الشارقة:عثمان حسن
الكون كلٌّ متكاملٌ في آدابه وعلومه، وفي أحدث ما توصلت إليه الابتكارات والاختراعات الحديثة والمعاصرة.
وبناء عليه يحرص معرض الشارقة الدولي للكتاب على تقديم فضاءات مختلفة وشاملة من الثقافة، ومن بينها العلوم، هذه العلوم التي باتت راسخة في المشهد العالمي، لا سيما بعد الثورة التكنولوجية التي أكدت أهمية الصورة والحركة والمشهد في التثقيف، وتشكيل مهارات الابتكار والخيال عند فئة الصغار على وجه الخصوص.
لا شك أن المعرض قد تميز في السنوات القليلة الماضية في تقديم وجبة «دسمة» من كافة أشكال العلوم، خاصة البحتة أو المجردة في حلة جديدة تبتعد عن الأساليب التقليدية التي تعود عليها الطلبة في المدارس، من خلال خبراء ومتخصصين عالميين أخضعوا القوانين والمعادلات النظرية الجافة إلى فضاء التجريب والمشاهدة، حيث نجح المعرض في تقريب هذه العلوم من عالم الطفل، بوصف هذه العلوم جزءاً لا يتجزأ من تطوير التقنية.
في واحدة من الورش التطبيقية التي تضمنتها فعاليات المعرض، طرح الطبيب الأمريكي الهندي ديباك شوبرا، أسئلة تتناسب مع أهم الدراسات العلمية، فخاض رحلة بين المجالات العلمية المختلفة، منطلقاً من سؤال: ما العناصر التي وصلت من المجرات البعيدة إلى كوكبنا؟، مازجاً بين مبادئ علم الأحياء الجزيئية، وعلم الوراثة، وبعض النظريات في الفيزياء الفلكية، في سياق متكامل.
غاص شوبرا في موضوع التوتر، ونصح الحاضرين بممارسة القراءة، لمحاربة ضغوط الحياة مؤكداً أن القراءة من خلال المتعة هي من أفضل الأشياء لمعالجة التوتر.
وفي ذات السياق نظم المعرض ورشة عمل للأطفال بعنوان «فن كوني»، سافرت بالأطفال في رحلة إلى عالم الفضاء والمجرات، باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والمواد، منها: الاسفنجات، والورق الشفاف، والريشات الهوائية، التي تنثر الألوان على اللوحة، حيث تفاعل الأطفال مع هذه الورشة، فقاموا برسم لوحات لمجراتهم وكواكبهم الخاصة، فظهرت شخصيات متخيلة كثيرة في هذه الرسومات دللت على مواهبهم ومهاراتهم في الاكتشاف خاصة في عالم النجوم والمجرات والكواكب.
ورشة «الآليون السومو» هي ورشة تكنولوجية، قام من خلالها الأطفال ببرمجة «روبوت خيالي» يتنافس مع روبوتات أخرى تحاكي قتال السومو، وبحسب مهندس الكمبيوتر يزن دردس، فإن فكرة الورشة استهدفت تطوير المهارات الذهنية للطلبة، الذين استخدموا حساسيات استشعار للون والمسافة لتفادي اصطدامها بالروبوت بالتطبيق على لعبة السومو اليابانية الشهيرة.
وفي السياق ذاته فقد حرص معرض الشارقة للكتاب على استضافة خبراء في التكنولوجيا المعاصرة، خاصة في مجال الإعلام الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والميتافيريس، حيث قدمت د. ندى جابر ندوة في المعرض تحدثت عن كتابها الجديد «في قرية ماكلوهان» الذي يطرح موضوعه بأسلوب أدبي ممتع وطرح علمي، وكتابها يدور في فلك القرية، التي نعيش فيها اليوم، وهي شاسعة بحجم الكون، وصغيرة بحجم كف اليد، هي القرية الإلكترونية.. أو القرية الكونية، التي تعود تسميتها للفيلسوف الكندي هيربرت مارشال ماكلوهان.
في ورشة بعنوان «علوم البلاستيك» تفاعل أطفال المعرض مع عرض كوميدي سحري ومع شخصيات مضحكة بأزياء ملونة (السيد بلاستيك، والآنسة بوليستر، والبروفسور بوليميرو، الذين أجروا تجاربهم العلمية، وأنتجوا مواد مفيدة من خلال إعادة تدوير البلاستيك، ما أثار حماسة الأطفال من مشاهد الخدع البصرية التي تحررت من قواعد الفيزياء في عرض مدهش ومؤثر.
