عادي
اهتمامه بالمعرفة ألهم الكتاب والأدباء

زايد.. قافية الثقافة

00:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

أبوظبي: نجاة الفارس
أكد عدد من الكتّاب أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استقى سياسته الحكيمة من منابع الثقافة العربية وعززها من حياة البداوة والتراث العريق ما مكنه من الرأي السديد منفرداً بحكمته التي عرف بها، وكان رحمه الله يثقف نفسه بنفسه، يجمع حوله العلماء والمثقفين والشعراء، وكان شاعراً ويحفظ الشعر العربي قديمه وحديثه.

وأضافوا ل «الخليج» أن الشيخ زايد كان شخصية ملهمة للمثقفين فقد كان محباً للأدب والشعر ومشجعاً للثقافة والفكر، له مكانته المرموقة في عالم الشعر يتذوقه وينظمه، خاصة الشعر النبطي الذي يمثل وجدان شعب الإمارات ويعبر عنه.

يقول القاص والروائي حارب الظاهري: «الحكمة دائماً ذات صلة بالثقافة وبالشعر والبلاغة، وقد شجع الشيخ زايد العلم واقترب كثيراً من العلماء وعظّمهم وبجّلهم وعزز رسالتهم كل في حقله حتى تجلى الإبداع في عصره وتبلورت المؤسسات الثقافية، مثل المجمع الثقافي في أبوظبي، وأخذت الثقافة منحى آخر تمثل في التمهيد لثقافة مؤسسية كما حدث في عدد من المؤسسات والصروح عززت مكانة اللغة العربية مثل جمعية اللغة العربية وجمعيات أخرى».

1

يتابع الظاهري: في عهد الشيخ زايد، رحمه الله، تأسست الصحف المحلية التي تزامنت مع بداية الاتحاد وكانت بمثابة حجر الأساس للثقافة، وأكملت معارض الكتب من ناحية أخرى المسيرة الثقافية ما منح المجتمع أسساً ورؤى جسدت المفهوم العام للثقافة، ولا ننسى الجامعات التي بدأت بشكل مبكر بمناهجها العلمية المميزة، وشجع المغفور له التعليم خارج الدولة، وكان متابعاً لرحلة الطلاب في بلدان مثل أمريكا وبريطانيا، ما زاد من حرص الطلاب على رد الجميل لوطنهم، فكان الحصاد في العائد العلمي والثقافي في بناء الإنسان الذي حرص عليه كل الحرص، حيث قال رحمه الله «بناء الإنسان قبل بناء المصانع».

ويلفت الظاهري إلى أن التربية الثقافية الشاملة كانت منهج الشيخ زايد الذي خاطب الشعب على طريقته الشعرية وفي عهده شاهدنا برامج متلفزة لشعراء البادية وصفحات أدبية متخصصة في التراث العربي.

اهتمام دائم

الشاعر خليل عيلبوني يقول: «الحديث عن اهتمام المغفور له الشيخ زايد بالثقافة والعلم، يطول، ويصعب اختصاره، ولقد أتاح لي القدر أن أرافق مسيرة القائد العظيم منذ بداية عام 1971، بحكم عملي في أول صرح إعلامي في إمارة أبوظبي وهو إذاعة وتلفزيون أبوظبي وجريدة الاتحاد. منذ وصلت إلى أبوظبي في الأول من يناير 1971، وبدعم من الدكتور مانع العتيبة قمت بعمل برنامج الذهب الأسود في الإذاعة والتلفزيون وهو برنامج يتناول شؤون النفط في إمارة أبوظبي قبل الاتحاد وإمارات الدولة كلها بعد الاتحاد، كما سجلت مع القائد عدة لقاءات وتحدثت معه وأصغيت إليه يتحدث وخاصة عندما تفرغت للعمل مع الدكتور مانع العتيبة الذي كان لا يفارق الشيخ زايد إلا إذا طلب منه السفر في مهمة خاصة».

