عادي

الرسوم الكرتونية تسرق البصر

20:21 مساء
قراءة 3 دقائق
المشاركون في الجلسة

الشارقة: «الخليج»

أثارت الإعلامية شيخة المطيري تساؤلات حول حضور الرسوم الكرتونية في كتب الأطفال، ووجهت عدداً من الأسئلة للضيوف حول حاجة العالم للمزيد من كتب الرسوم الكرتونية، وكيف تفتح الرسوم الموجودة في صفحات الكتب، في شكلها وإيقاعها وحديثها وحوارها معنا، مجالات جديدة في الحياة.

جاء ذلك في ندوة ثقافية خلال فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، استضافت الكاتب والفنان الأمريكي لينكولن بيرس، رسام الكاريكاتير ومؤلف سلسلة كتب القصص المصورة «بيغ نيت»، والكاتبة والفنانة الإماراتية فاطمة العامري.

وفي معرض حديثه عن قدرة الرسومات على إيصال فكرة الكتاب والكلمات للقارئ، أشار بيرس إلى ضرورة التمرس في الكتابة لأن الكلمات تأتي أولاً وعلى الكاتب أن يمرن نفسه على الكتابة لأن الصورة أقل أهمية من الكلمة، ويمكن للكاتب أن يكتب قصة ممتازة إذا نجح بابتكار شخصيات جذابة، وحوار سلس وواضح حتى لو لم تكن الرسوم الكرتونية جميلة جداً، ولكن إذا كان النص رديئاً فالقارئ سيمتنع عن قراءة الكتاب حتى لو كانت رسوماته جميلة، لأنها تكمل القصة التي يريد المؤلف كتابتها.

وقال: «بدأت علاقتي مع الشخصيات الكرتونية خلال طفولتي، حيث إنني أحببت الرسوم الكرتونية (الكوميكس) في الصحف اليومية، وهي قصص صغيرة جداً تروى في بعض الأعمدة، وكانت الشخصيات محدودة في القصص، وكلما قرأت أكثر، تعرفت إلى جوانب وتفاصيل الشخصيات، والى أشكال السرد القصصي المختلفة، وأدركت أن القصة الجيدة ستنال إعجاب القراء سواء في ألف صفحة أو في بضعة أعمدة، وأن الشيء الوحيد الذي يقيد الكاتب هو مخيلته، وعندما بدأت تعليم نفسي كتابة القصص المصورة (الكوميكس)، ساعدني التمرين على تطوير الشخصيات».

وأضاف: «تعلمت عبارة (القارئ المتردد) عندما بدأت كتابة روايات اليافعين، واكتشفت أن الأولاد أكثر تردداً في القراءة من البنات وهن في الحقيقية قارئات أفضل من الأولاد، ويتمثل هدفي الأساسي من تأليف كتب الأطفال في أن أجعلها ممتعة، لأنني مفكر بصري، وأردت إضافة الرسومات إلى القصص، لأن قراءة الكتب المصورة تمهد الطريق أمام القارئ المتردد وتحفزه على قراءة قصص أطول وكتب أكبر».

من جانبها، أكدت فاطمة العامري أن غلاف الكتاب هو البوابة الأولى التي ندخل منها إلى الكتاب، وأن الرسم يلعب دوراً كبيراً في جذب انتباه القارئ، حيث نجد في الغلاف صورة أو شكلاً معيناً يجذب انتباه الناس الذين يميلون للسرديات البصرية المرئية وتشدهم الصورة لأنها تتضمن مجموعة من العناصر التي تجعل الرسوم تتكلم والشخصيات تحاور، فالغلاف هو الصوت الذي ينادي القارئ، والرسومات داخل الصفحات أحياناً تترجم النص تماماً كما هو، وأحياناً تضيف أشياء خفية تعطي طابعاً إضافياً للنص، كأنها حكاية وراء النص يتفاعل فيها الرسام مع الكاتب لتجسيد تفاعل النص مع الصورة.

وأضافت: «اتجهت مجموعة من دور النشر والكتّاب إلى جعل الكتاب يتكلم مع الطفل، ولم يعد الموضوع مجرد شخصية تكلم الطفل، وأصبح هناك جانب آخر للكتب التفاعلية يختلف عن الألغاز والأسئلة، حيث أصبح هذا الأسلوب قديماً، خصوصاً مع تعامل أطفالنا اليوم مع الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، فإذا خرجنا عن الإطار التقليدي لفكرة الكتب التفاعلية، نجد أن التفاعل عملية أكبر من الإجابة عن سؤال أو استنتاج حكمة أو رسالة معينة من النص، والتفاعل الحقيقي في مبدئه الجديد يتطلب من الكتّاب محاورة الطفل من خلال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تقديم مواد تفاعلية تحرك حواس الطفل الأخرى مثل اللمس والسمع».

ونوهت بنجاح تجربة إشراك الطفل في صناعة الكتاب، حيث يتم عرض الكتاب على الطفل قبل إصداره، لقياس تأثير كتاب معين في الطفل واستشراف مدى تأثيره في أقران هذا الطفل، لأن الأطفال كائنات خلاقة تساعد على تحريك الخيال، وتعطي الكاتب زاويا مختلفة عن الفكرة التي يناقشها في كتاباته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56ck2byb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"