عادي

ابن الجوزي.. صاحب «تحفة المودود»

21:51 مساء
قراءة 3 دقائق
أحمد حلمي

أحمد حلمي سيف النصر

هو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن جعفر، وينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.. وقد عرف بابن الجوزي لشجرة جوز كانت في داره بواسط، ولم تكن بالبلدة شجرة جوز سواها، وقيل: نسبة إلى (فرضة الجوز) وهي مرفأ نهر البصرة.

ولد ببغداد سنة ( 510ه الموافق 1116م) وعاش حياته في الطور الأخير من الدولة العباسية، حينما سيطر الأتراك السلاجقة على الدولة.

وقد توفي أبوه وهو في الثالثة من عمره فتولت تربيته عمته، فرعته وأرسلته إلى مسجد ( محمد بن ناصر الحافظ) ببغداد، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وتعلم الحديث الشريف، وقد لازمه نحو ثلاثين عاماً أخذ عنه الكثير حتى قال عنه: (لم أستفد من أحد استفادتي منه).

وحظي ابن الجوزي بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة في الخطابة والوعظ والتصنيف، كما برز في كثير من العلوم والفنون، وبلغت مؤلفاته أوج الشهرة والذيوع في عصره، وفي العصور التالية له، ونسج على منوالها العديد من المصنفين على مر العصور.

اتفق العلماء والأدباء على الثناء على ابن الجوزي، فمدحوا علمه وورعه ومهارته في الخطابة والفقه والحديث والتاريخ والأدب.

قال عنه ابن كثير: (أحد أفراد العلماء، برز في علوم كثيرة، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحواً من ثلاثمئة مصنف).

وقد وصفه ابن الجزري بأنه: شيخ العراق وإمام الآفاق. وقال عنه ابن العماد الحنبلي: كان ابن الجوزي لطيف الصوت حلو الشمائل، رخيم النغمة، موزون الحركات، لذيذ الفاكهة.

وقال عنه ابن جبير: آية الزمان، وقرة عين الإيمان، رئيس الحنبلية، والمخصوص في العلوم بالرتب العلية، إمام الجماعة، وفارس حلبة هذه الصناعة، والمشهود له بالسبق الكريم في البلاغة والبراعة.

وقال عنه شمس الدين الذهبي: ما علمت أن أحداً من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل.

تميز ابن الجوزي بغزارة إنتاجه وكثرة مصنفاته التي بلغت نحو ثلاثمئة مصنف شملت الكثير من العلوم والفنون، فهو أحد العلماء المكثرين في التصنيف في التفسير والحديث والتاريخ واللغة والطب والفقه والمواعظ وغيرها من العلوم، ومن أشهر تلك المصنفات: (تحفة المودود في أحكام المولود) و( تلبيس إبليس ) و(المنتظم في تاريخ الملوك والأمم)

إضافة إلى (أخبار الظرّاف والمتماجنين) و(أخبار النساء وأعمار الأعيان ) و(بستان الواعظين) و(تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير) و(تاريخ بيت المقدس ) و(الثبات عند الممات ) و(جواهر المواعظ ) و(الجليس الصالح والأنيس الناصح ) و(حسن السلوك في مواعظ الملوك) و(ذم الهوى ) و(زاد المسير في علم التفسير) و(سيرة عمر بن عبد العزيز) و(صفوة الصفوة ) و(صيد الخاطر) و(الطب الروحاني) و(فنون الأفنان في علوم القرآن) و(كتاب الأذكياء ) و(كتاب الحمقى والمغفلين ) و(لطائف المعارف فيما للموسم العام من الوظائف) و(لفتة الكبد إلى نصيحة الولد) و(مناقب عمر بن الخطاب ) و(الناسخ والمنسوخ في الحديث ) و(الوفا في فضائل المصطفى) و(اليواقيت في الخطب )

وفاته

توفي ابن الجوزي ليلة الجمعة 12 من رمضان 597 ه الموافق 16 من يونيو/ حزيران 1200 عن عمر بلغ سبعاً وثمانين سنة بعد أن مرض خمسة أيام، فبكاه أهل بغداد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yjyfy4wj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"