عادي
أكدت أن الاستدامة طوق النجاة في الأزمات

رئيسة الحكومة التونسية: الإدارة الحكومية الجيدة قاطرة نجاح أي مشروع تنموي

22:09 مساء
قراءة 3 دقائق
نجلاء بودن خلال كلمة رئيسية ضمن أعمال القمة
نجلاء بودن خلال كلمة رئيسية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2023 (2)
  • نجلاء بودن: التعاون بين حكومات العالم سيحقق مستهدفات التنمية
  • نعمل على إطلاق مشروع الربط الكهربائي مع إيطاليا وفق أحدث التقنيات


دبي: «الخليج»

دعت نجلاء بودن رئيسة الحكومة التونسية، إلى بلورة رؤى وتصورات مشتركة وفق مقاربات جديدة من أجل إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها الدول العربية، معتبرة الإدارة الحكومية الجيدة قاطرة نجاح أي مشروع تنموي، كما أنها محرك الاستجابة السريعة والناجعة للأزمات التي تعلمت منها ضرورة التوجه نحو ترسيخ بناء الاستدامة.

وأكدت نجلاء بودن، خلال مشاركتها المتنوعة في جلسات القمة العالمية للحكومات، أن الحكومة التونسية، سنّت حزمة من التدابير للنهوض بمناخ الأعمال ودعم صلابة القطاع المالي ودعم الإدماج الاجتماعي، كما صادقت على مخطط التنمية الاقتصادي والاجتماعي باعتباره الوثيقة المرجعية ضمن رؤية 2035.

حراك تنموي

وفي كلمة رئيسية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2023، تحدثت رئيسة الحكومة التونسية، عن أهمية التعاون بين حكومات العالم لتحقيق مستهدفات التنمية، مشيدة بالتجربة الإماراتية وما حققته من معالم النهضة والتنمية الشاملة.

كما تحدثت حول «مستقبل تونس في العقد المقبل ودور الحراك التنموي والتنوع الاقتصادي لتونس في تشكيل مستقبل أفضل للأجيال القادمة»، مشيرة إلى ملامح رؤية بلادها لمسرعات العمل الحكومي والمستقبلي وآفاق الارتقاء بأداء المؤسسات الرسمية في تونس.

وقالت: إن «تداعيات جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية - الأوكرانية وما سببته من تداعيات كبيرة على توفّر الغذاء والطاقة إضافة إلى التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية وتعدد بؤر الأزمات السياسية وتفاقم مستويات الهجرة، كل هذه التغيرات التي نعيشها اليوم ستؤثر بلا أدنى شك في السياسات العالمية المستقبلية، والتي ينبغي أن تصاغ في إطار التضامن الدولي، والأخذ بعين الاعتبار التفاوت التنموي بين الدول، وفق تفاهمات دولية واحدة لمواجهة تحديات المستقبل».

وأضافت بودن: «لقد تأثرت تونس كسائر دول العالم بالأزمات الراهنة، وكان هذا التأثير مضاعفاً في وقت تفاقمت فيها التجاذبات السياسية على حساب الإدارة الحكومية والمواطن التونسي، ما أدى إلى تراجع الخدمات وتضاعف المديونية، وتفاقم أزمة اقتصادية خانقة».

فجوة رقمية

وفي كلمتها خلال جلسة «تحديات الإدارة الحكومية التونسية في عالم متغير»، ضمن أعمال «منتدى الإدارة الحكومية العربية»، قالت نجلاء بودن: أثبتت جائحة «كوفيد- 19»، أهمية دور الإدارة الحكومية في إدارة الأزمات، حيث أثبتت أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في الأولويات لتطوير سياسات وطنية لبناء القدرات ومجابهة الكوارث، معتبرة الاستدامة طوق النجاة من الأزمات.

وأشارت إلى أن الجائحة، أثبتت أيضاً أهمية الرقمنة، وضرورة التركيز على الحد من الفجوة الرقمية بين الحكومة والمواطنين، بما يسهِم في ضمان نفاذ الجميع على قدم المساواة إلى التكنولوجيا الحديثة.

وتطرقت إلى عدد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التونسية في سياق الحد من الفجوة الرقمية بين الجهات الحكومية والمواطنين، وضمان نفاذ الجميع إلى التكنولوجيا الحديثة، فذكرت بداية تحديث الإدارة العمومية، باعتباره شرطاً أساسياً لبيئة سليمة وقادرة على دعم تنفيذ الإصلاحات المقررة في مُختلف المجالات. ومن تلك الإجراءات أيضاً تثمين رأس المال البشري، من خلال اعتماد الحلول المبتكرة، ودعم المبادرات الخاصة.

وختمت كلمتها: «أهم الدروس المستفادة من الأزمات التي نشهدها هو ضرورة توجه الإدارة الحكومية نحو بناء الاستدامة، وحشد الآليات والإمكانيات والبرامج الضرورية لتحقيق ذلك، بما يسهم في بناء اقتصادات ومجتمعات أكثر قدرة على الصمود إزاء مختلف الأزمات». مشيرة إلى أن الإدارة الحكومية الناجحة هي شرط أساسي لتحقيق التنمية الشاملة.

تمكين المرأة

وضمن «منتدى المرأة في الحكومة»، وخلال جلسة بعنوان «قيادة التغيير الإيجابي.. ريادة المرأة في الحكومة»، ألقت نجلاء بودن، كلمة تناولت فيها فرص تمكين المرأة وتعزيز مكانتها في الحكومة، متطرقة إلى أهمية دورها في دفع عجلة التطور الحكومي.

وفي بداية كلمتها، أشارت إلى أن ما شهده ويشهده العالم من تحولات عميقة وتغيرات جذرية، وأزمات لها تداعياتها السياسية، والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، يؤكد دور المرأة المهم في الاستجابة الفاعلة والمؤثرة لمختلف التحديات والتداعيات، وفي الوقت نفسه يؤكد ضرورة تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً.

وأكدت أن الدور القيادي للمرأة، وانخراطها في تشكيل السياسات العامة والحلول المستقبلية؛ شرط جوهري لإعادة البناء بشكل أفضل، وتحقيق التعافي المستدام والإسراع في المضي قدماً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت إلى أن الوعي، بأهمية هذا الدور القيادي للمرأة لا بد أن تتبعه إرادة حقيقية لتحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين، وتمكين المرأة من خلال تعزيز البناء التشريعي والمؤسساتي، لتصبح شريكاً أساسياً في رسم البرامج الحكومية وصياغتها.

وتطرقت إلى ما حققته تونس من نجاح في تمكين المرأة، وذكرت نفسها مثالاً باعتبارها أول رئيسة للحكومة في تونس والعالم العربي، تقود حكومةً ثلثها من الكفاءات النسائية، يرأسن وزارات مهمة كالعدل والمالية والتجارة والصناعة والطاقة والتجهيز والإسكان والأسرة والمرأة، وفي ظل ظرف دقيق وحساس تعيشه تونس داخلياً وخارجياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mfdw3wzk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"