دبي: محمد ياسين
كشف الدكتور عبدالرحمن بن عبدالمنان العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، عن أن برنامج «نافس» خصص 1.2 مليار درهم ميزانية لتدريب وتأهيل المواطنين في القطاع الخاص، وقال إن النتائج الاستثنائية التي حققها برنامج «نافس» خلال عام 2022 مسجلاً زيادة غير مسبوقة في أعداد المواطنين العاملين في القطاع الخاص بلغت 70%، جاءت نتيجة للاستراتيجيات المتكاملة لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وفق توجيهات القيادة الرشيدة التي تشدد على وضع المواطن على رأس أولويات السياسات الحكومية.
قال وزير الموارد البشرية والتوطين، إن القطاع الخاص شريك رئيسي في دعم برامج التوطين، مشيراً إلى أن نحو 9 آلاف من ضمنها 7 شركات توظف مواطنين لأول مرة، مؤكداً ان عدد المواطنين في القطاع الخاص بلغ 50 الف موظف، عددهم يتجاوز عدد الموظفين الميدانين في الحكومة الاتحادية، 86 % لم يعمل سابقاً.
جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية بشأن ملف التوطين، التي عقدها، أمس الخميس، بمشاركة غنام المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، وبحضور ممثلي وسائل الإعلام، وجرى خلالها استعراض نتائج برنامج «نافس» خلال عام 2022 والمستهدفات المستقبلية لعام 2023 التي حددها مجلس إدارة مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية في اجتماعه الأخير برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة رئيس مجلس الإدارة، وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي نائب رئيس مجلس الإدارة.
نقلة نوعية
وشدد العور على أن الوزارة نجحت عبر الآليات التي اعتمدتها لتطبيق استراتيجيات وسياسيات مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، في إحداث نقلة نوعية في بيئة الأعمال في الدولة لتمكين استحداث الوظائف الجديدة مع تعزيز نمو القطاع الخاص وزيادة حصته في الناتج المحلي.
وشدد على أن الوزارة مستمرة في تطوير نموذج الدولة في التنمية الاقتصادية عبر الشراكة بين القطاعين، العام والخاص، وتطبيق الإجراءات الهادفة لتعزيز دور الكفاءات الإماراتية في سوق العمل عامة، وفي القطاع الخاص تحديداً، تنفيذاً لرؤية القيادة الرشيدة التي تضع المواطن أولاً في سياسات الحكومة العامة، حيث تتطلع مستهدفات برنامج «نافس» للعام الجاري إلى استحداث مالا يقل عن 24 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين في القطاع الخاص.
وقال الدكتور العور إن النمو السريع في عدد الإماراتيين المنضمين إلى القطاع الخاص، ترافق مع نمو قوي سجله القطاع نفسه، مشيراً إلى أن النتائج المميزة التي حققها برنامج نافس بفضل تعاون القطاع الخاص واستجابته، ترافق مع الأداء القوي لاقتصاد الدولة لعام 2022.
وأضاف: نتطلع لعام جديد من الإنجازات التي ستكون تجسيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة، وما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن شعب الإمارات محور اهتمام الدولة وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها وسيظل الأساس في كل خططنا نحو المستقبل.
50 ألف مواطن
من جانبه، استعرض غنام المزروعي، قائمة برامج ومبادرات برنامج نافس، بما في ذلك ما يوفره من فرص عمل ودورات تدريبية ودعم مالي لفئات عديدة، مضيفاً أنه منذ انطلاقة نافس التحق أكثر من 28700 مواطن بالعمل في القطاع الخاص، ليساهم ذلك في تسجيل زيادة غير مسبوقة في أعداد المواطنين العاملين في القطاع الخاص بلغت 70% بإجمالي أكثر من 50 ألف مواطن.
وتابع: أما عدد المستفيدين من برامج الدعم المالي فبلغ 32566 مواطناً، وبلغت قيمة المساهمات الإجمالية المستحقة على الشركات التي لم تحقق نسبة التوطين المطلوبة عن عام 2022 نحو 400 مليون درهم تم تحصيلها في يناير 2023، بينما حققت8897 شركة نسبة نمو التوطين المستهدفة لعام 2022.
