الشارقة و«رابعة الثلاث»

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

بدأت القصة مع القيروان من خلال مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي، فقد طرت بهذه المبادرة وأنا أحضر معرض تونس الدولي للكتاب عام 2015، وكانت الانطلاقة مع الشاعر يوسف رزوقة من شارع «الحبيب بورقيبة»، والعبور بجانب تمثال ابن خلدون، والدخول من «باب بحر» إلى «المدينة العتيقة» وتفقد الفضاءات التي يمكن أن تحتضن بيتاً للشعر، وزرت خلالها بيت الشعر التونسي، ثم مقر اتحاد الكتاب، لكن أمسية شعرية دُعيت إليها في القيروان وأقيمت في «المركّب الثقافي» غيّرت المسار، فقد عرضت الفكرة على الشاعرة جميلة الماجري، فرحبت، وطلبت أن أزور المدينة العتيقة في أرض «الزربية» رمز تلك المدينة الثقافية العريقة التي تتجلى بالكثير من الأماكن التاريخية مثل جامع عقبة، والتي يطلق عليها «رابعة الثلاث» لأن البيوت القديمة لها روح وعطر، فاخترت مكاناً هو ذاته الذي استقر فيه البيت حتى هذا التاريخ، واستقبلني خلال الزيارة والي القيروان آنذاك محسن المنصوري الذي رحب كثيراً بالمبادرة، ونقلت هذا التجاوب إلى رئيس دائرة الثقافة عبدالله العويس الذي سُرَّ كثيراً بهذا الإنجاز، وبهذا القبول الذي حظيت به مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، فمبادرات سموه تستقبل بالحفاوة لأنها خالصة موجهة للثقافة، كما أرادها سموه.

ثم توالت زياراتي إلى القيروان قبل دورة مهرجان الشعر العربي الأخيرة، والتقيت بالعديد من النقاد والشعراء والجمهور المحب للشعر ولبيت الشعر في القيروان، جالستهم وناقشتهم، ووطدت علاقة الأخوة والإبداع والإنسانية معهم.

في الدورة السابعة من مهرجان القيروان للشعر العربي ديسمبر 2022م، تساءل عني رفاق القصيدة وعشاق ديوان العرب، افتقدت الجلوس معهم مساءً في مقر إقامتهم بعد الفعاليات الرسمية، لم يغب عني المهرجان ولا تفاصيله، ولم تغب القيروان ولا ذاكرتها التي أقول فيها: «إذا أذّنَ الصبحُ في القيروانْ/ تُقيمُ الصلاةَ لهُ القاهرةْ»، لكن غابت اللقاءات الحية الحقيقية التي أحرص عليها، والتي أنتظرها كل عام، لكني أقول لهم كما قال الشاعر: «قدْ غبتُ عنهمْ ومالي بالغيابِ يدُ/ أنا الجناحُ الذي يلهو بهِ السفرُ».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25kuu2ej

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"