عادي
من نثر البذور إلى مكافحة الآفات

الإمارات تعزز مساحاتها الخضراء بـ «الدرون»

20:48 مساء
قراءة 3 دقائق

حجزت الإمارات موقعها بين أوائل الدول التي نجحت في تسخير تقنيات الطائرات بدون طيار «الدرون»، في زيادة حجم المساحات الخضر، وتعزيز الإنتاج الزراعي، فضلاً عن مواجهة تحديات التغير المناخي وفي مقدمتها التصحّر.

وخلال السنوات الماضية تعددت وتعاظمت الأدوار التي يؤديها «الدرون» في مجالات الزراعة وحماية البيئة، بدءاً من رسم خرائط المناطق الزراعية، مروراً بنثر بذور الأشجار الحرجية للحدّ من زحف الرمال، وصولاً إلى مكافحة الآفات الزراعية. فيما تستمر الأبحاث والدراسات عن مزيد من الاستخدامات لهذه التقنية في الحدّ من تأثير التغيرات المناخية وتعزيز التنوع البيولوجي.

ففي عام 2018 أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة، مشروعاً بحثياً لاستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والمسح الجوّي للمناطق الزراعية في الدولة، باستخدام الطائرات من دون طيار «الدرون»، بهدف رصد بياناتها ومعلوماتها بشكل تفصيلي دقيق.

وأوضحت الوزارة أن كلفة المسح الجوي، عبر تقنيات «الدرون»، لا تتجاوز 20% من كلفة المسح التقليدي الميداني، فيما تصل موثوقية المعلومات إلى نسبة تراوح بين 90 و 95 %.

ويسهم المشروع في وضع دولة الإمارات بين أفضل خمس دول في العالم، من حيث المساحة التي تسح باستخدام هذه التقنيات، كما ستكون الدولة الأولى عالمياً التي تستخدم هذه التقنية في قياس ومسح الكثير من البيانات الإحصائية التي تصل إلى 22 بياناً إحصائياً.

وشملت المرحلتان الأولى والثانية من المشروع، تغطية 1100 كيلومتر مربع بمسح جوي جمعت خلالها بيانات ومعلومات وافية عن 51 مؤشراً بيانياً في 6 إمارات، تضمنت المباني، والزراعات المحمية، والأشجار المثمرة، وأشجار الظل والزينة، والمساحات المزروعة، والمزارع، والحيوانات، والبنية المائية.

ويوفر المشروع بيانات عن أعداد ومساحات المزارع بكل أنواعها النباتية والحيوانية والمختلطة التي تؤدي إلى ضمان دقة التخطيط، لخدمات الإرشاد الزراعي، للحفاظ على الصحة والتنمية الزراعية والحيوانية، والتعرف إلى نوعية التربة ومدى صحتها، لضمان وفرة الإنتاج، ووضع الخطط اللازمة لزيادته، والتعرف إلى الأمراض والإصابات النباتية، بهدف وضع خطط مكافحة الآفات ورسم خطط مستقبلية لمنع حدوثها.

وفي عام 2020 أعلنت وزارة البيئة والتغير المناخي، نجاح زراعة 6 ملايين بذرة سمر، و250 ألف بذرة غاف، في 25 موقعاً مختاراً في الدولة، ضمن مشروع الزراعة المحلية، باستخدام الطائرات «الدرون»، ضمن استراتيجيتها لتعزيز واستدامة الإنتاج الزراعي المحلي، وتوظيف التكنولوجيا لتطوير كل القطاعات، وتحقيق استدامتها.

ويهدف المشروع إلى نشر الملايين من بذور الأشجار المحلية من الغاف والسمر، عبر«الدرون»، في مناطق منتقاة في الدولة، حيث اختيرت البذور بعناية، وجهّزت بطرائق عملية وفنية عالية، بالتنسيق مع الجهات المحلية في عملية اختيار المواقع بدقة.

وفي سياق متصل أعلنت هيئة البيئة - أبوظبي، في يناير الماضي، نثر أكثر من 35 ألف بذرة من بذور القرم في منطقة المرفأ، باستخدام تقنية الطائرات بدون طيار المبتكرة للزراعة، ضمن إنجاز المرحلة الثانية من مشروع المسؤولية البيئية والاجتماعية «الكربون الأزرق»، الذي يهدف إلى الحفاظ على أشجار القرم في الإمارة.

وكان مشروع إعادة تأهيل أشجار القرم، انطلق عام 2020، في تجربة ناجحة، تمثلت بزرع نحو هكتار من الأراضي على الخط الساحلي، باستخدام «الدرون»، صُممت خصيصاً لنثر بذور القرم ومراقبتها ورصد نموها شهرياً على مدار العام، لتقييم نجاحها، وضمان بقائها حية. أما المرحلة الثانية من المشروع، فشملت استخدام المزيد من «الدرون»، لزراعة بذور القرم النابتة، وكرات البذور، لتوسيع نطاق وجود الأشجار.

وفي يونيو الماضي توصلت شركة «كَفو» - المتخصصة في التكنولوجيا وخدمات السيّارة - بالتعاون مع جامعة الإمارات، إلى آلية مبتكرة لزراعة وإنبات بذور أشجار الغاف في مواقع مناخية قاسية، مثل البيئة الصحراوية في دولة الإمارات، باستخدام تقنية «الدرون»، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وتعدّ هذه الأبحاث الأولى من نوعها التي تُجرى في الدولة وتمثّل المرحلة الثانية من برنامج "كَفو" لزراعة بذور شجر الغاف الهادف إلى زراعة مليون بذرة في صحارى الدولة، بنهاية عام 2023.

وتعدّ مكافحة الآفات الزراعية من أوائل المجالات في دولة الإمارات التي شهدت تسخير تقنيات الطائرات بدون طيار؛ ففي عام 2015 بدأت وزارة البيئة والتغير المناخي، الاستعانة بهذه التقنية، لرصد آفة سوسة النخيل الحمراء.

وتعزز تقنية «الدرون»، عملية التقصّي عن الإصابات بحشرة سوسة النخيل الحمراء، إذ تقوم بمسح شامل للمزارع لقياس طاقة الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادرة من الأشجار المصابة بمجسات دقيقة موجودة على الطائرة، بعدها تجمع بيانات الطاقة وتفرّغ في خرائط، لقياس بصمتها الطيفية، للتعرف إلى أنواع الإصابات ودرجتها. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"