وظائف شاغرة
ولفت المزروعي إلى أن النجاح في قطاع الرعاية الصحية شكل أحد أبرز إنجازات البرنامج، مع ضم 1300 طالب وطالبة ضمن برنامج تطوير كوادر القطاع الصحي و643 متدرباً عبر برنامج كفاءات، مضيفاً: «استمرت على مدار العام الماضي عملية البناء الناجحة للبيانات على منصة نافس بحيث يصبح نافذة متكاملة لبيئة الأعمال في الدولة. وبلغ عدد الشركاء المسجلين في منصة نافس 7 آلاف و17 شركة، وتمّ عرض 17 ألفاً و481 شاغراً وظيفياً عبر المنصة، إلى جانب توقيع 24 اتفاقية مع الشركاء الاستراتيجيين، منها 6 اتفاقيات مع جامعات مشاركة ضمن برنامج دعم القطاع الصحي، و4 اتفاقيات مع شركاء استراتيجيين في القطاع شبه الحكومي للتعهد بتوفير أكثر من 11 ألف وظيفة عن طريق شركات التعهيد والموردين.
وأضاف المزروعي أن نتائج برنامج نافس خلال العام الماضي، فاقت التوقعات؛ ولكن الآمال أكبر وأعمق تأثيراً للعام 2023، فمستهدفات التوطين في القطاع الخاص التي اعتمدها مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية خلال اجتماعه لعام 2023، تتطلع لاستحداث مالا يقل عن 24 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين في مختلف القطاعات.
نوعية الوظائف
يذكر أن المواطنين يعملون في وظائف كتابية ووظائف تتعلق بالمواضيع العلمية والفنية والإنسانية، وكاختصاصيين، إضافة الى وظائف مشرعين ومديرين وفي وظائف الخدمات والبيع، كما يعمل المواطنون في قطاعات الوساطة المالية وخدمات الأعمال والصناعات التحويلية والإنشاءات، إضافة إلى قطاع التجارة وخدمات الإصلاح.
وكان مجلس إدارة مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية أعلن في ختام اجتماعه الأول لعام 2023 عدد الوظائف التي تم شغلها في القطاع الخاص بدعم من برنامج «نافس»، واستعرض أهم السياسات والقرارات التي تم إصدارها منذ انطلاق برنامج «نافس»، والتي كان لها الأثر الكبير في الوصول للنتائج الأخيرة، ومن أهمها: قرارات مجلس الوزراء بشأن تحديد نسب مستهدفات التوطين وفرض مساهمات على المنشآت غير الملتزمة بتحقيق النسب المستهدفة. كما استعرض نتائج تطبيق نسب مستهدفات التوطين في القطاع الخاص عن عام 2022 والتي تتمثل في رفع نسب التوطين بمعدل 2% من الوظائف المهارية لدى المنشآت التي لديها 50 موظفاً، حيث حققت 8 آلاف و897 شركة نسب النمو المطلوبة.
دعوة الشركات إلى تجنب المخالفات
دعا الدكتور عبد الرحمن العور الشركات إلى الاستفادة من الحوافز التي تقدمها الوزارة للمؤسسات الملتزمة بعملية التوطين وفق النسبة المقررة ب 2%، وتجنب الغرامات التي تفرض على غير الملتزمين بتوظيف المواطنين، والتي بدأت بتغريم الشركات 6 آلاف شهرياً عن كل موظف وزادت العام الجاري على 7 آلاف وتستمر زيادة الغرامات لتصل إلى 10 آلاف درهم شهرياً عام 2026.
وشدد العور على أنه لا تهاون مع الشركات التي توظف مواطنين بشكل صوري، مشيراً إلى تحويل 20 منشأة للنائب العام واوقفت حق الانتفاع إلى 130 موطناً، كما سجلت الوزارة 227 مخالفة خلال العام الماضي لتوظيف صوري، مؤكداً أن عدد الشركات غير الملتزمة لا يتخطى 1 % من إجمالي الملتزمة.
