عادي

العندليب في ذكراه الـ 45.. حضور رغم الغياب

22:22 مساء
قراءة دقيقتين

يحتل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ (21 يونيو 1929- 30 مارس 1977) مساحة جماهيرية كبيرة في قلوب محبيه، على الرغم من مرور 45 عاماً على رحيله، إلا أن معجبيه ما زالوا ينشدون أغانيه منذ بداياته مع الأسود والأبيض، وحتى استحضاره بتقنية الهولوجرام في دبي، مؤخراً.. والعندليب الأسمر لا يعتبر مغنياً فقط، لكنه مثل تياراً رومانسياً عربياً، تربت أجيال متوالية على أغانيه، سواء العاطفية، أو مع الهزيمة والنصر.

الفنان الأسمر ابن قرية الحلوات، محافظة الشرقية (شمال مصر)، لم يجد الطريق أمامه مفروشاً بالورود في الوهلة الأولى لظهوره على جماهير الإسكندرية بأغنية (صافيني مرة) كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952، إذ رفضته الجماهير، وطالبت بمغادرته المسرح، ورغم ذلك، قبله الجمهور نفسه، بل وصفق له تصفيقاً حاراً في العام التالي 1953، بالأغنية نفسها، وكانت بدايته مع النجاح والقبول الجماهيري المستحق عاماً تلو آخر، وحتى الآن.

لم يكن ناجحاً فقط على المستوى الغنائي بـ250 أغنية، بل قدم أيضاً 16 فيلماً خلال مسيرته الفنية، انطلق وسط منافسة شرسة بين فناني جيله، وحتى من سبقوه في الظهور، لكنه استطاع تسجيل الحضور الجارف بأغنياته، وأفلامه، وانغماسه في تيار رومانسي روحي كرد فعل على منغصات الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام 1945، وانطلق العالم بعدها إلى هذا التيار، ملتمساً فيه نسيماً من الراحة الروحية، لمواجهة آثار الحرب، وغنى العندليب للحب، من ألحان محمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي وكمال الطويل، وبليغ حمدي، وغيرهم، ومن كلمات شعراء كُثر معاصرين له، مثل نزار قباني، وعبدالرحمن الأبنودي، وحسين السيد، ومرسي جميل عزيز، وصلاح جاهين، ومأمون الشناوي، وغيرهم.

وبدأت مسيرته في الإذاعة عام 1951 بعد تقديمه قصيدة «لقاء» من كلمات صلاح عبد الصبور، وألحان كمال الطويل.

وأحدث ما ظهر به العندليب، رغم مرور 45 عاماً على وفاته، كانت حفلة تحمل اسم «سوّاح»، في أمسية موسيقية استثنائية بمصاحبة مؤدين وموسيقيين على أنغام مجموعة من أروع أغاني العندليب الأسمر في دبي، خلال يناير 2022، وحضر جمهور العندليب، وتفاعلوا مع حضوره الهولوجرامي، وكأنه حاضر بينهم في خمسينيات القرن المنصرم، بكل تفاصيل الحضور، رغم الغياب المفعم بالرومانسية أيضاً.

رحل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في سن الـ47 عاماً، تاركاً وراءه نصف عمر على فراش المرض، وأعماراً كثيرة يتوارثها الأجيال، تستدعى لحظاتها مع المواقف، ونردد في الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة العندليب كلمات الشاعر مرسي جميل عزيز:

(على طول الحياة نقابل ناس..

ونعرف ناس.. ونرتاح ويا ناس عن ناس

وبيدور الزمن بينا.. يغير لون ليالينا

وبنتوه بين الزحام والناس.. ويمكن ننسى كل الناس..

ولا ننسى حبايبنا أعز الناس.. حبايبنا أعز الناس حبايبنا)..

وهكذا، لا ينسى محبو فن العندليب، أعز الناس، رحم الله الفنان عبدالحليم حافظ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"