مواقف وأحداث

ويذكر عيلبوني: صدر لي أخيراً كتاب (زايد الإنسان) وفيه أوثق لمواقف وأحداث عشتها معه وتظهر جوانب وأبعاد شخصية هذا القائد العظيم، ومنذ الخطوات الأولى لمسيرتي معه، أدركت أنني مع قائد استثنائي يعرف ما يريد ويدرك أن إنشاء دولة حديثة وقوية يتطلب الاهتمام بالإنسان الذي ستقوم هذه الدولة على جهوده وحمله لمسؤولياته وقيامه بالبناء والتشييد على أسس علمية وحضارية تجعل منها صرحاً قوياً يزداد قوة ومِنعة يوماً بعد يوم، وحتى يكون هذا الإنسان جديراً بهذا الدور وهذه المسؤولية يجب أن يتسلح بالعلم والثقافة والتكنولوجيا، لذلك أصدر الشيخ زايد قرارات تشجيع التعليم، ومكافأة الإنسان الذي يقبل عليه، فمنح الرواتب للطلاب والطالبات مع تخصيص وجبة طعام يومية لهم، وقام بفتح المدارس حتى للذين يعيشون في الصحراء بعيداً عن المدينة، وكان رحمه الله يثقف نفسه بنفسه، يجمع حوله العلماء والمثقفين والشعراء، وكان هو نفسه شاعراً ويحفظ الشعر العربي قديمه وحديثه، وكنت أسمعه دائماً يردد هذا البيت: العِلمُ يَبْنِي بُيُوتاً لاَ عِمادَ لَهَا/ وَالجَهلُ يَهْدِمُ بَيْتَ العِزِّ والكَرَمِ

ويقول عيلبوني بناء على تجربة عملية: «إنّ المدارس والجامعات ليست الوسيلة الوحيدة للتسلح بالعلم والثقافة، وزايد أخذ علمه من التجربة وروح القائد المسؤول، وأفتخر أنني وأبناء جيلي من خريجي جامعة زايد، التي أعطتنا علوماً وثقافة لم تعطنا إيّاها جميع المدارس والجامعات التي تخرجنا فيها، إنّ هذا المستوى المشرف الذي وصل إليه المواطنون في الإمارات في العلم والثقافة كان نتاج اهتمام القائد الوالد طيب الله ثراه واهتمام أولاده من بعده».

شخصية فارقة

الكاتبة فاطمة سلطان المزروعي، تقول: «أدرك الشيخ زايد أن منظومة تعليمية قوية تعني ثقافة راسخة ومجتمعاً مثقفاً واعياً بمتطلبات الراهن والفترة الزمنية التي يعيشها، وفي اللحظة نفسها على معرفة تامة بالتحديات المستقبلية، وفي هذا السياق أستحضر كلمات للوالد المؤسس الشيخ زايد حيث قال: «إن تعليم الناس وتثقيفهم في حدّ ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي».

وتوضح أن المغفور له الشيخ زايد كان شخصية ملهمة للمثقفين فقد كان محباً للأدب والشعر ومشجعاً للثقافة والفكر، له مكانته المرموقة في عالم الشعر يتذوقه وينظمه، خاصة الشعر النبطي الذي يمثل وجدان شعب الإمارات ويعبر عنه، ولقد شكل إنشاء المجمع الثقافي بأبوظبي في عهده حدثاً مهماً استطاع المساهمة بنشر الثقافة المحلية والتعريف بها وكذلك تم افتتاح معرض الكتاب في المجمع الثقافي في الثمانينيات وكان له دور كبير في نشر الثقافة ولا يزال مستمراً حتى الآن ونشهد نجاحاته، ولا ننسى نادي تراث الإمارات وأهميته في إمداد الاجيال بالمعارف الثقافية من الشعر والأدب والفن والتعريف بالتراث العريق للأجداد وتاريخ دولتهم.

تأسيس المسرح

وتؤكد المزروعي، أهمية المسرح في الإمارات وقد كان تأسيس المسرح الوطني فكرة من القائد رحمه الله، كما أبدى اهتماماً كبيراً به من خلال دعم الفرق وجمعيات الفنون وغيرها، كما كان هناك دعم للمثقفين وطباعة الكتب والصحف ومراكز البحوث والأرشيف كونها ذاكرة للوطن، واليوم نرتكز على إرث عظيم من الوالد الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، حث فيه على التعليم والثقافة والمعرفة، وهو يقول، رحمه الله، في حفل افتتاح جامعة الإمارات: «إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في خلق أجيال المتعلمين والمثقفين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"