كتب: محمد ياسين
في ساعات الصباح الأولى ومع شروق شمس أحد أيام الصيف تقف فتاة إفريقية في العقد الثالث من العمر على جانب الطريق السريع في دبي، تحاول إيقاف مركبة متجهة إلى مدينة أخرى، وبعد دقائق استجاب لطلبها سائق شاحنة آسيوي الجنسية حيث توقف بالقرب منها واتجه إليها مستفسراً عن وجهتها لتجيبه عن رغبتها في الوصول إلى مدينة العين فوافق على اصطحابها معه وتوصيلها إلى وجهتها.
تقدمت الفتاة بالشكر للسائق واستقلت معه الشاحنة وانطلق السائق في طريقه إلى وجهتهما وعلى بعد كيلومترات توقف السائق مرة أخرى على جانب الطريق مستغلا خلو المكان وأحكم إغلاق أبواب الشاحنة، حيث طلب من الفتاة أمور خادشة للحياء فرفضت وحاولت الفرار إلا أن السائق أمسك بيديها.
ظل السائق يحاول تنفيذ جريمته بالتزامن مع الاعتداء عليها بالضرب إلا أنها واصلت مقاومتها حتى قام السائق بتهديدها بالقتل وشهر سكيناً كانت بحوزته في وجه الفتاة ووضعها على رقبتها وواصل الاعتداء عليها داخل الشاحنة وسط بكاء وتوسل الفتاة.
دقائق حتى انتهى السائق من اعتدائه وتنفيذ جريمته، حيث هددها مرة أخرى بالقتل إذا أبلغت عنه الشرطة، فوافقت على طلبه إلا إنه رفض تركها وقرر أن يحتجزها في مسكنه حتى لا تتقدم ببلاغ لدى الشرطة، فوافقت على الذهاب معه حيث يريد بعد أن وعدها بعدم قتلها؛ فوافق السائق وطلبت الفتاة بعض المياه للاغتسال بجانب الشاحنة.
ذهبت الفتاة إلى جانب الشاحنة وأثناء انشغال السائق بالهاتف تمكنت من الهروب والعبور إلى الجهة المقابلة من الطريق، فحاول السائق الإمساك بها إلا أن أحد السائقين في الجهة المقابلة توقف للفتاة؛ فطلبت منه توصليها إلى أقرب مركز شرطة.
وصلت الفتاة إلى مركز الشرطة ويبدو عليها الإرهاق، حيث أفادت في التحقيقات بأنها تعرضت للضرب والاعتداء على جانب الطريق السريع ومنحت المحقق بيانات الشاحنة التي اتضح أنها تابعة إلى إحدى الشركات فتم استدعاء صاحب الشركة.
وخلال التحقيقات أفاد صاحب الشركة المالكة للشاحنة أنه ليس لديه معلومات عن تلك الجريمة وأن الشاحنة يقودها سائق آسيوي تقدم باستقالته صباح ذات اليوم، وأنه موجود داخل سكن للعمال فتم القبض عليه. وخلال التحقيق معه أنكر السائق صلته بالجريمة إلا أن الفتاة تعرفت إليه وأكدت أنه من ارتكب الجريمة فتم تحويل السائق إلى النيابة والفتاة إلى الطبيب الشرعي.
بيّن تقرير الطبيب الشرعي أن الفتاة تعاني كدمات متفرقة في جسدها إثر تعرضها للضرب والاعتداء الجسدي وأظهر تحليل المعمل الجنائي سمات السائق الحيوية على جسد الفتاة، فواجهته النيابة بتقرير الطبيب الشرعي فأقرّ بجريمته بحق الفتاة مستغلاً رغبتها في الانتقال إلى مدينة أخرى- داخل شاحنة تعود إلى شركة يعمل فيها- فتم تحويل القضية إلى محكمة الجنايات التي قضت عليه بالسجن المؤبد.
