القاهرة: «الخليج»
تضع دار آفاق للنشر والتوزيع يدها على مشكلة كبيرة في تلقي الإبداع المترجم، وذلك حين اعتزم مسؤولو الدار إصدار سلسلة «مختارات من الأدب الروسي» مع صدور العمل الأول بعنوان «من المذنب؟» للكاتب الروسي ألكسندر جيرتسن، ترجمة يوسف نبيل، فكل الآداب ترتبط بجوانب اجتماعية وسياسية، وتزداد حدة ذلك الارتباط أو تقل من عمل لآخر، من هنا تظهر الصعوبة التي يواجهها القارئ أحياناً، عند قراءة بعض الأعمال الروسية، وهي مشكلة تتعلق بحجم الارتباط بين أغلب الأعمال الأدبية الروسية، وبين السياق الاجتماعي والسياسي، الذي يجهله عادة.
تزداد المشكلة عند قراءة أعمال روسية بشكل عشوائي، وغير مرتب زمنياً، وبالتالي تظهر أسئلة عن سياقات مجهولة للقارئ، وهذا ما دفع دار النشر إلى التفكير في تقديم الأدب الروسي بصورة جديدة تعتمد على طرح الأعمال المهمة والفارقة بترتيبها الزمني، مع الوضع في الاعتبار عدة عوامل من أهمها أن تعبر هذه الأعمال عن قضايا ذات أهمية إنسانية واجتماعية واضحة، وأن يكون مؤلفو هذه الأعمال من الأسماء المهمة في تاريخ الأدب الروسي، والتي لم تأخذ حقها في الانتشار، في العالم العربي.
حين صدرت الرواية وجد الوسط الأدبي نفسه أمام رواية ناضجة مكتملة الأركان، مكتوبة بحس اجتماعي مميز، كما تمتلئ بالتصوير النفسي العميق والمونولوجات الداخلية، وهي السمات التي ستظل ملازمة للأعمال الروسية الخالدة في العصر الذهبي.
وتتكئ الرواية على بنية غريبة بعض الشيء، حيث تبدأ الحكاية بلقاء بين شخصيتين، ثم تتلوها حكاية كل منهما، وتتفرع الحكاية لنعرف حكايات الشخصيات الأخرى، وتتشابك شجرة الشخصيات وسيرها الذاتية، لنعود مجدداً إلى الشخصيات الأساسية.
هكذا نجد أنفسنا أمام سجل حافل، يضم سير شخصيات عديدة وحكايات مكتوبة بدقة نفسية واجتماعية مبهرة، تتخلل الرواية أيضاً بعض المقاطع من اليوميات والرسائل، ويتسق كل ذلك داخل بنية متناغمة، حيث تصف الرواية في الأساس الطريقة التي تهدمت بها أسرة، وتطرح داخل هذه الحكاية تفاصيل اجتماعية وحكايات كثيرة جداً، ليطرح السؤال في النهاية بكل ثرائه: من المذنب؟
ويصف روايته قائلاً: «صارت روايتي التي لم أنهها تشبه هاوية ممتدة ولم تتضمن صفحات مقبولة سوى صفحتين أو ثلاث» حتى أن أحد أصدقائه هدده قائلاً: «إذا لم تكتب عملاً جديداً فسوف أنشر قصتك هذه، إنها لدي» لكنه لم ينفذ تهديده.
حين نشرت الرواية حذفت الرقابة بعض المقاطع، حيث يبدو أبطال العمل ليسوا أخياراً أو أشراراً بصورة مميزة، بقدر ما هم أبناء عصرهم، صحيح أن بعضهم يرتكب جرائم أخلاقية شديدة، لكنها تتم داخل إطار العصر، فتبدو عادية تماماً، إلى درجة أن يتساءل القارئ: هل كان بإمكان الشخصية أن تسلك على نحو مغاير؟
تضع دار آفاق للنشر والتوزيع يدها على مشكلة كبيرة في تلقي الإبداع المترجم، وذلك حين اعتزم مسؤولو الدار إصدار سلسلة «مختارات من الأدب الروسي» مع صدور العمل الأول بعنوان «من المذنب؟» للكاتب الروسي ألكسندر جيرتسن، ترجمة يوسف نبيل، فكل الآداب ترتبط بجوانب اجتماعية وسياسية، وتزداد حدة ذلك الارتباط أو تقل من عمل لآخر، من هنا تظهر الصعوبة التي يواجهها القارئ أحياناً، عند قراءة بعض الأعمال الروسية، وهي مشكلة تتعلق بحجم الارتباط بين أغلب الأعمال الأدبية الروسية، وبين السياق الاجتماعي والسياسي، الذي يجهله عادة.
تزداد المشكلة عند قراءة أعمال روسية بشكل عشوائي، وغير مرتب زمنياً، وبالتالي تظهر أسئلة عن سياقات مجهولة للقارئ، وهذا ما دفع دار النشر إلى التفكير في تقديم الأدب الروسي بصورة جديدة تعتمد على طرح الأعمال المهمة والفارقة بترتيبها الزمني، مع الوضع في الاعتبار عدة عوامل من أهمها أن تعبر هذه الأعمال عن قضايا ذات أهمية إنسانية واجتماعية واضحة، وأن يكون مؤلفو هذه الأعمال من الأسماء المهمة في تاريخ الأدب الروسي، والتي لم تأخذ حقها في الانتشار، في العالم العربي.
- تجول
حين صدرت الرواية وجد الوسط الأدبي نفسه أمام رواية ناضجة مكتملة الأركان، مكتوبة بحس اجتماعي مميز، كما تمتلئ بالتصوير النفسي العميق والمونولوجات الداخلية، وهي السمات التي ستظل ملازمة للأعمال الروسية الخالدة في العصر الذهبي.
وتتكئ الرواية على بنية غريبة بعض الشيء، حيث تبدأ الحكاية بلقاء بين شخصيتين، ثم تتلوها حكاية كل منهما، وتتفرع الحكاية لنعرف حكايات الشخصيات الأخرى، وتتشابك شجرة الشخصيات وسيرها الذاتية، لنعود مجدداً إلى الشخصيات الأساسية.
هكذا نجد أنفسنا أمام سجل حافل، يضم سير شخصيات عديدة وحكايات مكتوبة بدقة نفسية واجتماعية مبهرة، تتخلل الرواية أيضاً بعض المقاطع من اليوميات والرسائل، ويتسق كل ذلك داخل بنية متناغمة، حيث تصف الرواية في الأساس الطريقة التي تهدمت بها أسرة، وتطرح داخل هذه الحكاية تفاصيل اجتماعية وحكايات كثيرة جداً، ليطرح السؤال في النهاية بكل ثرائه: من المذنب؟
- بنية
ويصف روايته قائلاً: «صارت روايتي التي لم أنهها تشبه هاوية ممتدة ولم تتضمن صفحات مقبولة سوى صفحتين أو ثلاث» حتى أن أحد أصدقائه هدده قائلاً: «إذا لم تكتب عملاً جديداً فسوف أنشر قصتك هذه، إنها لدي» لكنه لم ينفذ تهديده.
حين نشرت الرواية حذفت الرقابة بعض المقاطع، حيث يبدو أبطال العمل ليسوا أخياراً أو أشراراً بصورة مميزة، بقدر ما هم أبناء عصرهم، صحيح أن بعضهم يرتكب جرائم أخلاقية شديدة، لكنها تتم داخل إطار العصر، فتبدو عادية تماماً، إلى درجة أن يتساءل القارئ: هل كان بإمكان الشخصية أن تسلك على نحو مغاير؟