عادي

«سأنتظر العمر كله».. صرخة سوري يبحث عن عائلته المدفونة تحت الأنقاض

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

رويترز

على الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على الزلزال الكبير الذي دمر مدينة أنطاكية التركية، والذي تبعه زلزال كبير آخر، لا يزال مصطفى قزاز يمكث قرب أنقاض مبنى أسرته المنهار، رافضاً التحرك حتى، بعد انتهاء البحث عن جثامين والده، وشقيقه وأخته.

وجلس قزاز وحيداً وسط الظلام على الأرض أمام المبنى الذي كانت تعيش فيه أسرته، وقال: «عمل (عمال الإغاثة) لفترات طويلة ونبشوا المبنى بأكمله».

وأضاف: «أخبروني أن العمل انتهى. لم يعد هناك أحد. يقولون لي إن أخي وأختي وأبي ليسوا هنا. كيف يمكن ذلك؟»، وأعلنت السلطات انتهاء أعمال الإغاثة في عشرة أقاليم ضربها الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في السادس من فبراير/شباط، وأودى بحياة أكثر من 47 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وانهارت عدة مبانٍ أخرى عندما وقع زلزال عنيف آخر في مدينة هاتاي الاثنين، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وأدى إلى استئناف أعمال الإنقاذ. ولكن جهود الإنقاذ توقفت، الثلاثاء، وأصبح وسط مدينة أنطاكيا يشبه المكان المهجور. ولم يبق على الأرض سوى الطين الذي خلفته الحفارات، بينما كانت تزيل حطام المباني المنهارة.

وفي أثناء جلوسه على كرسي بجوار خيمة يبيت فيها منذ 15 يوماً، قال قزاز وهو يمسك رأسه ويبكي: «سأنتظر هنا طوال حياتي. لن أغادر». وأضاف: «كنت أعرف ما لا يقل عن 250 شخصاً في هذا الشارع. الآن جميعهم لقوا حتفهم»، في إشارة إلى شارع رئيسي في أنطاكية، حيث كانت تعيش أسرته.

ووصل قزاز (25 عاماً) إلى تركيا قادماً من سوريا مع أسرته منذ خمس سنوات وانتقل للعيش في إقليم طرابزون شمال شرقي البلاد، حيث كان يعمل مترجماً في قطاع السياحة. وزار قزاز أنطاكية في اليوم السابق للزلزال من أجل الاطمئنان على أسرته لأول مرة منذ سنوات.

وقال: «عملت ثلاث سنوات في طرابزون، وادخرت أموالاً حتى أتزوج. حولت والدتي كل شيء إلى ذهب، وتركته كله في المنزل. الآن سأبدأ من الصفر».

وسارع قزاز، إلى أنطاكية عندما سمع أخباراً عن وقوع الزلزال الأول، وأشار إلى أنه انتشل أخته ووالدته من تحت الأنقاض بمفرده دون مساعدة أحد. وأظهر مقطع مصور قزاز، وهو يدخل من فتحة ضيقة بين السقف المنهار والأرض، ولم يكن يظهر منه سوى قدميه.

وقال قزاز، إن والدته كانت لاقت حتفها عندما أخرجها، وتوفيت أخته بعد خروجها بفترة قصيرة. وفي مقطع مصور آخر، كان قزاز يشير إلى جثمان أخته التي كانت مغطاة ببطانية وردية اللون.

وأضاف: «كنت أعيش من أجلهم. أشعر الآن كما لو أنني ولدت للتو. لا يوجد معي أحد. لا يوجد معي مال. ليس لدي أي شيء. لا يوجد مستقبل أو منزل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p89fa3z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"