أغنية حب للبحرين

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن

في السادس عشر من كل ديسمبر تحتفل البحرين بعيدها الوطني. هي مناسبة ليعبر أهل البحرين وأشقاؤهم عن حب هذا الأرخبيل من الجزر التي منها تتكون البحرين الصغيرة في حجمها، الكبيرة في مكانتها. «لسنا جزيرة إلا لمن ينظر إلينا من البحر» – هكذا يقول عنها شاعرها قاسم حداد.
وسيدهشنا أن الكثير من فيض حبها لم يأت من أبنائها وحدهم، وإنما أيضاً من أشقائهم. ليس أدل على ذلك من أن الأغنية العذبة للفنان البحريني إبراهيم حبيب: «تبين عيني»، هي من كلمات الشاعر الكويتي بدر بورسلي، ومن ألحان الفنان اليمني عبد الرب إدريس، ولنقرأ من أبياتها: «ألا يا ساحل البحرين/ يا ريحة هلي الطيبين/ أشمك طيب كل عمري/ يا أغلى من نظير العين/ يا شوق اللي إذا أبعد يناديني/ يقول أنت بحريني».
لا تقلّ عذوبة كلمات أغنية الفنان أحمد الجميري التي كتب كلماتها الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، ويقول واحد من أجمل مقاطعها: «حلفت يا الزينة ما فارق البحرين/ في قلبي مزروعة/ ومحفوظة وسط العين/ بارد ويا الصيف/ ولا الشتا لي رد/ والا مع الأوراق/ وسط الربيع والورد».
لن يتسع المجال لتعداد كل ما غني وكتب عن البحرين، لكن لا يمكن ألا نقف عند كلمات الشاعر السعودي والبحريني في الآن نفسه، المرحوم غازي القصيبي، هو الذي كتب في حب المنامة: «الضوء لاح فديت ضوءك في السواحل يا منامة/ فوق الخليج أراك زاهية الملامح كابتسامة/ المرفأ الغافي وهمتُه يُهنئ بالسلامة/ ونداءَ مئذنة مضواءةٍ ترفرف كالحمامة».
وتشاء الصدف أن يهديني الباحث السعودي الصديق حسين محمد بافقيه في لقائنا، أمس، في معرض جدة للكتاب، كتابه الأخير «في حب غازي القصيبي»، الذي خصص صفحات فيه لما وصفه ب«ذاكرة بحرينية» للقصيبي، الذي ارتحلت عائلته وهو طفل في الخامسة من عمره إلى البحرين في العام 1940، فنشأ وترعرع وشبّ فيها واختلف إلى مدارسها، ولم تشكل هذه الذاكرة البحرينية فضاء لشعره وحده، وإنما لمجمل تكوينه، وحضرت بقوة في روايته الأولى «شقة الحرية» التي كان أبطالها طلبة بحرينيين أتوا القاهرة للدراسة في جامعتها.
وحين أتى القصيبي البحرين ثانية كسفير لبلاده فيها، بعد غياب طال، كتب عنها قصيدته (أغنية حب للبحرين)، وفيها قال: «حملتُ وجهكِ في روحي وطرتُ به/ على المحيطات عبر البرق والسّحب».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3n748c4s

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"