عادي

الأحقاد الكروية مرفوضة في الملاعب

01:17 صباحا
قراءة 3 دقائق
5-جوليو سيزار

بغداد: زيدان الربيعي

قرأت تصريحاً منسوباً لحارس مرمى المنتخب البرازيلي السابق جوليو سيزار، يقول فيه: «في البرازيل علينا تشجيع منتخب فرنسا في المباراة النهائية لمونديال قطر التي ستجري الأحد».

وأضاف: «أحب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن هناك خصومة بين الأرجنتين والبرازيل ولن أشجعهم (يقصد منتخب الأرجنتين)».

ويختم بالقول«لو كان منتخب البرازيل في طرفاً في المباراة النهائية، فان الأرجنتين لن تشجعنا».

هنا انتهى كلام سيزار، وهناك تصريحات أخرى أيضاً منسوبة لبعض النجوم البرازيليين الحاليين والسابقين كلها تصب في ذات المعنى الذي قصده سيزار، وهي تمثل ثقافة جديدة ودخيلة على لعبة كرة القدم، وأتمنى ألا تتحول هذه الدعوات إلى ثقافة جديدة تسود الملاعب الكروية وساحات الرياضة.

الرياضة عموماً ولعبة كرة القدم بالتحديد وجدتا من أجل تمتين وتعزيز العلاقات بين الشعوب وزيادة التعارف فيما بينها،ورفع منسوب المحبة بين الجماهير،إذ عندما تنتهي المباراة ينتهي كل شيء معها، ويعود الجميع أحباب وأصدقاء،وفي ضوء نظام الاحتراف الكروي ربما يلعب اللاعبان المتنافسان في المباريات الدولية في منتخب واحد، وهذا الأمر يتواجد بكثرة في الملاعب بالوقت الراهن، وهذا الأمر يدلل على مدى سمو ورفعة الرياضة وكرة القدم في إرسال رسائل محبة وسلام لجميع الناس، وليس رسائل حقد وضغينة وبغضاء وتصفية حسابات.

لذلك أرى أن ما تحدّث به سيزار،مرفوض جداً ولا يمت للروح الرياضية بأي صلة،إذ كان عليه أن يلتزم الصمت في حال وجود رغبة لديه بعدم تشجيع المنتخب الأرجنتيني،بدلاً من الإفصاح عن ذلك،لأنه نجم كبير وله تأثير على نفوس وتصرفات الجماهير،فإذا كان سيزار يمتلك هذا الفكر العدائي؟ فماذا سيفعل الجمهور العادي والبسيط الذي قد يخضع لنداءات سيزار من على المدرجات؟

رأينا في أكثر من محفل قاري وعالمي كيف نجحت الرياضة في هزيمة العنف ودهاليز وعداوات السياسة، وآخر مثال لمسناه لمس اليد، ما حدث في مباراة المنتخبين الأمريكي والإيراني في المونديال الحالي والتي انتهت بفوز الأول بهدف واحد دون مقابل وتأهله إلى الدور الثاني،حيث حظيت تلك المباراة باهتمام كبير من جميع متابعي المونديال،وحتى الذين لا تربطهم علاقة تذكر مع لعبة كرة القدم، قاموا بمتابعة المباراة بسبب التركيز الإعلامي الكبير الذي ركز عليها نتيجة العداء السياسي الكبير بين البلدين،إلا أن لاعبي المنتخبين المذكورين تركوا خلافات السياسيين وخاضوا مباراة نظيفة جداً خالية من العنف والالتحامات القوية، ليرسلوا رسالة رائعة جداً، بأن الرياضة تستطيع جمع الشعوب وتقريبهم، بينما لا تفعل السياسة هذا الأمر.

وعليه، فأن على نجوم الكرة العالميين أن يكونوا سفراء سلام ومحبة بين شعوبهم والشعوب الأخرى، لأنهم يحظون بمكانة كبيرة جداً عند الناس، ولكن ما يؤسف له أن البعض من هؤلاء النجوم وهم «قلة الآن» يسيرون بالاتجاه المعاكس للأهداف السامية من خلال تأكيداتهم عبر وسائل الإعلام بوجود خصومة بين هذا المنتخب أو ذاك وكما جاء في محتوى كلام سيزار.

المنتخبان الأرجنتيني والفرنسي اللذين سيخوضان المباراة النهائية لمونديال قطر، سيقدمان درساً في الفنون الكروية من خلال اللمحات الجميلة والتي ستجعل الجمهور يتفاعل معها وينسى وصايا سيزار ومن سار على نهجه في هذا الشأن، لأن لعبة كرة القدم تمثل الجمال والفنون ولا تخضع للتوصيات الحاقدة والمريضة من هذا أو ذاك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yn7c327j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"