عادي

نيرة وسلمى وأماني..قصص فتيات قتلن باسم «الحب» في مصر

00:49 صباحا
قراءة 4 دقائق

إعداد - عماد العجلوني

ثلاث جرائم هزت الشارع المصري في أوقات مختلفة بدأت بنيرة ووصلت لسلمى وانتهت بأماني، لتمثل أحداثها المفجعة نقطة سوداء في تاريخ عالم الإجرام بحق طالبات جامعيات انتهت حياتهن على يد ثلاثة شبان ارتبطن بهن بعلاقة عاطفية.

من نيرة أشرف بداية الجرح

بداية هذه القصص الثلاث الموجعة، كانت مع الطالبة نيرة أشرف والتي لاقت مصرعها ذبحاً بالسكين في مشهد أشعل حالة من الغضب لدى ليس المصريين فحسب؛ بل في أنحاء العالم العربي.

الملايين تابعوا تفاصيل مقتل نيرة أشرف، والتي ذبحت بالسكين أمام الجامعة؛ حيث تصدر اسمها العناوين العريضة للصفحات الرئيسية في الصحف، إضافة إلى تصدرها قائمة الأكثر متابعة عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي.

تفاصيل وحيثيات كثيرة تكشفت يوماً بعد يوم عن ملابسات ما جرى مع المجني عليها نيرة أشرف، والتي شغلت رواد مواقع التواصل حول أسباب الجريمة، وعواقبها ونتائجها التي ستسفر عنها.

ولكن أبرز المشاهد التي فاقمت من معاناة محبي نيرة كانت عندما، سرب مقطع فيديو يظهر جثمانها من داخل المشرحة؛ حيث أعاد هذا المشهد للأذهان لحظات ذبحها على يد الشاب المتهم محمد عادل، والذي حكم عليه بالإعدام لاحقاً.

ولاقت مجريات محاكمة القاتل أيضاً اهتماماً كبيراً، وتسارعت فيها الأحداث خاصة بعد رواية القاتل وشرح دوافعه التي جعلته يقدم على قتل نيرة وما قاله القاضي المسؤول عن الجلسة.

ولا تزال قضية مقتل نيرة تطفو على السطح لغاية اليوم حتى تصدرت قوائم البحث عبر مواقع التواصل، بعد تقديم المحامي فريد الديب، وهو مدافع عن القاتل مذكرة الطعن لمحكمة النقض، وذلك بهدف إبعاد عقوبة الإعدام عن القاتل.

وقال الديب في أحدث تصريح له، بأنه يشجب جريمة القتل التي تعرضت لها الطالبة على يد زميلها، مؤكداً أن تقدمه بالطعن نصرة للقانون، وليس دفاعاً عن القاتل.

وتترقب العيون قادم الأيام، وما سيصدر عن محكمة النقض، فيما يخص مذكرة الطعن التي تقدمت بها هيئة الدفاع عن القاتل وسط سؤال يدور ببال الجميع.. هل سيعدم قاتل نيرة أم لا؟

سلمى ضحية جديدة تدمي القلب

وفي ظل استمرار الانشغال الكبير بقضية مقتل الطالبة الجامعية نيرة أشرف صقع الملايين من جريمة قتل بشعة وقعت أيضا بعد ذلك لطالبة جامعية تدعى سلمى، وهي طالبة في كلية الإعلام في جامعة الشروق بمصر؛

حيث أقدم شاب على إزهاق روحها عن طريق طعنها ب 17 طعنة في أماكن متفرقة من جسدها، أمام مدخل إحدى البنايات بالقرب من محكمة جنايات الزقازيق بمصر ما شكل صدمة كبرى لبشاعة الجريمة.

وبعد زج قاتل نيرة أشرف في السجن مع انتظار تنفيذ العقوبة التي يستحقها تمكن رجال الأمن بقسم شرطة أول الزقازيق، التابع لمحافظة الشرقية في مصر من ضبط قاتل سلمى بهجت، إضافة إلى ضبط الأداة المستخدمة في الجريمة.

وبعد إلقاء القبض عليه، اعترف المتهم أمام النيابة بأنه هدد سلمى بذات مصير نيّرة أشرف، مشيراً إلى أن ضحيته خافت من تهديده.

وقرر النائب العام المصري بعدها إحالة القاتل إسلام محمد، إلى محكمة الجنايات المختصة لمعاقبته بجريمة قتل سلمى بهجت عمداً مع سبق الإصرار والترصد.

وعرض القاتل على المحكمة، إلا أنه تم تأجيل المحاكمة بناء على طلب دفاع المتهم، لضم تقرير الملف الطبي لأوراق القضية، وتم بعدها استئناف المحاكمة من جديد مؤخراً.

وأشعلت هذه الحادثة المفجعة موجة واسعة من الغضب، خاصة أنها جاءت بعد وقت قصير من صدمة كبرى بمقتل نيرة أشرف؛ حيث طالب مصريون، إيقاع عقوبة الإعدام بحق القاتل كما فعلت المحكمة مع قاتل نيرة أشرف.

أماني تقتل والقاتل ينتحر

الجريمة الثالثة التي هزت مصر، جاءت بعدما أطلق شاب النار من «خرطوش» باتجاه طالبة جامعية تدعى أماني بحجة أنه طلب الارتباط منها، رفض طلبه، مكرراً بعدها نفس مسلسل العنف المأساوي، الذي يرتكب بسم «الحب».

وفي تفاصيل الجريمة الثالثة، فقد أكد أهل الضحية أن المتهم بقتلها يسكن في نهاية الشارع ذاته، وطالما حاول اعتراضها بالمعاكسات، وطلب الزواج، لكنه لم يكن جدياً، لذا لم يتقدم لخطبتها باصطحاب أسرته، ودخول منزل الضحية مطلقاً.

وأكدت أسرة أماني، أن ابنتهم اشتكت من مضايقات الشاب مراراً، وعقب خروجها من المنزل قاصدة «المخبز» لدفع ثمن الخبز، وعقب عودتها، وأثناء دخول المنزل باغتها بطلقة من سلاح ناري «خرطوش» تسبب بوفاتها.

وفي مفاجأة غير متوقعة، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، انتحار المتهم في الواقعة، وذلك بعد ما أمر النائب العام المصري بسرعة إنهاء التحقيقات في مقتل الطالبة أماني.

وبمعرفة مصير قاتل الطالبة الجامعية أماني يبقى مصير قاتل نيرة وسلمى مجهولاً في ظل معطيات المحاكمات المتغيرة بناء على ما تتقدم به هيئات الدفاع عن كلا المتهمين.

ولكن الراسخ الثابت في الجرائم الثلاث هو سؤال يبحث الجميع عن إجابة عنه هل أصبح رفض الشاب للارتباط بأي فتاة جريمة شنيعة؟ وهل أصبحت الفتيات، وخاصة طالبات الجامعة تهدد وتقتل من شاب طائش لمجرد أنه طلب يدها للزواج ولم توافق عليه؟

ولعل الأيام القادمة، ستكون كفيلة بتوضيح الإجابة عن هذه الأسئلة، خاصة مع معرفة العقوبة التي ستقع على قاتلي نيرة وسلمى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4uswr4jh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"