عادي

شينزو آبي سياسي تولى رئاسة الوزراء لأطول مدة في تاريخ اليابان

09:56 صباحا
قراءة دقيقتين

طوكيو - أ ف ب
تولى شينزو آبي منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ اليابان، قاد خلالها إصلاحات اقتصادية طموحة، وأرسى علاقات دبلوماسية أساسية وتصدى لفضائح.
وبعد نحو عامين من اضطراره للتخلي عن السلطة لأسباب صحية، يخشى أن يكون آبي (67 عاماً) قد توفي بعد إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي الجمعة. كان آبي يبلغ من العمر 52 عاماً عندما أصبح رئيساً للوزراء للمرة الأولى في 2006، وبات بذلك أصغر رئيس حكومة سناً في تاريخ البلاد.

وكان يُنظر إليه على أنه رمز للتغيير والشباب، ولكنه مثل أيضاً الجيل الثالث من سياسيين ينتمون إلى عائلة محافظة من النخبة. وفي بدايته، كان عهده مضطرباً، وشهد فضائح وخلافات وانتهى باستقالته فجأة.
أسباب صحية
وبعدما قال أولاً إنه يتنحى لأسباب سياسية، اعترف بأنه يعاني مرضاً تم تشخيصه لاحقاً على أنه التهاب تقرحي في القولون.
خضع آبي للعلاج لأشهر. وعند عودته إلى السلطة في 2012 قال إنه تغلب على المرض بمساعدة دواء جديد.
وولايته الثانية التي بات فيها رئيس الوزراء الذي بقي في المنصب أطول مدة في تاريخ اليابان، هيمنت عليها في الداخل استراتيجيته الاقتصادية التي أطلق عليها «آبينوميكس»، وتجمع بين زيادة الميزانيات والليونة النقدية والإصلاحات الهيكلية.
وسعى أيضاً إلى زيادة معدل الولادات بجعل أماكن العمل أكثر مراعاة للآباء وخصوصاً للأمهات.
تراجع اقتصادي
كذلك، عمل على فرض ضريبة استهلاك مثيرة للجدل في 2019 تهدف للمساعدة في تمويل أماكن في دور الحضانة، للأطفال بعمر الثلاث سنوات وما دون، وكذلك المساهمة في نظام الضمان الاجتماعي الذي تجاوز طاقته. لكن اقتصاد اليابان بدأ بالتراجع حتى قبل أزمة فيروس كورونا التي قضت على المكاسب المتبقية.
واعتبرت طريقة تعاطيه مع الأزمة بطيئة ومربكة، ما أدى إلى تراجع نسبة التأييد له إلى أدنى المستويات خلال فترة حكمه.
وكان من المقرر أن يبقى في المنصب حتى عام 2020 ما يسمح له بحضور مناسبة مهمة في ولايته التاريخية هي «أولمبياد طوكيو» 2020 الذي تم إرجاؤه 2021، لكن يبدو أن مشاكله الصحية تمكنت منه مجدداً، وأعلن في 2020 استقالته بسبب المرض.
موقف حازم
وعلى المسرح الدولي اتخذ موقفاً حازماً من كوريا الشمالية، لكنه سعى ليكون صانع سلام بين الولايات المتحدة وإيران.
وجعل من أولوياته بناء علاقة شخصية وثيقة مع دونالد ترامب، سعياً للمحافظة على أهم تحالفات اليابان، على الرغم من شعار «أمريكا أولا» الذي كان يرفعه الرئيس الأمريكي السابق، وحاول إصلاح العلاقات مع روسيا والصين.
لكن هنا أيضاً لا يخلو الأمر من تضارب. فقد بقي ترامب مصمماً على إجبار اليابان على دفع مبلغ أكبر للقوات الأمريكية المنتشرة على أراضيها.وأخفقت طوكيو في تحقيق تقدم في حل قضية الجزر الشمالية المتنازع عليها مع روسيا، فيما فشلت خطة لدعوة الرئيس الصيني شي جين بيغ لزيارة رسمية، وسط تصاعد مشاعر الاستياء الداخلي تجاه بكين.
وخلال ولايته تصدى لفضائح سياسة ومن بينها اتهامات بالمحسوبية، أدت إلى تراجع نسبة التأييد له، لكن لم تتمكن من المسّ بسلطته، لأسباب منها ضعف المعارضة السياسية في اليابان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"