عادي

واحد من ثلاثة زعماء غيّروا مجرى التاريخ في القرن العشرين

00:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
22

يعتبر ميخائيل غورباتشوف؛ آخر رئيس للاتحاد السوفييتي، من أهم القادة السياسيين في العالم في القرن العشرين. ويحظى بهذه المنزلة مع فلاديمير ابلتش لينبن قائد الثورة البلشفية، مؤسس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، إلى جانب الزعيم البريطاني وينستون تشرشل.

وقد كان لكل واحد من هؤلاء الزعماء الثلاثة تأثير مباشر في العالم وفي مسار التاريخ. فقد جير لينين النظرية الشيوعية وجسدها في دولة أصبحت عظمى وقدمت نموذجاً مناهضاً للرأسمالية الإمبريالية الغربية. وكان تشرشل زعيماً حديدياً رفض نهج أسلافه من رؤساء الحكومات البريطانية في مهادنة الزعيم النازي أدولف هتلر. وقال للشعب البريطاني بعد اختياره: «لا أعدكم بشيء غير الدم والدموع والعرق»، وعمل بلا كلل على تأسيس جبهة الحلفاء ونجح أخيراً في ضم العملاق الأمريكي إليها. أما غورباتشوف فقد فتح الطريق إن قصداً أو عن غير قصد لتفكيك الإمبراطورية السوفييتية بانحيازه للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتبنّيه نهج التعددية، وقام بدور حاسم في إنهاء الحرب الباردة وإعادة رسم الخرائط في العالم.

صعود نجم

ولد ميخائيل غورباتشوف عام 1931 في عائلة متواضعة الحال جنوب غربي روسيا، وقد ارتقى سريعاً في الحزب الشيوعي وصولاً إلى زعامة الاتحاد السوفييتي في 1985.

حتى استقالته في عام 1991 التي شكلت نهاية الاتحاد السوفييتي، أطلق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية عرفت باسمي بيريسترويكا (إعادة الهيكلة) وغلاسنوست (الشفافية)، هدفت إلى تحديث الاتحاد السوفييتي الذي كان يعاني أزمات حادة.

واجه غورباتشوف أزمات هائلة مثل كارثة تشرنوبيل (1986)، وحركات انفصالية في أرجاء الاتحاد السوفييتي قمعها بشكل جزئي. وحاز عام 1990 جائزة نوبل للسلام مكافأة على «إنهائه الحرب الباردة سلمياً». ويقف كذلك وراء إنهاء الغزو السوفييتي لأفغانستان بينما لم يعترض مسار سقوط جدار برلين.

ما بعد التسعين

إلا أن السنوات التي تلت تفكك الاتحاد السوفييتي في 1991، أصابت الروس بصدمة لا تزال راسخة في الأذهان.

ومع وصول فلاديمير بوتين الذي يعتبر انهيار الاتحاد السوفييتي «أكبر كارثة جيوسياسية» في القرن العشرين، إلى السلطة في عام 2000، أخضعت الدولة المجتمع الروسي وسعت إلى إعادة فرض روسيا كقوة عظمى على الساحة الدولية.

وبقيت العلاقات بين غورباتشوف وأسياد الكرملين الجدد معقّدة، إن كان مع أول رئيس روسي بوريس يلتسين (1991-1999) خصمه اللدود، أو مع بوتين الذي انتقده على الرغم من أنه رأى فيه فرصة لتطوير روسيا بشكل مستقر.

طلاق السياسة

كرس غورباتشوف جهوده لمشاريع إنسانية. وترأس منظمة «الصليب الأخضر» العالمية للحفاظ على البيئة وكوكب الأرض نظيفاً مستداماً.

وكان أحد الداعمين الرئيسيين لصحيفة «نوفايا غازيتا» المستقلة الرئيسية التي اضطرت في مارس/آذار، إلى تعليق صدورها في خضم حملة قمع لمنتقدي الهجوم على أوكرانيا.

وفي الأسابيع الأخيرة ذكرت وسائل إعلام روسية أن غورباتشوف يعاني مشاكل صحية متكررة. وتوفي غورباتشوف مساء الثلاثاء «بعد صراع طويل مع مرض خطر» وفق ما أفاد به «المستشفى المركزي العيادي» التابع للرئاسة الروسية، حيث كان يعالج.

ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن مصدر لم تسمه، أنه سيدفن في موسكو بجوار زوجته رائيسا التي توفيت عام 1999.

رائحة الماضي

وكان غورباتشيف آخر زعيم لا يزال على قيد الحياة من حقبة الحرب الباردة التي يتردد صداها راهناً منذ قرار الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين شن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في 24 من فبراير/شباط الماضي.

وقبل وفاته لم يعلن الراحل عن موقف علني من الصراع في أوكرانيا.

أمضى غورباتشوف القسم الأكبر من العقدين الماضيين على هامش الحياة السياسية في روسيا، وكان يدعو بين الفينة والأخرى، الكرملين والبيت الأبيض إلى إصلاح العلاقات الأمريكية الروسية، بعدما تصاعدت التوترات بين واشنطن وموسكو إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة، منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، ثم اندلاع الصراع العسكري في أوكرانيا. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2nwe2xp2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"