دبي: يمامة بدوان
أسبوع واحد فقط، يفصل دولة الإمارات عن تحقيق إنجاز جديد، يضاف إلى سجلها الحافل في استكشاف الفضاء، لتكتب اسمها بحروف من ذهب بين مصافّ الدول الرائدة، من خلال مهمة يؤديها سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، ليمضي 180 يوماً على متن المحطة الدولية، ضمن بعثة «كرو 6»، والتي تنطلق على متن مركبة دراجون، التابعة لشركة سبيس إكس، من المجمع رقم 39A بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية بولاية فلوريدا الأمريكية في 26 فبراير الجاري.
ومع بدء العد التنازلي لانطلاق النيادي، بعد 7 أيام، فإن مهمة «طموح زايد 2»، تحلّق بآمال وطموحات وطن يمضي قدماً برؤية قيادته الرشيدة وعزيمة شبابه، الذي ليس في قاموسه كلمة «مستحيل»، لتحقيق الإنجازات وتبوُّؤ مقعد الريادة العالمية في المجالات كافة، لتصبح الإمارات الدولة الأولى غير العضو في المحطة الدولية، وال11 عالمياً، التي ترسل رواد فضاء في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء.
وبحسب الجدول الزمني المحدد للمهمة، فإن النيادي برفقة طاقم المهمة، سيسافر قبل الإطلاق ب6 أيام إلى كيب قاعدة كانافيرال في فلوريدا، وقبل يوم واحد من الإطلاق، سيقوم الطاقم بتجربة البدلات المصممة خصيصاً للمهمة، وإجراء تجربة لعملية الصعود إلى موقع الإطلاق، ودخول الكبسولة، وإجراء جميع الفحوص للتأكد من جاهزية كل شيء.
رحلة التدريبات
بدأت رحلة تدريبات النيادي، رائداً أساسياً وزميله هزاع المنصوري، احتياطياً، قبل 5 سنوات تحضيرية لرحلات الفضاء البشرية طويلة الأمد، خاضا خلالها 3100 ساعة تدريبية، موزعة على المهمة الأولى التي أداها «المنصوري» عام 2019، بواقع 1400 ساعة تدريبية، و1700 ساعة من التدريبات المتقدمة استعدادا للمهمة الثانية، التي سيؤديها «النيادي» بعد أسبوع.
وشملت الفترة التحضيرية للمهمة الأولى العديد من التدريبات والاختبارات في بيئة تحاكي ظروف انعدام الجاذبية، بمركز يوري غاغارين في مدينة النجوم بموسكو، روسيا، أهمها: مهارات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الضغوط، وإدارة الموارد المتاحة في البيئة المحيطة، كذلك تجربة ارتداء بدلة الفضاء التي يبلغ وزنها أكثر من 10 كغ، في غضون 25 إلى 30 ثانية، وتجربة رمي والتقاط لوح يزن 50 كغ لمحاكاة التعامل مع المعدات والأدوات على متن المحطة الدولية، أيضاً التواصل مع فرق البحث والإنقاذ من حيث الإشارات المرئية، كالمشعل الحراري والاتصال اللاسلكي.
بينما تنوعت تدريبات المرحلة الثانية، التي استمرت 20 شهراً، بين عدد من وكالات الفضاء العالمية، تكللت بحصولهما على شارة رواد الفضاء من مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة «ناسا»، وخضع الرائدان لمجموعة كبيرة من التدريبات، صممت خصيصاً لتتناسب مع متطلبات المهمة ومدتها، حيث تدربا تدريباته بمركز «يوري غاغارين، في موسكو، ومركز بي جونسون التابع ل«ناسا» في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، كذلك تدريبات في المركز الأوروبي للرواد في مدينة كولن الألمانية، فضلاً عن تدريبات لالتقاط الذراع الآلية «كندارم 2» بوكالة الفضاء الكندية.
برنامج مكثف
وتضمنت تدريبات النيادي والمنصوري، برنامجاً مكثفاً في جميع أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، للتعرف على كيفية استخدام الأجهزة والمعدات الموجودة داخلها، وتدريبات على الحالات الطارئة التي قد تحدث على متن المحطة، منها الحريق، وانخفاض مستوى الضغط، وتسرب غاز الأمونيا، كذلك النجاة في حال الهبوط الاضطراري للكبسولة في غابة شديدة البرودة.
وشملت التدريبات أيضاً، بدلة الفضاء التي يصل وزنها إلى 10 كيلوجرامات وعلى كيفية ارتدائها في بيئة منعدمة الجاذبية، وحصلا على تقييم حول استخدام بدلة السير في الفضاء EMU، وصيانة المحطة الدولية، وإنقاذ رواد الفضاء في حالات الطوارئ، كذلك حصص نظرية وعملية على طائرة T-38، فضلاً عن تدريبات داخل نموذج مركبة «دراجون»، في محاكاة الإطلاق والهبوط في مركبة «سبيس إكس»، بوساطة ذراع خاصة في مختبر الطرد المركزي، التابع لسلاح الجو الأمريكي، وغيرها الكثير.
اختصاصي البعثة
وينفذ النيادي في مهمته التي ستمنحه صفة «اختصاصي البعثة»، العديد من التكليفات، أهمها إجراء 19 تجربة علمية بالتعاون مع مختلف وكالات الفضاء العالمية، وعملية السير بالفضاء، لتركيب الأجزاء النهائية ل«iRosa»، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها خارج المحطة الدولية، بالإضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.
وسيمضي 4000 ساعة على متن المحطة، في سابقة إماراتية وعربية هي الأولى من نوعها، سيجري خلالها العديد من الأبحاث العلمية، أهمها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات.
