القضية انتهت

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

أحمد عزت

* على مدار السنوات الماضية، كلما تألق لاعب في مباراة، وسطع نجمه في بطولة ما، تسابق كثيرون إلى وصفه بأنه الأفضل في تاريخ كرة القدم، وظل السؤال الأزلي حول أفضل لاعب مثار جدل، ولم تُحسم القضية، استناداً لعدم تشابه الظروف التي عاشها كل لاعب في زمنه، كما أن المقارنة بين الأزمنة يرى البعض أنها ليست دقيقة، لأسباب متعددة، ومع ذلك ظل السؤال الجدلي قائماً.. من أفضل لاعب في التاريخ؟ هل هو ميسي أم رونالدو؟ وهل هو بيليه أم مارادونا أم غيرهم؟

* كان ذلك الحديث مفتوحاً حتى ما قبل نهاية مونديال 2022.. لكن القضية أُغلقت الآن ولم تعد مثار جدل، فتتويج الأرجنتين بكأس العالم، والمستوى الخيالي لنجمها الأول ليونيل ميسي أخذ القضية إلى منحى آخر مختلف تماماً، فالذين فرحوا لفوز الأرجنتين إنما ترجع سعادتهم لفوز ميسي بالدرجة الأولى، فما قدمه هذا اللاعب الأسطوري لكرة القدم منذ عام 2004 من مسيرة خيالية، تجعل من الإنصاف أن تخضع كأس العالم لسلسلة إنجازاته، فكان لزاماً على كرة القدم أن تهديه تاج ألقابها، المونديال، الذي ابتسم له بعد 4 محاولات سابقة فاشلة.

* ابتسم المونديال لميسي في نسخته الأجمل، بشكل مستحق بشهادة كل وسائل الإعلام والمسؤولين والجماهير؛ بل وبشهادة البرازيليين الذين يعدون أنفسهم العدو الكروي الأول لبلاد التانجو، أما بالنسبة للملايين من عشاق النجم الأرجنتيني، فقد انتهى الجدل الذي كان يحيط به كأعظم لاعب في التاريخ، ولم يعد من الإنصاف أن تتم مقارنة أي لاعب بهذا اللاعب الذي توج بكل بطولات كرة القدم، وسجل من الأهداف ما لم يسجل أحد مثله.

* لم يكن سجل ميسي المثّقل بالانتصارات ينقصه شيء إلا عدم فوزه بالكأس الذهبية، وهي النقطة التي لطالما شكلت نقطة ضعف ومركب نقص عندما ترد سيرة عظماء كرة القدم، مما كان يحول دون تدوين اسمه أمام مواطنه الراحل مارادونا أو البرازيلي بيليه، إلا أن فوز «راقصي التانجو» بمونديال 2022، وبفضل إبداع ميسي قبل أي لاعب آخر، أغلق ملف القضية نهائياً، وجعل الأمر محسوماً بشكل كامل؛ حيث اكتملت مسيرة التألق الممتدة عبر ثلاثة عقود، فاز ميسي خلالها بكل الألقاب مع برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي، إضافة إلى تتويجه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم سبع مرات، وإحرازه جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا ست مرات، ومع هذه القائمة الزاخرة بالألقاب، أحرز ميسي بقميص منتخب بلاده لقب مسابقة كوبا أمريكا وتوج بالميدالية الذهبية في الأولمبياد، إضافة إلى أرقام قياسية على الصعيد التهديفي قد يكون من المستحيل كسرها؛ لذا فالقضية انتهت وأُغلقت حتى إشعار آخر، يظهر فيه لاعب بإمكانات تناظر أو تفوق إمكانات ميسي.. وهذا شبه مستحيل.

Twitter: @AhmedEzzatBoush

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfev46j

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"