّت إرث بلاد وصنعت سيرة الحضارة.

وقالت: «خمسون عاماً من عمر دولتنا شهِدْنا خلالها تنظيم أعرق معارض الكتب، وأهمِّ الملتقيات الثقافية والندوات الحوارية، وأبرز أمسيات الشعر وورش الكتابة والقصة والنثر، واستمتعنا ببهاء الشعر العربي الفصيح والنبطي.

وتابعت: «طوال خمسٍ وعشرين سنة منذُ تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، آمنّا بثلاثية الفن والموسيقى والكلمة، فعقدْنا شراكات التأليف والنشر مع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ودور النشر الإماراتية، وأصدرنا أمهات الكتب والمؤلَّفات، وأطلقنا رواق الفكر ورواق الأدب والكتاب، ركيزَتَيْن للمعرفة فكراً ونشراً وأدباً، كل هذا بحضور عالمي في كبريات المسارح بالكلمة والموسيقى، ومنها الأمسية التاريخية لأول مرة في كارنيجي هول نيويورك، في اليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع الأمم المتحدة».

أسئلة مهمة

ومن جهته، طرح الدكتور علي بن تميم في مداخلته، سؤال اللغة الأم أم لغة الأم، منذ هيرودوت أبي التاريخ وصولاً إلى الشعراء العرب منذ الجاهلية، منتقلاً إلى العلاقة الأقرب بين اللغة والأم ولسانها الأول كما في شهادة جوليا كريستيفا، متوقفاً عند أبي الطيب المتنبي الذي أكسب اللغة العربية ميزتها منذ تلميحه بشوقه إلى جدته التي كاتبها شعراً، وهي التي اكتسب منها مخزونه اللغوي، ذاكراً قصيدة درويش في الحنين إلى أمه.

أما سلطان العميمي فأشار إلى أنّ الحديث عن اللغة يثير نزاعاً داخلياً لديه بين جانب أكاديمي وجانب ذاتي وجداني، فمن يتعمق في لغته الأم يكتشف ما لا يراه الآخر، وقال:«يحمل عنوان الندوة دلالة ذكية إلى ارتباط كل الحضارات بلغاتها الأم، وهنا لا بد من الإشارة إلى علاقة اللغة باللسان العربي على اختلاف لهجاته».

وتطرق العميمي إلى مباحث اللغة وثراء جذور اللغة العربية واشتقاقاتها، حتى يومنا الذي نشهد فيه استخداماً للخوارزميات والذكاء الاصطناعي، مؤكداً أهمية القرآن الكريم كمصدر ديني يثبت أهمية اللغة العربية.

تطور حضاري

بينما تناول الفنان تاج السر حسن علاقة الخط والفن التشكيلي بشكل عام باللغة والهوية خاصة مع انتشار الإسلام قبل ألف وأربعمائة سنة، حيث تطور الخط العربي عبر صفحات المصاحف، وجرى تفعيل الاهتمام بجمالها الكتابة بها، وأكّد تاج السر ضرورة الانتباه إلى تحديات الرقمنة والذكاء الاصطناعي مع تأكيده على استمرار مكانة اللغة العربية وتزايد المتحدثين بها، معتبراً أن في الأبجدية العربية إعجازاً جمالياً بتنوع الخطوط من الكوفي والنسخ والديواني وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"