عادي

زينة حسن: «حب في زمن كورونا» يجسد المشاعر الإنسانية بالألوان

22:57 مساء
قراءة 3 دقائق

حوار: مها عادل
زينة حسن موهبة شابة بمقتبل العمر، مهندسة ديكور تجمع بين مهارات الفن التشكيلي التجريدي المعاصر ورسم البورتريه والكتابة الأدبية، تأثرت بفترة انتشار كورونا والعزل المنزلي وحالة التباعد الاجتماعي، وما نتج عنها من مشاعر متباينة عند الكثيرين، ما دفعها إلى ترجمة هذه التجارب الإنسانية الثرية إلى أعمال فنية ولوحات تجسّد هذه المشاعر، وتخلدها باستخدام الألوان والظلال وعناصر الإبداع المختلفة مثل «الجبس والخشب والملح والسكر والقماش»، وأطلقت على مجموعتها الفنية المكونة من 50 لوحة عنوان «حب في زمن كورونا»، وشاركت بمعرضها ضمن فعاليات «إكسبو الشارقة» وحقق معرضها نجاحاً وإقبالاً مبهرين من محبي الفنون التشكيلية، ما حفزها على المضي قدماً بهذا المجال، وشاركت بمعارض فنية بالدولة وتطمح للوصول للعالمية.

1

تقول زينة حسن: «بدأ حبي للفن منذ الصغر؛ حيث ركزت في البداية على رسم الوجوه بالرصاص والفحم، والدي أول من اكتشف موهبتي، فهو مهندس معماري ونحات ورسام، تأثرت به كثيراً، دعمني مادياً ومعنوياً حتى استطعت أن أصل إلى ما أطمح إليه من نجاح، مارست هوايتي في الفنون التشكيلية التجريدية ورسم البورتريه، ومثلت فترة كورونا حافزاً ملهماً لي لإطلاق طاقاتي الفنية والتعبير عن المشاعر الإنسانية الاستثنائية بهذه الفترة بالرسم، وطموحي أن تصل أعمالي الى العالمية».

وتؤكد أهمية الرسم في حياتها قائلة: «عندما أرسم، فأنا أواجه مع سطح اللوحة معركة حياة أو موت، الرسم هو منفذي للهروب إلى شيء أجمل، فعندما أرسم أكون قادرة على أن أعبر عن آرائي بتدرج الألوان وخلطها، أوعن طريق أشكال هندسية أو ملامح غير واضحة، أو ربما مع بقعة ضوء التي قد تقول كل شيء، وبعضها يكون من وحي الخيال لكي أسرد وأروي قضية أو قصة عبر أعمالي».

وعن ملامح معرض «حُب في زمن كرونا»، تقول: «جسد هذا المعرض الكثير من مشاعر الحزن والفرح والشوق والمعاناة من بعد المسافات، عبر مجموعة من اللوحات التي تتداخل فيها الألوان، ويتلاعب فيها الضوء والظلال في تناغم وهدوء لتتوهج المشاعر والأحاسيس من لوحة إلى أخرى واستخدامي للألوان يختلف حسب الحالة التي تمثلها اللوحة، ويوجد نوعان من الألوان بالنسبة للفنان: اللون الذي تراه العين ويحكى دلالة الأشياء كما هي في الطبيعة، والألوان التي يعايشها الفنان أثناء لحظة الإبداع ويعبر عنها».

1

وتضيف: «المعرض محاولة لإلقاء الضوء على مشاعر الناس حول العالم بزمن كورونا، مثل الفراق بين الأحباب والبعد الإجباري وأحياناً الفقد والموت. اللوحات تجمع بين الصمت والسكون وتدفق المشاعر باستخدام كثافة العناصر وثقلها لتعكس هذه الحالات الإنسانية، فيضم المعرض رسوماً لقلب مهشم متكسر وأوردة يمشي فيها دم وحياة، دلالة عن الاستمرار، واستخدمت الجبس في تكوين بعض الخطوط العريضة على شكل طبقات مجسمه كناية عن وجود عوائق وجبال ووديان وحدود تبعدنا ومطارات مغلقة وقوة أكبر من الجميع سببت البعد والتفكك، لكن يبقى الأمل وحب الحياة القوة الوحيدة لمواجهة الأزمات».

وتكشف زينة عن تكوين وعناصر أهم اللوحات في معرضها، وهي لوحة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والرسم يجسد الشيخ زايد بألوان الأكريليك مع استخدام «السكر» و«الملح» وكل مادة تدل على معنى معين؛ حيث يرمز الملح إلى الظروف الصعبة والحياة البسيطة التي عاشها سكان دولة الإمارات قديماً، ويرمز السكر إلى الأيام الجميلة والرخاء والتطور التي يعيشها الآن سكان الإمارات بكل المجالات، من تقدم في العمارة والمشروعات الهندسية المختلفة والامتداد العمراني والأمان والتطور التكنولوجي والحياة المعيشية الهنيئة ونجاح دولة الإمارات بالتحكم والسيطرة على تداعيات الجائحة.

«الحلم» و«العنقاء»

لوحة «الحلم» باللون الأبيض والأسود واخترت هذه الألوان لتعبر عن حالة مبهمة وخفية وشيء من الغموض والمستقبل المجهول، وتجسد حالة من الضياع والتشتت وعدم الاستقرار، وعلى الرغم من الظلال المعتمة التي تتضح بها فإن استخدام الضوء الذي ينساب في لمسات هادئة على وجوه البشر، تتوهج به حروف لافتة بالطرق الصوفية تظهر شخصاً يصرخ ويصارع الحياة. وفرط استخدام الضوء الأبيض لتصوير محاولات الشخص فهم واقعه وتقبل العيش فيه.

وتعد لوحة «العنقاء»، تجسيداً لعظمة هذا الطائر المنسوجة بحضارات روما القديمة وقدرته السحرية على الاحتراق والعودة للحياة من جديد كرمز للصمود وتحدي الصعوبات والتمسك بالحياة، وجسدت هذه اللوحة معاناة البشر بفترة كورونا والصعوبات التي مر بها العالم، ويرمز أيضاً إلى الأمل في الحياة، بعدما دمرنا الخوف والإرهاق النفسي والخسائر البشرية، طائر العنقاء كناية عن القوة والوقوف مجدداً بوجه مصاعب الحياة، وها نحن نعود مجدداً للحياة بعد الذي سببته كورونا بحياتنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"